أداة تخصيص استايل المنتدى
إعادة التخصيصات التي تمت بهذا الستايل

- الاعلانات تختفي تماما عند تسجيلك
- عضــو و لديـك مشكلـة فـي الدخول ؟ يــرجى تسجيل عضويه جديده و مراسلـة المديــر
او كتابــة مــوضـــوع فــي قســم الشكـاوي او مـراسلــة صفحتنـا على الفيس بــوك

فقه الآن !!

نسائم المكتبة

Well-Known Member
إنضم
10 ديسمبر 2014
المشاركات
220
مستوى التفاعل
1
النقاط
18
%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%b1%d8%a9_%d8%ae%d8%b7%d9%88%d8%a7%d8%aa_%d8%b5%d9%86%d8%b9_%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%b1_m.jpg


فقه الآن !!

الكاتب: محمد تكديرت​


لابد وأن (واجهت) يوما في حياتك أناسا يعيشون في قفص ذهبي يدعى (الماضي)، هوايتهم تعطيل اللحظة الآنية للغوص في مشاهد لا تثمر عملا ولا تورث موعظة، وفي الجهة المقابلة نجد من يسابق الزمن ليعيش حزنا لم يحن وقته بعد، يسبق الأحداث لينصب لنفسه تمثالا مستقبليا يلقي عليه التحية في ساحة الفكر، هي حالة تشبه الإدمان الذي يصعب الإقلاع عنه، إدمان التعلق بالماضي والخوف من المستقبل وقتل [الآن].


ffc47d01de98dd4e4077624796a9b0c7.jpg

إن الحياة لوحة تشكل مجموع اللحظات التي عشتها وستعيشها، واللحظة التي تقرأ فيها هذا المقال هي لحظة لم تحدث من قبل، ولن تحدث بعدُ حتى ولو أعدت القراءة في نفس المكان! إنها لحظة تحدث الآن فقط، ولا يمكن لك أن تكتشف أسرارها وخباياها إلا بقدر تحررك من أحزان الماضي وشكوك المستقبل.

images%2Farticles%2Fdisplay%2FID-100122499.jpg

فـ هي ليست دعوة للتملص من أخطاء الماضي ولا لتعتيم صورة المستقبل، بل هي انطلاقة في اللحظة الآنية بشجاعة وبكل ما أوتيت من خبرات الماضي وتجارب السابقين في مضمار الحياة ..

فقضية استثمار [الآن] هي من صميم شريعتنا الإسلامية دون أدنى شك، والأجمل من ذلك أن قوة وحينا تقتطع من حاضرنا سعادة تمتد للدار الآخرة، فخيرك الذي يصل الآخرين هنا تجده مضاعفا هناك، والدقيقة التي تسدي فيها الجميل هنا تصير سنوات هناك، كل هذه المعاني وغيرها نلمسها من طرف خفي في قول ابن عمر رضي الله عنهما: (إذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك)؛ فالمعادلة واضحة: الأمس ليس لك، والغد غائب عنك ..


three%20steep.jpeg

إن غياب مثل هذه المعاني عن حياتنا اليومية يجعل حركتنا مضطربة نحو الآخر، فنفقد بذلك قراءة أنفسنا والواقع معا، الشيء الذي يخلق حلقات فارغة ومتباعدة في صياغة رؤية مستقبلية تنطلق من أخطاء الماضي ومرونة الواقع؛ فكل لحظة تميل فيها النفس إلى الإفراط في التعلق بزمن غير زمنها هي لحظة قاتلة إن لم نقل مدمرة!

%D8%B3%D8%AA%D8%A9-%D8%AE%D8%B7%D9%88%D8%A7%D8%AA.jpg

ونحن لا نتحدث هنا عن الاقتباس من الماضي لبناء الحاضر أو دراسة الواقع لتشييد المستقبل، بل حديثنا عن التعلق المرضي الذي لا يجدي نفعا ولا يجر خيرا، فمثل هذ الممارسات التي تقتل الواقع وتغيب دور الإنسان في هذه الحياة نهت عنها الشريعة الإسلامية صراحة، يقول تعالى: {لِكَيْ لا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ}؛ فالمراد من قوله تعالى كما أورد الرازي في تفسيره أنه ليس نفي الأسى والفرح على الإطلاق، بل النهي عن الإفراط في ذلك حتى يخرُج الإنسان عن حاضره ليتعلق بما فاته، أو أن يفرح فرحا شديدا يطغى به فيخرجه عن إنسانيته، والقصد من ذلك ألا يكون الإنسان فريسة للماضي ولا ضحية لأوهام المستقبل، وإنما عقل متأمّل وقلب متعلّم.

steps-4.jpg

إن قيمة اللحظة الآنية لا تدرك إلا بفقدناها وزوالها، بالضبط حين تصبح ماضيا مطويا يستحيل الرجوع إليه، ولذلك نبه القرآن الكريم لهذه الحقيقة ليوقظ العقول الغافلة والنفوس اللاهية {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ*لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا…} ، فمن هنا نستشعر قيمة اللحظة التي نعيشها الآن، والتي تمتد لتشكل المستقبل، تلك اللحظة التي نغتالها بزيارتنا المتكررة للماضي والمستقبل.

CoconutPalm.jpg

إن فقه [الآن] ليس وليد نظرية غربية ولا فكرة أجنبية، إنه قوله صلى الله عليه وسلم: (إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة، فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليفعل)، فحتى في أشد اللحظات التي ينسى فيها الإنسان بأنه موجود؛ يحثنا صلى الله عليه وسلم باستغلال اللحظة الراهنة لترافقنا هناك، والفسيلة هنا ليست بالضرورة أن تكون نبتة أو برعم شجرة، الفسيلة قد تكون عمل خير توصله للغير، أو صدقة تمدها في سر لفقير، الفسيلة هنا هي كل حركة خير يمتد صداها للآخر فتعود عليك بالنفع، والقاسم المشترك بين الفسيلة وغيرها من الأعمال هو [الآن].

28-WWW.Ward2u.com-ola-aleslam.gif

إن استيعاب اللحظة الآنية تهب للمسلم أمنا وطمأنينة ما دام يحسن الظن بالله، فلا يكترث لما انقضى وفات، ولايجزع بما هو آت ...، (ودع قلبك يحلّق كطائرة ورق في رحاب رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا) .



المصدر

 

أحساس وفى

Well-Known Member
إنضم
23 سبتمبر 2014
المشاركات
2,507
مستوى التفاعل
40
النقاط
48
الإقامة
العراق
رد: فقه الآن !!

" شكررررا لطرحك ألمووووضووع "
ويعطيك ألف عااااااافيه.
داااام أبدااااعك *تحيتي*
 

الذين يشاهدون الموضوع الآن 1 ( الاعضاء: 0, الزوار: 1 )