وفي فوضى الحواس التي تعصف بي
تتبدل الأصوات حتى يضيع صدى الخطى في مجاهل النفس
أرى الأشياء كأنها تحلم بي، وألمس الغياب كأنه حضورٌ متعب،
يتنازعني البصر والذاكرة والرغبة التي لا تعرف وجهتها
كأنني أعيش داخل عاصفة منّي لا تهدأ ولا تنطفئ.
هناك في أقصى الصمت
يتحوّل النور إلى سؤال والظلمة إلى يقينٍ هش
تتبعثر الحواس على أطراف الوعي
ولا يبقى سوى نبضٍ غامضٍ يذكّرني بأنني لم أصل، ولم أعد.
ثمّ كأنّ شيئًا خفيًّا يناديني من العتمة
صوتٌ لا يُشبه أحدًا يهمس لي: امضِ، فالغياب طريق،
وكلُّ تيهٍ، إن صبرتَ عليه يُفضي إلى ولادة.
فأغمض عينيّ وأمشي لا لأصل،
بل لأبدأ من جديد.