سما
Well-Known Member
¶
عصفور أثقل قلبه حزنه
مال بجناحيهِ أرضاً لعله يلتقط فرحاً
رأى فراشة بين الزهرِ قد كستها كل الألوان
دون قصد منه وقع الحب في قلبه
إقترب على هون منها و حديث قلبه : ما أزهاها
ألقى همساً يخبر به ما فعل الحب في فؤاده
ينتظر جواباً يُشفي فيه علل الزمنِ
إلا انها أبت و قالت : لا تنخدع بألواني
سلاسة تحليقي و خفة كياني
في جناحيّ انطوى حزن سرمدي
و في عينيّ اختبئ حب كسير لا يطير و لا حتى يسير
تلونت بشتى الطرق جاهدت لأبدو زاهية
و ما أن أكتسي بها إلا و يغسل دمعي كل الألوانِ
و أعود لأتشح بسوادي رغم كل ما كانِ
قالت و قولها الحق لم يعبر جدار قلبه
بدا سوادها و الحب فيه غض الطرف عنه
كان النصيب الأكبر من بصيرته و بصره
يرى طبيعة كيانها ناسياً سوادها و ما آل إليه حالها
كان يقتات على أمل أن تحيا فيها الرقة
و يصحو فيها الاحساس و تعود الخفة
حتى طال بهما الأمد و ازدادت ثقلاً و حِدة
تسلل إليه اليأس و انزرع فيه يقيناً
إنها فراشة ليست كالفراشات
و إنها وحدها "الأسود يليق بقلبها"
هكذا همس العصفور ذات فجر لها
و لم يعلم أن همسهُ كوقع السيف عليها
في حين كان أمله بها كل ما لديها
كانت تخشى أن تقتل فيه الفرحَ
أو أن يزرع فيها الألمَ
و ما خشيت قد وقعَ ما هابت قد حصلَ
أُطلقت سهام الخيبة و قُتل فيهم الأملَ
لا أسف ينفع لا عُذر يجدي كسرهما لن يُجبر
لا تملك من العذر إلا إن كل هذا الأذى لم يُقصد
و لا يملك من الأسف إلا إن الحب أعمى لا يُبصر
خبأها ك حباً في قلبه و حلق و أسرته نوراً فيها
و رحلت تلمتس لوناً ؛ لوناً غير الأسود !
¬