محمد يوسف
ابو الحسن

في زمن تتسارع فيه التحديات أمام الشباب، يبرز بعضهم كنماذج مشرّفة تثبت أن الإصرار والموهبة يمكن أن يصنعا طريقاً مختلفاً. ومن بين هؤلاء يبرز اسم كاظم نبيل سمارة، أحد الوجوه الرياضية الشابة التي تمكنت من تحقيق حضور مميز في ميادين التدريب الرياضي وعلوم التغذية، ليصنع لنفسه مكاناً مرموقاً بين جيله.
وُلِدَ كاظم عام 2000 في مدينة الحرية ببغداد، ثم عاش سنواته اللاحقة في منطقة الكرادة، حيث تفتّحت ميوله الرياضية منذ سن مبكرة، ووجد في الرياضة ليس مجرد هواية، بل نهج حياة يطمح من خلاله إلى بلوغ الاحتراف والتميّز. وخلال سنوات دراسته وتدريبه، أثبت كاظم امتلاكَه رؤية علمية ومهارات تطبيقية في علم التدريب الرياضي والتغذية الرياضية، مكّنته من أن يكون من الأسماء البارزة التي تحظى باحترام أساتذة كلية التربية الرياضية.
وقد نال كاظم العديد من شهادات التقدير لقاء جهوده وتميّزه، خصوصاً من كلية التربية الرياضية، التي رأت فيه نموذجاً للشاب الجاد والمجتهد الذي يجمع بين المعرفة الأكاديمية والتطبيق العملي في المجال الرياضي.
ولا يمكن الحديث عن كاظم دون الإشارة إلى البيئة الثقافية التي نشأ فيها، فهو ينتمي إلى عائلة معروفة بعطائها الأدبي والفكري. فوالده هو الكاتب نبيل سمارة، أما جده فهو الأديب الكبير محمد سمارة، ما يجعل التفوق بالنسبة لكاظم امتداداً طبيعياً لإرث عائلي عريق، وإن كان تفوقاً في ميدان مختلف، لكنه يحمل الروح نفسها: الالتزام، والمعرفة، والعمل.
اليوم، يمضي كاظم نبيل سمارة بخطى ثابتة نحو مستقبل واعد في عالم التدريب الرياضي، واضعاً أمامه هدف نشر الثقافة الرياضية الصحيحة، وبناء جيل قادر على فهم أساسيات التمرين والتغذية، بعيداً عن العشوائية التي ترافق هذا المجال في كثير من الأحيان.
إن نجاح كاظم ليس مجرد إنجاز شخصي، بل هو مثال على طاقات الشباب العراقي حين تتوفر لها الرغبة والإرادة والعلم. وبهذا يصبح كاظم واحداً من النماذج التي تستحق أن تُروى قصتها، لأنها تحكي قصة جيل يصرّ على النجاح رغم كل الظروف.