دانا
Well-Known Member
- إنضم
- 17 مايو 2012
- المشاركات
- 240
- مستوى التفاعل
- 1
- النقاط
- 18
لعل من الصعب الحديث عن تاريخ تبنين - جبل عامل بمعزل عن تاريخ قلعتها التاريخية
بل ان شهرة البلدة تاريخياً ارتبطت بشكل أساسي بقلعتها
بل ان شهرة البلدة تاريخياً ارتبطت بشكل أساسي بقلعتها


اعتنى الأقدمون ببناء القلعة في موقعها الحالي.
ويقال انها فينيقية ومن ثم جدّد بناءها الرومان.
ويذكر الدكتور فيليب حتّي انها من حزائيل بن بنجدد، ولا يشك الاستاذ حسين نعيم انها تعرضت للهدم تكراراً على يد ملوك الاشوريين والكلدانيين وهم في طريقهم الى صور، ثم يذكر انه اعيد ترميمها في العصر اليوناني الروماني ووضعت فيها حامية عسكرية لحماية القوافل المتجهة الى المدن التجارية إستناداً الى مقالة تبنين في دائرة المعارف الاسلامية. وقد أرّخ لهذه القلعة المؤرخ وليم الصّوري الذي عاصر الحروب الصليبية وشهدها وسجّل وقائعها بنفسه.
وذكر ان قلعة تبنين قد شيّدها (هوغ ري سان أومير) الحاكم الصليبي لمدينة طبريا في فلسطين عام 1107م.
وورد ايضاً في بعض كتب التاريخ انها بنيت عام 1104م ولعله بدأ في بنائها عام 1104م وانتهى عام 1107م.
وكان الصليبيون قد احتلوا صيدا وبيروت وبقيت صور صامدة وكان هذا الحاكم مصمماً على انتزاع صور.
فتقدم الى جبل عامل فجدد أو بنى القلعة لتكون موقعاً عسكرياً يعتمد عليه في شن هجماته الى صور للاستيلاء عليها فاختار المكان لعلوه وإشرافه وموقعه الحربي.

القلعة مستديرة الشكل ويبلغ قطرها 180م ومساحتها التقريبية 25500 متر مربع وعدد أبراجها عشرة، والظاهر انها من أوسع القلاع اللبنانية مساحة.
أوسع ابراجها هو البرج الغربي المطل على وادي السلطانية والمعروف باسم برج ابي حمد.
يقابلها من الناحية الجنوبية الغربية ربض (مسكن) يبعد عنها قرابة المئتي متر، مساحته لا تزيد عن الستمائة متر، له أربعة
أبراج يعرف بالحصن، بني للمراقبة على تلة صغيرة يوازي علوها علو القلعة، ويقال ان بينه وبين القلعة نفقاً ولكن ليس لدينا ما يثبت ذلك.

والقلعة منيعة من الناحية الغربية ويستحيل على القادم ولوجها من هذه الناحية والمعروف انها محاطة بخندق من بقية الجهات الثلاث إذ إن الاراضي المحيطة بها تسمى الخندق. فنسمع تسمية هذه الاراضي بتين الخندق يعني كروم التين وكروم العنب ولعل هذا الخندق قد ردم على طول الزمن، وقد حفر أهالي البلدة في الاراضي المحيطة بها من الناحية الجنوبية وعثر على أحجار صخرية ضخمة أغلبها مستطيل يفوق طول الحجر المتر وعرضه وعلوه قرابة ستين سنتمتراً، بشكل صندوق يستحيل إزاحته الا بالعتلة وجمع من العمال الاقوياء او الآلات الحديثة والمرجح انه بيزنطي. أما الدخول الى القلعة فمن الناحية الجنوبية، تصعد على درج مرصوف بالاحجار الصخرية الملساء يبلغ علو الدرجة عشرة سنتمترات وعرضها يتراوح من أربعة الى ستة أمتار حسب اتساع الطريق ومع الزمن أصبح مبرياً وصار يصلح لمرور السيارات، وقبل ان تصل الى المدخل يلفت النظر حجر صخري بشكل مقعد يبلغ طوله المتر، له متكأ ويعرف بسرير البدوية وهناك بعض الاحاديث الخرافية عنه لا مجال لذكرها، يلي هذا الحجر بناء بشكل قنطرة تحت الحائط القريب من برج المدخل يقال انه المدخل السري للقلعة حسب ، وكنا نسمع من أهالي البلدة أن باب القلعة نقله أحمد باشا الجزار عندما احتل القلعة الى عكا بعد استشهاد سيدها ناصيف النصار رحمه الله على يديه ووضع الباب لمدخل قلعة عكا. واخيرا قامت القوات النروجية العاملة في قوات الطوارىء بصنع باب للمدخل ابتكر تصميمه ليتلاءم مع البناء وركّز الباب حسب ما تصوّر المصمم ان سابقه كان مركباً.

ولا بد ان نذكر ان القلعة اقيمت على أنقاض قلعة قديمة في العهد الصليبي، إما فينيقية وإما رومانية، لأنه من الصعب جداً ان ينهض بناء على مساحة 25500 متر مربع في فترة زمنية قصيرة تقل عن ثلاث سنوات او تزيد نظراً لمستلزمات البناء الضخمة والتي يحتاجها هذا البناء من مواد وفنيين وعمال سيما ان ذلك قبل تسعة قرون والادوات جميعها بدائية للغاية
