عاشق من الزمن الجميل
جوهرة المنتدى
- إنضم
- 12 يناير 2016
- المشاركات
- 35,099
- مستوى التفاعل
- 1,815
- النقاط
- 113



احبائي أعضاء وزوار منتديات فخامة العراق
وحلقتنا هذه ستكون عن
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نستمرمعكم برحلةالتعريف
بأشهر وأجمل اللوحات
في تأريخ الفن التشكيلي العالمينستمرمعكم برحلةالتعريف
بأشهر وأجمل اللوحات
وحلقتنا هذه ستكون عن


لوحة من نحن؟ من أين أتينا؟ وإلى أين نحن ذاهبون؟
للرسام الفرنسي بـول غوغـان

مقدمه


1848-1903

كان الرسام الفرنسي بول غوغان
كان قد قضى جزءا من حياته في جزيرة تاهيتي
حيث كان يعكف على رسم النساء الهنديات
وتصوير مظاهر الحياة البدائية هناك
وقد عرف عنه أنه كان مثالا للفنان البوهيمي
الذي عاش حياته طولا وعرضا ولم يؤمن يوما
بسلطة التقاليد أو الأعراف الاجتماعية
وطوال حياته كان غوغان دائم السفر والتنقل
ولم يهدأ أو يستقرّ أبدا
وقد أصبح نموذجا للفنان المتجول وحيدا
والذي لا يتردّد في التضحية بحياته في سبيل فنه

غادر غوغان مجتمع المدنية الحديثة في باريس
وأخذ طريقه وحيدا نحو البحار الجنوبية النائية
بحثا عن الجنة التي تغذّي روحه وتثري خياله
وتروض جموح نفسه الثائرة
وقد وجد بغيته في تاهيتي
كانت تلك الجزيرة قد اكتُشفت على أيدي البريطانيين
في القرن الثامن عشر
وفي نهاية القرن التاسع عشر أصبحت هي وغيرها
من جزر بولينيزيا أرضا فرنسية
وكانت تأثيرات الثقافة الغربية قد بدأت بتقويض
التقاليد القديمة لسكّان تلك الجزر من هنود الماوري
لذا عندما وصلها غوغان كانت قد فقدت جزءا
من سحرها وبراءتها وصورتها الفردوسية
التي طالما ارتسمت في مخيّلته

ويقال إن غوغان حاول في إحدى المرات الإقدام على الانتحار
حدث هذا قبيل رسمه هذه اللوحة التي يعتبرها الكثيرون
تحفته الفنية بلا منازع
كان يعاني من تدهور حالته المادية وقد ساءت أموره أكثر
بعد أن رفض مساعدة الحكومة له على أساس
انه لا يقبل صدقة من أحد
وفي الوقت نفسه كان الرسّام يعاني
من آثار الإدمان على الكحول ومن إصابته بمرض الزهري
الذي انتقل إليه على الأرجح أثناء إقامته في جزر المارتينيك

غير أن الحدث الذي كان له تأثير مدمر عليه كان موت ابنته
وهي في سنّ الحادية والعشرين
وما زاد معاناته أكثر اتهام زوجته له بأنه وراء ما حدث
بسبب تخليه عن واجباته تجاه بيته وعائلته
وقد صدم الفنان كثيرا بموت ابنته
ولم يلبث أن أعلن انه لم يعد بحاجة إلى الله
وفقد اهتمامه كليا بالدين وأصبح يميل إلى الأفكار
الفلسفية المتشائمة


قصة اللوحه واوصافها

في سياق هذه الظروف رسم غوغان هذه اللوحة الضخمة
التي هي أشبه ما يكون بشرح لنظرية التطور
يطرح غوغان في هذه اللوحة ذات الاسم الطويل
ثلاثة أسئلة تختزل حيرة الإنسان وقلقه الوجودي
وعجزه عن فهم الحياة

إلى أقصى يسار اللوحة نرى مومياء قديمة
تغطي أذنيها بيديها
وخلفها آلهة زرقاء من الحجر تشبه ملامحها آلهة الهنود
والى أقصى اليمين ينام طفل على الأرض
قد يكون أراده رمزا للحياة والبراءة
وعلى مقربة منه تجلس ثلاث نساء تاهيتيات
وفي منتصف اللوحة من الأمام يظهر رجل شاب
وهو يقطف الفاكهة التي قد تكون رمزا لقصّة آدم وحواء
وعلى الأرض قطط وكلاب وطيور ونساء

والمشهد كله يشي بنوعية حياة لا مكان فيها
سوى للبدائية والبساطة
ومن الواضح أن غوغان في هذه اللوحة كما في لوحاته الأخرى
يتعامل مع البراءة والبدائية باعتبارهما الملاذ الوحيد
أمام الإنسان للإفلات من قبضة الألم والمعاناة
المكان الذي تصوره اللوحة يجسد جمال الطبيعة الاستوائية
حيث الشمس المتوهّجة والألوان الساحرة
التي طالما جدّ غوغان في البحث عنها

في اللوحة مجموعات من الناس وكل واحدة
منهمكة في نشاط ما
في الخلفية يبدو نهر صغير ازرق لامع يمر عبر (تحذير رابط هكر لاتضغط عليه)
وجبال تلوح من بعيد وقد كساها ضباب خفيف
وإلى أقصى اليسار سيدة عجوز تبدو وكأنها على وشك الموت
أي نقيض ما توحي به صورة الطفل في الجهة المقابلة
من اللوحة عن الولادة واستمرارية الحياة
وقد استوحى غوغان هيئة العجوز من تمثال محنط
جيء به من بيرو وشاهده في احد متاحف باريس

كان غوغان دائم البحث عن الجمال النقي
ليصوره بأسلوب بدائي ألهم في ما بعد بيكاسو
وترك أثره على ماتيس
وقد كشف ذات مرة أنه اعتمد في رسم
الأجساد العارية في لوحاته على صور لأشخاص
في معبد بوذا العظيم في اندونيسيا
وكان قد اشترى تلك الصور من باريس في إحدى السنوات
واحتفظ بها معه بقية حياته

هذه اللوحة تدعو الناظر إلى أن يتأمل معنى الحياة
من خلال الرموز التي وضعها الفنان فيها
وهي تذكرنا بلوحات أخرى تعالج نفس هذه الفكرة
وتطرح تساؤلات وجودية وفلسفية عن كنه الحياة ومعنى الوجود
مثل رحلة الحياة لتوماس كول ورقصة الحياةلإدفارد مونك

بعد أن أكمل غوغان رسم هذه اللوحة
كتب إلى احد أصدقائه يقول:
إنني متأكد أنني لن أرسم لوحة أفضل من هذه
ولا حتّى مثلها"
وبعد ذلك بأربع سنوات توفي إثر أزمة قلبية
وهو في سن الرابعة والخمسين
كان غوغان ينتمي لعائلة من الطبقة الوسطى
والده كان صحافيا وأمه تنتمي إلى عائلة ارستقراطية
تعود جذورها إلى بيرو بأمريكا الجنوبية
ورغم أن غوغان مات فقيرا ومريضا
ولم يحصل على التقدير الذي كان يستحقه في حياته
فإن لوحاته تباع اليوم بالملايين
ومؤخّرا بيعت لوحته المسمّاة الامومه بأكثر من
تسعة وثلاثين مليون دولار أمريكي

احبائي أعضاء وزوارمنتديات فخامة العراق
لكي تتعرفوا اكثر على عالم هذا الرسام الكبير
تعالوا شاهدوا هذا الفيديو عن ابرز لوحاته
ومنها لوحتنا المختاره
ومنها لوحتنا المختاره

https://www.youtube.com/watch?v=8sY079sg7W0

الى اللقاء
وحلقه جديده وقصة لوحه جديده
بمشيئة الرحمن..مع اعطر التحيات
وحلقه جديده وقصة لوحه جديده
بمشيئة الرحمن..مع اعطر التحيات