ما بين "أوقفوا الحرب" و"قره باغ".. كرة القدم تعاود التذكير برسائلها النبيلة
الجميع يحب الأمان والسلام وتميل قلوبهم للحب والوئام، وما تدمره بعض السياسيات تحاول كرة القدم ترميمه بكل ما أوتيت من قوة.تلك الرياضة التي اُخترعت بالأساس لنشر رسائل التوافق والود والمحبة بين الشعوب، وإيصالها بطريقة سلسة ووسائل مبسطة دون مناكفات أو استفزازت، وهو ما تجسد واقعا ملموسا خلال لقاء نابولي الإيطالي وبرشلونة الإسباني في بطولة "اليوروباليغ"، حين اجتمع لاعبو الفريقين قبل انطلاق المباراة، حاملين لافتة كتب عليها "أوقفوا الحرب"، في إشارة إلى الأحداث الجارية بين روسيا وأوكرانيا.
كلمتان فقط عكستا الهدف السامي الذي تحمله الرياضة الأكثر شعبية في العالم في طياتها، مؤكدتين صدق مقولة "إنها أكثر من مجرد لعبة"، فكرة القدم تتنفس تسامحا وتنبض أخلاقا.
وفي فصل آخر من الرواية، التي تؤكد على الأخلاق والنزاهة والروح الرياضية لهذه اللعبة، يأتينا المشهد الثاني في نفس الليلة، ولكن في دوري المؤتمر الأوروبي "كونفرنس ليغ" بين ناديي أولمبيك مارسيليا الفرنسي وقره باغ الأذربيجاني، حين سجل اللاعب إبراهيما وادجي هدف التعادل لفريقه قره باغ بطريقة غير شريعة مشابهة لهدف ماردونا الشهير، خاطفا الكرة من أمام الحارس بيده في لحظة كان الحكم فيها غافلاً.
وبما أن قوانين البطولة لا تسمح باستخدام تقنية "الفار" وبعد أخذ ورد واعتراض من لاعبي مارسيليا، جاء قرار اللاعب وادجي بعد التشاور مع مدربه معترفا للحكم أن هدفه غير شرعي بالرغم من حاجة فريقه الماسة له، ليبرهن من جديد أن تحكيم الضمير لا يقارن بتاتا بالتحكيم وأن تحمل صافرة، وضارباً خير مثال على أن أساس كرة القدم هو الأخلاق والروح الرياضية العالية والمنافسة الشريفة.
