كان كلما أراد ان يكلم الله .. صعد إلى السطح .. كان يعرف أن الله في كل مكان و أنه قادر على مناجاة ربه في غرفته الضيقة .. لكنه اختنق من وجود السقف و من الجدران و من كل ما راح يذكره بذنوبه التي تقف بينه و بين ربه كالحائط ..
لم ينظر للسماء بل ضم ركبتيه و سند جبهته عليها و لم يقل شيئا ..
مثل طفل أضاع طريقه .. أراد البكاء و أراد الصراخ و حتى الركض .. لكنه لم يفعل بل وقف في ذعر ينتظر أن يتم العثور عليه
“ أضعتك يا ربي و لكنك لم تضعني فانت تعلم أين أنا و ترى كيف انني تهت في داخلي كما تهت في الدنيا ” : هَمَس ..
السماء بعيدة و كذلك قلبه .. لكن الله قريب ..
أقرب من السماء و من قلبه ..
لذلك شعر أنه مهما أضاع الطريق .. فإن الله سيعيده إليه ..
لم يكن في جعبته حديث مرتب ..
أخبر الله أنه يحبه .. أنه مهما ارتكب من خطايا فهو يعلم أن عين الله راته و لكن نفسه غلبته ..
أخبر الله أنه خائف من نفسه .. خائف من الموت .. خائف من ضياع العمر في انتظار فرصة هي تأتي مع كل فجر جديد لكنه يضيعها ..
حدث الله عن حلمه الضائع .. عن قلبه كثير الفجوات .. عن تعب روحه .. و عن خوفه من الحياة و الموت ..
ألا يكون على قدرهما كلاهما ..
فالحياة تحتاج لشجاعة شانها شأن الموت ..
لم يطلب الغفران بشكل لائق ..
لم يدع بشكل لاىق ..
و لكنه حدث الله متحديا الأسقف في داخله .. و كثرة العوائق ..!