ابن الانبار
::اصدقاء المنتدى و اعلى المشاركين ::
عقد قسم اللغة العربية في الساعة العاشرة والنصف من صباح هذا اليوم الثلاثاء 12/3/2018 حلقة نقاشية ألقى فيها الأستاذ الدكتور سعدون أحمد علي الرَّبَعيّ محاضرة بعنوان ( المناسبة وأثرها في تحقيق الترابط النَّصِّي القرآني عند الزَّمخشريّ في الكشَّاف ) استهلَّها الدكتور مازن داود سالم بتقديم مناسب للسيد المحاضر ونبذة عن موضوع المحاضرة ومن ثم دعا السيد المحاضر لاعتلاء المنصة والشروع بتقديم محاضرته التي تضمنت عرضا لخطة البحث وتبيينا مدعما بالشواهد والأدلة لمعنى المناسبة في اللغة والاصطلاح وماتعنيه من وجود ترابط بين شيئين بينهما مشاكلة في وجه من الوجوه، نحو ارتباط آي القرآن بعضها ببعض لتكون وحدة موضوعية متسقة المعاني، منتظمة المباني. وقد أشار الباحث إلى أن المناسبة قد حظيت بمنزلة خاصة عند بعض علماء العربية ، إذ أُفرِدَت فيها كتب نحو( البرهان في تناسب سور القرآن) للغرناطي، و(نظم الدرر في تناسب الآيات والسور) للبقاعي، وغيرهما، وقد انتظمت المناسبة عند الزمخشريّ أنواعا من العلاقات، كالسببية، والحمل على النظير أو الضد، والاجمال والتفصيل، والالتفات، والاستطراد. وقد سعى الزمخشري للكشف عن وجوه الترابط والانسجام بين أجزاء الآية الواحدة أو بين آيات القرآن وسوره، بتحكيم السياق اللغوي تارة، وبإعمال رؤيته الخاصة وقدرته اللغوية تارة أخرى، مستعملا تراكيب دلّت على التناسب بين الآيات من مثل: (لمَّا ذكر في الآي قبلها ... قال) و(فإن قلتَ: كيفَ اتَّصلَ قوله كذا بما قبله؟ قُلْتُ)؛ ليتبين بذلك أن للمناسبة أثرًا كبيرًا في جعل سور القرآن وآياته سلسلة مترابطة ممتدة الحلقات بما يفضي إلى ترابط نص القرآن الكريم ووحدته. وفي ختام المحاضرة فُتح باب المناقشة بمحاورةٍ علمية مثمرة لعدد من أساتذة القسم والباحث في أجواء علمية رصينة رسَّخت أهمية الاستمرار بعقد مثل هذه الحلقات النقاشية.