أداة تخصيص استايل المنتدى
إعادة التخصيصات التي تمت بهذا الستايل

- الاعلانات تختفي تماما عند تسجيلك
- عضــو و لديـك مشكلـة فـي الدخول ؟ يــرجى تسجيل عضويه جديده و مراسلـة المديــر
او كتابــة مــوضـــوع فــي قســم الشكـاوي او مـراسلــة صفحتنـا على الفيس بــوك

ما بين مفقود وموجود

مُهاجر

Well-Known Member
إنضم
17 أغسطس 2021
المشاركات
502
مستوى التفاعل
472
النقاط
63
يقول صاحبي:
تزوج بالأولى فلم ينجب منها وتخاصمت أحلامه مع أحلامها، فلجأت للمحكمة لتطلب الطلاق. بحكم القانون (في دول الغرب) المرأة تأخذ نصف ما يملك الرجل. وجد نفسه في شظايا الأمر، خسر سيارته ومنزله وأصبح يعيش في عش شقة ضيقة ودخل في كآبة محزنة.

بعد مرور الأيام، تعرف على كاثي وبدأت عروق الحياة تنبض من جديد، واستعاد بعض نشاط الوصل والحب. دام غرامه معها سنين حتى قرر أن يطلب يدها ويتزوجها. هنا طارت نفسه فرحًا وسرورًا حين قالت نعم وهو جاثٍ على ركبتيه. تزوج جورج كاثي وعاش معها في بيت فسيح أنجب منها ابنةً وولدًا.

لم يدر في خلده بأن الأيام دوالٍ وبقاء الحال من المحال. كاثي بعد زواج عشر سنين بدأت تتملل من حياتها مع جورج وأخذت تلح في طلب الطلاق. تذكر جورج حادثته الأولى وكيف أفضى به الطلاق إلى خسارة كل ما يملك، وهذه المرة عقد العزم على ألا يكرر نفس الخطأ.

اتصل جورج بكاثي ليعلمها بأنه ذاهب إلى المستشفى لأمر طارئ، وأخبرها ألا تقلق فالأمر لا يعدو وعكة صحية بسيطة سيرجع بعدها للمنزل. كان هذا في عام 1993 في العاشر من فبراير. ذهب جورج ولم يعد ولم يُسمع له حس.

كاثي أصيبت بصدمة كبيرة فهي لا تعمل وعندها طفلان أحدهما عمره ستة أعوام والآخر عامين. ماذا تفعل؟ أبلغت الشرطة باختفاء جورج، وتم تقصي أثره فوجدت سيارته مركونة في مواقف المطار. قامت الشرطة بالتحقق من قوائم المسافرين، ولكن جورج لم يكن من ضمنهم. مرت عشر سنين وأُعلن أن جورج قد مات دون أن يترك أثرًا.

أما جورج فقد استقل سيارة مارّة وتعرّف فيها إلى شيخ كبير، أخذه إلى منزله في ولاية بعيدة. أقام جورج مع الشيخ يساعده في بعض أعماله وعرف أن الشيخ قد فقد ابنه منذ سنتين واسمه مايكل. استطاع جورج الحصول على شهادة وفاة لمايكل حيث إنه كان يقيم في نفس غرفته، وبهذه الشهادة انتحل شخصية مايكل وحصل على بدل فاقد لشهادة الميلاد ومنها على رخصة سياقة وبطاقة مدنية على أنه مايكل.

مرت الأعوام وتزوج مايكل (جورج سابقًا) وأنجب طفلاً. لم يدر بخلده أن يوماً ما سوف يكبر هذا الطفل وسينبش الماضي. بعد سنين أخذ الطفل يبحث عن جذور عائلته مستخدمًا طبعًا اسمه واسم أبيه مايكل واسم عائلة مايكل، ليتفاجأ بأن مايكل قد مات قبل مولده.... هنا بدأ السؤال: إذا كان أبي قد مات، فمن يكون هذا الرجل؟.... ذهب الطفل إلى جده وأبلغه بما اكتشف، وبدوره قام الجد بإبلاغ الشرطة التي ألقت القبض على مايكل (جورج) واستجوبته فعرفت بأنه قد هرب من زوجته الأولى قبل ثلاثة وعشرين عامًا...
الآن يُحاكم جورج بتهمة التزوير وانتحال شخصية ميتة، بينما يتصادم الحزن مع الغضب في زوجاته وأبنائه....

ملاحظة: هذه قصة حقيقية قمت بتغيير مسميات الأشخاص...

للنقاش:
- أحيانًا يكون الهروب أحد الحلول، متى يكون ذلك؟
- هل ضغوط الحياة اليومية تجعل الزواج مجرد مشروع ربما ينجح أو يفشل؟
- هل الطلاق أسهل للمرأة من الرجل أو العكس؟

قلت:
تلك المشاكل والأنواء الحياتية لا تستثني أحدًا
ولن ينجو من تبعاتها وشنارها أحد من الناس،

وإن
كان ذاك الاختلاف والتفاوت في حجم
أضرارها وخسائرها،

فلعل أحدهم
تكون مصدر المآسي يدخل من باب شخوصهم
ومآلات حراكهم.

والآخر
لربما تكون أسبابها خارجة من عواملٍ خارجة
عن حوزتهم لتكون من غيرهم.

تلك المشاكل
تتعدد أنواعها وأشكالها.
فالمشاكل قد تكون:
دراسية
اجتماعية
نفسية
عضوية
زوجية

تبقى
الرؤيا لتلك المشكلة على ضربين وحالين:
فمنهم من يراها المشكلة العظمى التي لم تقع
على غيره من الناس!

والآخر
يرى مشكلتَها أنها صغيرة إذا ما قُرنتْ
بمصائب غيره من الناس،
حينَها يحمدُ اللهَ على ذاك.

ولا أجدُ
في غيرِ الثقافةِ وتلكَ التجاربِ والمعرفةِ في التعاطي
مع الحدثِ ليخرجَ من ذاكَ بأقلِّ الخسائرِ.

أما ما دونَ ذلكَ فتبقى ردودُ أفعالٍ،
وكأنها ضربةُ حظٍّ لتكونَ متأرجحةً بينَ
النجاحِ والإخفاقِ.

ناهيكَ
عن طبيعةِ الشخصِ وتلكَ العواملِ الخارجيةِ.

كيفَ التعاملُ مع المشكلةِ؟
هناكَ من يركنُ إلى الاستسلامِ منتظرًا سحرًا فعالًا
يُخرجهُ من ذلكَ الحالِ!!

ليبقَ
حبيسَ المشكلةِ لا ينفكُّ من سجنِها
ويلاتِ مرِّها!

ومنهم
من يسعى لحلِّ المشكلةِ إما بالنصحِ،
وإما بطريقةٍ أخرى
تُعجِّلُ الحلَّ.

ذاكَ الهروبُ
الذي يجري خلفَ وهمِهِ ذاكَ الشريدِ ظانًّا بأنه الحلُّ!!
ولا يدري ولربما يدري ويتعامى لكونِ الأبوابِ قد أُوصدَتْ
في وجهِ الحلِّ لِتجعلَ بدايةَ الحلِّ

"هي آخرُ الحلِّ"
_ في اعتقادِهِ هو_!

وليْتَ ذاكَ الهاربَ
أن ينظرَ للعواقبِ!!!

وكيفَ
تكونُ النتائجُ في هروبِهِ من مواجهةِ المصابِ تلكمُ الكوارثِ
التي تهوي بعائلتِهِ ومَن يعيلُهم إلى الهاويةِ والهلاكِ!!

هي
"الأنانيةُ" و"الأنا" حينَ يجعلُ ذلكَ الإنسانُ
نفسَهُ مقدمةً على أنفسِ أولئكَ الذينَ
يُقاسِمُهم المصيرَ ليتجرعوا مرَّ الفناءِ!

هي
حقيقةٌ يغفلُ عنها أو يتغافلُ عنها الكثيرُ منَ الناسِ:
أنَّ الحياةَ لا يمكنُ أن تسيرَ على مهدِ المعافاةِ
من غيرِ منغصاتٍ ومعاناةٍ!

فهي
دارُ بلاءٍ وتمحيصٍ،
لتُظْهِرَ معدنَ ذلكَ الإنسانِ.

وفي الختامِ:
«إِنَّ عِظَمَ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلاءِ،
وَإِنَّ اللهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلاهُمْ،
فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا،
وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السُّخْطُ».


قال صاحبي:
"لكن ألم يهرب موسى عليه السلام بقومه من طغيان فرعون؟
ألم يهاجر المسلمون الهجرة الأولى للحبشة والثانية للمدينة؟
هناك أمور قد تجعل من الحياة استحالةَ التعايش مع الواقع الموجود، وربما الخروجُ
أو الهجرةُ – إن صح التعبير – بدلًا من الهروب، هو الحلُّ الأسلم.
ما رأيك؟"

قلتُ:
"لا أجد في الحالتين أيَّ ترابطٍ بالمرة!
فشتان بين هذا وذاك!

فخروجُ:
موسى عليه السلام أعقبَه:
رجوعٌ،
و
فتحٌ،
و
انتصارٌ،
و
كسرٌ للظلم،
و
الجورِ والفسادِ.

فأين:
ذاك الذي نستخلصُه من فائدةٍ
لهروب ذاك الرجل
الذي ترك أهله يُسَوِّمُهُم:
الخوفَ،
و
الجوعَ،
و
الهوانَ؟
"سوءَ العذاب"؟!

وبقاؤه في مستودع الأحزان!
وسرادق الأوهام.

تلكَ الهجرةُ:
كانت للحفاظ على الدين،
وفرارًا بالدين.

أما:
ذاك الرجلُ:

فما هو إلا الهروبُ من الواجبات والمسؤوليات."
 

الذين يشاهدون الموضوع الآن 1 ( الاعضاء: 0, الزوار: 1 )