من جمال اللغه العربيه...
من أجمل ما قيل في الحب والهوى، كلمات شاعرٍ رحل صغيراً وبقي شعره خالداً .!
طَرَفَة بن العبد، أحد فحول شعراء الجاهلية، وصاحب إحدى المعلقات الشهيرة. رغم قصر عمره، إلا أن شعره حمل من الحكمة والعاطفة ما لا يُنسى.
اخترت لكم اليوم هذه الأبيات الخالدة، التي تصف ألم الحب ووجعه بلغة شعرية راقية: يقول
"وأمرّ ما لاقيتُ من ألم الهوى
قربُ الحبيبِ وما إليهِ وصولُ"
أسوأ ما في الحب أن ترى محبوبك قريباً لكن لا يمكنك الوصول إليه... هذا العذاب بعينه!
ويكمل طرفه بن العبد ويقول..
"كالعيسِ في البيداءِ يقتلها الظما
والماءُ فوقَ ظهورِها محمولُ"
يشبه حاله بالإبل في الصحراء، تموت من العطش والماء محمول فوق ظهورها... أليست صورة مذهلة للألم؟
"أيا بدرًا كم سهرتْ عليكَ نواظري
أيا غُصنًا كم ناحتْ عليكَ بلابلُ"
يشبّه المحبوب بالبدر والغصن الجميل، وتغزّل فيه بعينيه التي سهرت، والطيور التي غنّت له حزينة.
"البدرُ يَكمُلُ كلَّ شهرٍ مرَّةً
وهلالُ وجهكَ كلَّ يومٍ كاملُ"
البدر لا يكتمل إلا مرة بالشهر، أما وجهك يا محبوب، فهو مكتمل الجمال كل يوم!
"أرضى فيغضب قاتلي فتعجبوا
يرضى القتيل وليس يرضى القاتلُ"
يا للعجب! أنا – القتيل من حبك – راضٍ سعيد، أما قاتلي (محبوبي) فهو غاضب!
"قتل النفوس محرمٌ لكنّه
حلٌّ إذا كان الحبيبُ القاتلُ"
حتى القتل يصبح مباحًا إن كان القاتل هو الحبيب... يا لجنون الهوى!
هذه الأبيات تلامس القلوب، وتحكي حال كل عاشق ذاق نار الهوى.
مما راق لي وجداااا
أي بيت أعجبكم أكثر؟ وكم مرة كنتم كالعيس في البيداء؟!