أداة تخصيص استايل المنتدى
إعادة التخصيصات التي تمت بهذا الستايل

- الاعلانات تختفي تماما عند تسجيلك
- عضــو و لديـك مشكلـة فـي الدخول ؟ يــرجى تسجيل عضويه جديده و مراسلـة المديــر
او كتابــة مــوضـــوع فــي قســم الشكـاوي او مـراسلــة صفحتنـا على الفيس بــوك

قصة حقيقية مؤلمة جد.ا

إنضم
18 يونيو 2015
المشاركات
12,811
مستوى التفاعل
5,145
النقاط
113
العمر
64
الإقامة
العراق
(ربي إغفر لي)
شهادة وفاة القيم والأخلاق أرجوا قرائتها بتعمن الى أخرها أثابكم الله
قصة حقيقية مؤلمة جد.ا
تحدث لواء مصري شهير اسمه سمير فرج أنه حينما كان رئيسا لإدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة المصرية جاءته ذات مرة سيدة فاضلة تريد أن تحظى برعاية بعض أسر شهداء الحرب مع إسرائيل التي عرفت بحرب أكتوبر 73م فرحب سيادة اللواء وكفلت تلك المرأة قرابة مائتي أسرة كفالات مالية وعلاج وزواج وحج.. إلخ... وكانت تعطي عطاء من لا يخشى الفقر حتى لكأنها حاتمية النسب ثم وصل عدد الأسر التي كانت تدعمها إلى ألف أسرة ولما عُرض عليها مقابلة حرم رئيس الجمهورية لتنال تكريما رفضت وقالت" كدا يضيع الثواب".
يقول اللواء مرت سبع سنوات وانقطعت عني أخبارها وذات يوم وبعد خمسة عشر عاما من تركي الشئون المعنوية تلقيت اتصالا من إحدى مديرات دور المسنين وفاجأتني أن هناك عجوزا تريد الحديث معي فعرفت أن الصوت ليس غريبا فذكرتني أنها" أم الشهداء" وكنتُ أطلق عليها هذا اللقب وتذكرتُ أول لقائي بها قبل اثنين وعشرين سنة وعرفت أنها بدار المسنين منذ خمس سنوات، فزرتها وجلست معها وسألتها عن أولادها فأخبرتني بولدها الطبيب العالمي المقيم في أمريكا وولدها الثاني الذي أصبح ثريا مشهورا في دبي وابنتها المتزوجة المقيمة في القاهرة...
طرق خيالي مدى الثراء الذي هم فيه ولمحت بين عيني العجوز كبر السن وضعف البصر وهشاشة السمع ورقة العظم ووحشتها وقربها من عتبة الموت وبعد فلذات أكبادها عنها والعصا التي لا تقدر أن تمشي خطوة واحدة إلا بها..
لقد أصبحت ضعيفة نحيفة متعبة مهدودة ليس كما عهدتها قبل عشرين عاما تطوف مصر بأكملها بحثا عن أرملة تشتري لها الطعام وتؤانس وحشتها...
لقد كان آخر عهدها بولديها قبل عشر سنوات..قمت بالاتصال عليهما ودعوتهما لزيارة أمهما فأجابني الطبيب المقيم في أمريكا:
*"إن أمنا ثرية ولديها من المال ما يكفيها للعيش في دار المسنين دون مشاكل"*
فقلت له ألا تشتاق لأمك...؟ فتعذر بانشغاله رغم أنه يزور مصر كل عام..
وسمعت نفس الكلام من ولدها المقيم في دبي..
وتعللت البنت بأولادها وكثرة مشاغلها..
فبقيتُ ثلاثة أشهر أزورها في كل أسبوع وحديثها العذب المصفى في كل زيارة حكاياتها مع أولادها..وفي كل زيارة تخرج لي ملف ذكريات عبارة عن صور و (ألبومات) لأولادها وهي فرحة مسرورة بنجاحهم وتفوقهم وتخبرني عن بذلها الغالي والنفيس في دراسة ولدها الطبيب..وأكبر متعة لها الحديث عن أولادها...
وذات يوم حدثتني برغبتها العارمة بزيارة أولادها لتفرح بهم وبأحفادها.. وتكحل نظرها برؤيتهم قبل وداع هذه الحياة ومغادرة هذا الكوكب وهي الثرية القادرة على السفر.. فاتصلت بولديها لترتيب أمور سفرها إليهما واستقبالهما لها ومعرفة عنوان كل منهما..فكان الرد واحدا وهو:
" *الأمور هنا صعبة وعندما نزور القاهرة سوف نراها*"
وفي يوم من الأيام الحزينة جاءني اتصال لا أنساه من مديرة دار المسنين تبلغني بوفاة العجوز فذهبت سريعا أجر خطاي وأسحب قدماي سحبا وأكاد أن أتعثر في المشي...
ولما وصلت الدار ورأيت العجوز الوحيدة المسجاة التي ماتت وهي تتمنى أن تنظر نظرة واحدة لأولادها أو يكونوا عند رأسها في لحظة السكرات ولم يلبوا طلبها ولم يردوا حتى على اتصالاتها انهار دمعي ولم أتمالك مشاعري..
وكانت لحظات بلغ بي الهول فيها مبلغه... فاتصلتُ بولديها فكان الرد:
*لا نستطيع الحضور ولا داعي لمشقة السفر من أجل هذا الأمر*
فاتصلت بابنتها فأخبرتني أنها مع أولادها في الإسكندرية للمشاركة في مسابقة رياضية وحضورها صعب.
يخبر اللواء بعد ذلك أنه قام بتجهيز تلك المرأة ودفنها ومشى وحيدا في جنازتها في حين أنها سخرت مالها لتدريس ولدها ليحصل على أرقى الشهادات العالمية في الطب..
والثاني..كانت هي السبب الرئيس في نجاحه..
والبنت ويا للبنت من بذلت مهجتها في تربيتها..
يخبر اللواء أنه ولأول مرة يبكي كالطفل تماما تذكر ببكائه هذا بكاءه يوم ماتت أمه الحنون..
بعد أسبوع من دفن العجوز حضرت البنت لدار المسنين تطالب بشهادة الوفاة ليبدأ حصر الثروة الطائلة لتلك العجوز التي كانت تعول ألف أسرة من أسر شهداء مصر ليبدأ تقسيم التركة..
وبعدها حضر الولدان واستلموا شهادة الوفاة ..
يا لتلك الشهادة...
إنها شهادة وفاة القيم ..
إنها شهادة موت الضمير..
شهادة موت الخلق، والعطف، والرحمة، ورد الجميل، شهادة العقوق الصارخ..وقلة الحياء وموت العاطفة...
أحقا يكون هذا....؟
نعم معاشر القراء هذه واقعة حصلت تفاصيلها لأبناء بلغ بهم العقوق مبلغه وهم أناس من بني جلدتنا مسلمون يتجهون نحو البيت الحرام في سجودهم ..
يا الله....
ما كنتُ أظن أني سأبقى حتى أعيش في زمن يستغني فيه البعض عن مصدر حنانه..
يا هؤلاء من تعبدون..؟
لا قيمة لعبادتكم حتى تقرنوا طاعته بطاعتهما *وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا*
يا هؤلاء سفركم في طلب الجنة بحث عن السراب..
*إلزم رجليها فثم الجنة*
إذا ماتت القيم... ماتت الروح، وشقيت النفس.. وتعكر طعم الحياة..
وضاع منك شرفك ورجولتك وكل شيء جميل
نعم يا أيها القراء..
لقد نشأ جيل في الآونة الأخيرة معلنا التمرد بكل جرأة ووقاحة على القيم والأخلاق والمبادئ..
علموا أولادكم البر قبل أن يفلتوا من أيديكم وتلهيهم معالم الحضارة المعاصرة..
وشهادة موت القيم سلموها لكل من ينكر جميل والديه...
 

قيصر الحب

::اصدقاء المنتدى و اعلى المشاركين ::
إنضم
2 أغسطس 2016
المشاركات
369,330
مستوى التفاعل
3,193
النقاط
113
رد : قصة حقيقية مؤلمة جد.ا

دائما متميز في الانتقاء
سلمت على روعه طرحك
نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمت ودام لنا روعه مواضيعك
 

عطري وجودك

Well-Known Member
إنضم
5 أغسطس 2019
المشاركات
81,603
مستوى التفاعل
2,558
النقاط
113
رد: قصة حقيقية مؤلمة جد.ا

مجهود رائع وطرح مميز
الله يعطيك العافيه
 

تہؤُلَيہبہ

Well-Known Member
إنضم
17 نوفمبر 2020
المشاركات
17,439
مستوى التفاعل
99
النقاط
48
الإقامة
القطيف
رد: قصة حقيقية مؤلمة جد.ا

سَلمَتً يدَينك عَلىَ الطرح
لاعَدَمنَا توَاجَدَك وًرَوَعَه حَضَورَك..
دمَتَم بوَدَ وصَفاءَ..
 

mohammed.shams

نائب الادارة
طاقم الإدارة
إنضم
31 يناير 2017
المشاركات
2,255,588
مستوى التفاعل
46,602
النقاط
113
رد: قصة حقيقية مؤلمة جد.ا

لجهودكم باقات من الشكر والتقدير على المواضيع الرائعه والجميلة
 

الذين يشاهدون الموضوع الآن 1 ( الاعضاء: 0, الزوار: 1 )