أداة تخصيص استايل المنتدى
إعادة التخصيصات التي تمت بهذا الستايل

- الاعلانات تختفي تماما عند تسجيلك
- عضــو و لديـك مشكلـة فـي الدخول ؟ يــرجى تسجيل عضويه جديده و مراسلـة المديــر
او كتابــة مــوضـــوع فــي قســم الشكـاوي او مـراسلــة صفحتنـا على الفيس بــوك

قصة النجاح

الكاتب الحسين

كاتب قصص قصيرة
إنضم
19 سبتمبر 2021
المشاركات
1
مستوى التفاعل
2
النقاط
3
العمر
27
الإقامة
المغرب
#قصص_نج

سلام على كل شخص يرى الحياة جميلة رغم مآسيها ... سأبدأ قصتي منذ اليوم الذي ولدت فيه ودون إطالة ولدت في قرية نائية ... حيث لا يوجد هناك لا مستوصف ولا مدرسة ولا كهرباء ولا ماء ولا أي شيء من متطلبات الحياة ... خرجت للحياة من بطن أمي على يد عجوز ظللت أناديها نانا أو جدتي حتى توفيت ... رأيت النور في ليلة من ليالي نوفمبر الباردة ... فلم يكن النور الذي رأيته أول مرة في حياتي أشعة شمس أو ضوء الصباح .. بل نور شمعة أضائت بها النسوة تلك الغرفة الصغيرة ... و ربما بفضل هذه الغرفة تعلمت الإصرار ... قريتي كبيرة جدا لكنها صغيرة في نفس الوقت أي شيء يحدث في القرية يسمع به كامل سكان قريتنا .. بين منزل و آخر توجد مسافة متوسطة تتخللها حقول و أشجار .. أما الأحجار .. فهي قلوب الناس ... في قريتي كان إمام المسجد هو الشخص الرئيسي هو الطبيب والحكيم والمعلم والقاضي .. أما كل من غادرها صوب المدينة فكان يعود بعد وقت راكباً عربيته ليتبجج بها أمام الضعفاء و الفقراء من أهالي القرية ... تماما كما يتبجج سكان المدن الكبيرة بالفرنسية والإنجليزية أمام ضعفاء المدن و القرى ... هؤلاء كما قال لي صديقي الصيني و زميلي في العمل ... يسمونهم في الصين بالغائط أو براز أمريكا ... و أنا بدوري أسميهم براز فرنسا ... فما معنى أن تعود لوطنك لتكلم فيه أهله بلغة الغربة التي عشت فيها؟ .. لا شيء ... سأعود لأكمل قصتي عند دخولي أول مرة للمسجد تعلمت فيه أبجديات اللغة العربية ثم الحساب لألتحق في سن العشر سنوات بالمدرسة الإبتدائية التي كنت مجبراً على المشي نصف ساعة كل يوم لأصل إليها .. هذا إن جاء المعلم أصلا ... وصلت للسنة السادسة إبتدائي و أنا في عمر 16 سنة تخيلوا الفرق بين الدراسة قديما و حديثا وفارق العمر الكبير المهم عندما إلتحقت بالإعدادي في المركز لم أكن الرجل الوحيد الذي بدأ شاربه بالبزوغ أسفل أنفه ... تخرجت من الإعدادي في سن 19 و كنت أعشق الرياضيات حد الجنون ... كنت مهووسا بها لدرجة أنني رسمت على كل مكان تواجدت فيه حرف "X" ... بعدها إلتحقت بمدينة صغيرة في * حيث درست العلوم الرياضية (لم تكن مقسمة آنذاك) لكنني وجدت صعوبة كبيرة في فهم اللغة الفرنسية والترجمة ... فخصصت لهما الليالي الطويلة رغم قلة الموارد إلا أن العالم رغم قساوته .. كان فيه الكثير من الكرماء ... فكانت إحدى الأستاذات تساعدني دائما بكتب لتعلم اللغة .. ثم إنطلقت بعدها في مسيرة دامت 3 سنوات عانيت فيها من طعام الداخلي و قلة النوم ناهيك عن العنصرية بسبب لهجتي ... نجحت أخيرا في الباكالوريا بميزة حسن وفي سن متأخرة قليلا (23 سنة) .. حيث لم تفتح مدارس المهندسين او غيرها في وجهي ولا الأقسام التحضيرية في بلدي ... في ذاك الوقت بالضبط وحتى في وقتكم هذا ... كانوا ولا زالوا يدفعون بالناجح حتى يفشل و عندما يفشل يحتقرونه فيدفعونه للتفكير إما في الهجرة أو الإنتحار .. و كلامها وجهان لعملة واحدة ... فالهجرة السرية عبر قوارب الموت والإنتحار أخوان بالرضاعة ... في بلدي الجميل بطبيعته وبعض من أناسه .... تعتبر الهجرة نجاحا كبيرا بينما تعتبر في بلدان كثيرة فشلاً ذريعا و هروبا من صعوبات الحياة ... نحن كجزائريين أو سكان المغرب العربي نولد في حفرة وعلينا ملئها بالتراب لسنوات طويلة و بعدما نصل للسطح .. نبدأ بالبناء و نحن منهكو القوى ... أما في بلدان أخرى فيولدون على السطح و يبنون عليه مباشرة هذه نقطة اساسية ذكرها لكم الكاتب عليكم تمعنها ... لنعد القصة مجددا و اعذوني لأنني أنتقد الواقع و أخرج عن الموضوع
المهم أنني بعد الباكالوريا إلتحقت بشعبة العلوم الرياضية بالكلية وقتها كنت أدرس وأعمل في الدروس الخصوصية ليلاً ثم بيع الأحذية لشخص وثق بي جدا و بدأ بترك متجره لي أيام السبت و الأحد لأنه مشغول في هذه الأيام .. وكانت هذه نقطة تحول بالنسبة لي ... إكتشفت موهبة في نفسي لم أكن أبالي بها ... و هي فن البيع و إقناع الزبون .. و قد أسميته فنا لأنه فعلا كذلك ... كنت أبيع خلال يومين ما لم يبعه صاحب المحل خلال أسبوع .. ما دفعه لزيادة أجرتي ودفعني للتفكير في تخصص البيع ... و قد سمعت أن معاهد التكوين المهني تقدم تكوينا مدة سنة في تقنيات البيع .. إلتحقت به في سنتي الثانية وكان من الصعب علي جدا التوفيق و التنظيم بين العمل والكلية والمعهد ... ما دفعني للتخلي عن العمل ... فكنت الأول في دفعة التكوين وعدت للعمل في سنتي الثالثة في الكلية لأحصل على إجازتي و أعود لقريتي في إنتظار مسابقات التعليم ... لم أضيع وقتي كثيرا فأتقنت اللغة الإنجليزية في ثلاثة أشهر .. كيف ذلك؟ .. هذا ليس بالأمر المستحيل ... لأنني إقتنيت كتبا و قارئا إلكترونيا (MP3) و كنت أرعى الغنم وأسمع ثم أقرأ ما سمعته و أستخدمها في حياتي اليومية ...علما أنني درستها 3 سنوات في الثانوية لكني لم أتقنها كما أتقنتها الآن ... عدت للمدينة لإجتياز مسابقة فعلمت أن هنالك مركز نداء يبحث عن متكلم بالإنجلزية والفرنسية معا ... توجهت إليه مباشرة وكانت المفاجأة أنني الشخص الوحيد الذي كان يتقن كلتا اللغتين ... إجتزت مسابقة التعليم و دخلت للعمل في مركز النداء مدة شهر قبل أن تعلق نتائج المسابقة الكتابية فكنت من الناجحين ثم أعددت للإمتحان الشفوي و نجحت لكني كنت أمام خيارين أحلاهما مر ... الأول هو البقاء في مركز النداء الذي يقدم لي دخل جد محترم لكنه عمل غير مضمون و ليس ضمن تخصصي الذي أعشقه وهو الرياضيات والثاني هو التعليم الذي سيضمن لي أجرة محترمة وإستقرار نفسيا و مكانة مرموقة بالمجتمع ...
 

mohammed.shams

نائب الادارة
طاقم الإدارة
إنضم
31 يناير 2017
المشاركات
2,267,793
مستوى التفاعل
46,758
النقاط
113
دُمتَمْ بِهذآ الع ـطآء أإلمستَمـرٍ
يُسع ـدني أإلـرٍد على مـوٍأإضيعكًـم
وٍأإألتلـذذ بِمـآ قرٍأإتْ وٍشآهـدتْ
تـقبلـوٍ خ ـآلص احترامي
لآرٍوٍآح ـكُم أإلجمـيله
 

أميــــر الحـــــرف

أقبية الغياب ..
إنضم
12 سبتمبر 2016
المشاركات
136,345
مستوى التفاعل
52,097
النقاط
113
الإقامة
العراق / بغداد
الكاتب الحسين
قدمت لنا نصاً على شكل سيرة ذاتية
في اطار من السرد الشيق
الذي تخللته الكثير من العبارات الجميلة والصور الفنية
غير أن النص لم يكتمل ولا ادري أن كان هناك بقية
فأنت لم تنوه عن القادم
أحيي فيك رغبة امتلاك هذا الفن الرفيع
وبانتظار جديدك
أرق التحايا لقلبك
وتقديري الجم
 

قيصر الحب

::اصدقاء المنتدى و اعلى المشاركين ::
إنضم
2 أغسطس 2016
المشاركات
369,330
مستوى التفاعل
3,194
النقاط
113
ابدااااع راقي..
وفي منتهى الروعه والجمااال
كلمااااااااات من ذهب..
ومعطرة بعطور ساحرة..
لاعدمنا كل مايخطه قلمك لنا
تحياتي وعبير ودي
 

الذين يشاهدون الموضوع الآن 1 ( الاعضاء: 0, الزوار: 1 )