قال :
مدخل ..
وأنت تقود سيارتك تصادف أمامك لوحات تشير إلى مداخل ومخارج كثيرة ..
وذات الأمر يحصل عندما تتواجد في الكثير من المراكز التجارية ،
أو :
المؤسسات الحكومية والخاصة وغيرها من البنايات المختلفة ،
فإنَّ هذا الأمر تجده ماثلا أمامك ..
إنَّ :
الهدف من وجود تلك اللوحات هو توجيه وإرشاد الناس باتخاذ
المسالك الملائمة لهم للوصول إلى مبتغاهم ..
وأيضا الحرص على الحركة الانسيابية سواء في الحالات المعتادة الطبيعية ،
أو في الحالات الخطرة .. كنشوب حريق أو حدوث زلزال أو ما شابه ذلك ...
ولأهمية انسيابية هذه الحركة في معالم ومعمعات الحياة المادية ..
غدت ضرورة ملحّة لإسقاطها وتطبيقها على الحالات النفسية ، والأحوال الاجتماعية والسلوكية ؛
وذلك للحدِّ من تفاقم المشاكل وتفادي الصعوبات ، ولإيجاد حلول مناسبة ومنطقية ،
ولإراحة النفس وتجديد نشاطها بين الحين والآخر ،
ورفع معنوياتها لاستئناف المسير
وإيجاد نمط حياة جديدة مغايرة عن ذي قبل ..
إنَّ :
مداخل ومخارج الحياة - بنوعيها – لها دلالات كثيرة قائمة أصلا على التعاطي الجيد
والتعامل الحسن معها مستندا على قواعد وأصول جلية وواضحة ( النهج الإسلامي ) ..
إلا أنَّ الإنسان في أحايين كثيرة يحيد عنها ويسيئ التعامل معها ،
ويرمي نفسه في متاهات كثيرة لسبب أو لآخر؛ استجابة لرغباته وأهوائه دون وصلها بقواعد متينة ومبادئ صحيحة ،
مما يؤدي ذلك إلى توهان وضياع للنفس والجهد والفكر ،
والوقت والمال والتي من المفترض استغلالها في الأمر النافع المفيد ..
والإنسان ذاته بُنيةٌ من المداخل والمخارج ، يَدْخُلُ من هنا ويَخرُجُ من هنا ،
وتَدْخُلُ فيه أمورٌ وتخرج منه أخرى ، فقد يصيب في بعضها وقد يخيب في الأخرى .. وقد تنجيه بعضها وقد ترديه أخرى ..
فأعضاء الإنسان مثلا : كاللسان والأذن والعين والرجل واليد مصادر للمدخل والمخرج ،
فإن أدخلَ فيهنَّ خيرًا أخرج خيرًا وأصاب ، وإن أدخل فيهنَّ شرًّا أخرج شرًّا ثمَّ خسر وخاب ..
والبيوت سكن ومأوى .. لها أسرارها وخصائصا ، وينبغي الاحتفاظ بها وعدم بوحها ،
وإذا ما خرجت تلك الأسرار خارجا دخل فيها الانكشاف والانشطار ..
والزواج هو مرحلة خروج من حياة اعتيادية ودخول
إلى حياة خصوصية فيها بناء لأسرة جديدة وكيان جديد ..
فلا بدَّ :
للزوجين أن يحفظا هذا الكيان ويزرعانه حبا وحنانا وطاعة ؛
ليتلقفه بعد ذلك أبناؤهما ويستمرون على النهج نفسه ..
ولنجعلكم أيها السادة تعيشون مع هذه النصائح الجميلة والتي تهديها ،
أم لابنتها عند انتقالها إلى عشها الزوجي :
رُوِيَ أَنَّ أمامة بنت الحارث خلت بابنتها فأوصتها وصية تبين فيها
أسس الحياة الزوجية السعيدة ، وما يجب عليها لزوجها، فقالت :
أي بنية إن الوصية لو تركت لفضل أدب لتركت ذلك لك ،
ولكنها تذكرة للغافل ، ومعونة للعاقل ،
ولو أن امرأة استغنت عن الزوج لغنى أبويها ، وشدة حاجتهما إليها كنت أغنى الناس عنه ،
ولكن النساء للرجال خلقن ، ولهن خلق الرجال .
أي بنية : إنك فارقت الجو الذي منه خرجت ، وخلَّفت العش الذي فيه درجت إلى وكر لم تعرفيه ،
وقرين لم تألفيه ، فأصبح بملكه عليك رقيباً ومليكاً ،
فكوني له أمَةً يكن لك عبداً وشيكاً ، واحفظي له خصالاً عشرا يكن لك ذخراً :
أما الأولى والثانية :
فالخشوع له بالقناعة ، وحسن السمع والطاعة .
أما الثالثة والرابعة :
فالتفقد لمواضع عينه وأنفه ، فلا تقع عينه منك على القبيح ،
ولا يشم منك إلا أطيب الريح .
وأما الخامسة والسادسة :
فالتفقد لوقت منامه وطعامه ، فإن غرائز الجوع ملهبة ،
وتنغيص النوم مغضبة .
أما السابعة والثامنة :
فالاحتراس بماله ، والإرعاء ( الرعاية ) على حشمه ( خدمه ) وعياله ،
وملاك الأمر في المال : حسن التقدير ، وفي العيال : حسن التدبير .
وأما التاسعة والعاشرة : فلا تعصين له أمرًا ، ولا تفشين له سرًا ،
فإنّك إن خالفت أمره أو أوغرت صدره وإن أفشيت سره لم تأمني غدره ،
ثم إياك والفرح بين يديه إن كان مهتمًا ، والكآبة بين يديه إن كان فرحًا .
أليست تلك النصائح منهجا لبناء بيت زوجي ناجح وصالح ..؟
ليت لنا في عصرنا الحالي أسوة كهكذا أم وكهكذا ابنة ..
ولقد كان دأبُ النِّساء في السلف أنَّ الرجلَ إذا خرج من منزله تقول له امرأتُه أو ابنتُه :
اتَّقِ اللهَ فينا ، وإيَّاكَ وكسْبَ الحرام ، فإنَّا نصبر على الجوع والضرّ ولا نصبر على النار ..
فهل في يومنا الحالي مِنَ النِّساء مَنْ تُفكِّر بهذا المنطق الحَذِق
وهذا الفكر السليم وبهذه السياسة الحكيمة .. ؟
إلا ما نَدَر ..
ومن هذا المبدأ نهانا رسولنا الكريم - عليه أفضل الصلاة والتسليم -
من إدخال حرام في الجوف حيث قال عليه الصلاة والسلام :
" ليأتينَّ على الناس زمانٌ ، لا يبالي المرءُ بما أخذَ المالَ :
أمِنَ الحلال أم من الحرام " أخرجه البخاري .
إنَّ مشاكل الإنسان وهمومه وما يمرُّ به من قلاقل وضغوطات نفسية كالاكتئاب
والأرق والقلق والفقر والعوز والأمراض المزمنة وغيرها ...
يقف الإنسان حيالها - غالبا - عاجزا ضعيفا غير قادر على مواجهتها وحلَّها ،
فيلجأ بطرق شتَّى لإيجاد مخارج لها والتخلص منها .
فمن الناس من يسلك مخرجا حسنا تجاهها باللجوء إلى الله عزوجل
والإقبال على الطاعات وعمل الصالحات ..
وهؤلاء هم المؤمنون حقا الذين علموا علم اليقين أنَّ الله هو الوكيل
" وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ "
ومنهم من يسلك مخرجا آخر للتعامل مع تلك الأمور فيُقْبِلُ إلى الجانب المظلم من الحياة ..
كتعاطي المشروبات الكحولية والمخدرات والسهر ومشاهدة
الأفلام لساعات طويلة والانطوائية بالذات والانتحار وما شابه ذلك ..
ومخرجهم هذا ناتج عن ضعف إيماني ؛ لأنهم التجأوا إلى ملاذ مظلم غير
آمن ظنا منهم أن ذاك هو النجاة والخلاص من هذا الكابوس الخانق ..
والفرق بين المخرجين كبير.. إذ أنَّ الأول معتمد على الراحة الحقيقية
والآخر معتمد على الراحة الكاذبة وشتَّان بين المخرجين ..
وحينما يصل الإنسان إلى الملاذ الحقيقي الآمن حينها يستطيع التخلص من الصراعات الداخلية
كي يجد الراحة النفسية السليمة الدائمة – ديمومة إيمانية - وليست المؤقتة التي تنتمي إلى الملاذ الزائف ..
ويعلم المرء - علم اليقين - أنَّ اللجوء إلى الله هو السبيل الأمثل لحل كثير من المشاكل
والعلل منذ البداية ، ولكنه - غالبا - يُفضِّلُ الحلَّ السريع المؤقت الذي يزول بزوال مدته فتعود تلكم النكسة عليه وبالا ..
إذن فلا جدوى من الهروب والمراوغة ، ولا جدوى من الأعذار الواهية
التي يتخذها المرء سببا لكثير من مخارجه لتمريرها – بالتحايل والكذب والخداع – على نفسه وعلى الآخرين ..
والشيطان بالمرصاد لمداخل ومخارج الإنسان ، فوجب عليه دفْع النزغات الشيطانية
بذكر الله سبحانه والاستعاذة به " وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ "
فالسورالقرآنية والأحاديث النبوية هي خير معين وسند لإخراج وطرد ومنع الوساوس النفسية
والشيطانية فلا يفوتنك قارئي العزيز ذلك واثبت واعتصم نفسك بهما تفلح في الدنيا والآخرة ..
واجعل أخي / أختي حظَّك ونصيبك من المخرج والمدخل تقوى الله وابتغاء رضوانه
" وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ "
مخرج ..
" وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيرًا ".
مدخل ..
وأنت تقود سيارتك تصادف أمامك لوحات تشير إلى مداخل ومخارج كثيرة ..
وذات الأمر يحصل عندما تتواجد في الكثير من المراكز التجارية ،
أو :
المؤسسات الحكومية والخاصة وغيرها من البنايات المختلفة ،
فإنَّ هذا الأمر تجده ماثلا أمامك ..
إنَّ :
الهدف من وجود تلك اللوحات هو توجيه وإرشاد الناس باتخاذ
المسالك الملائمة لهم للوصول إلى مبتغاهم ..
وأيضا الحرص على الحركة الانسيابية سواء في الحالات المعتادة الطبيعية ،
أو في الحالات الخطرة .. كنشوب حريق أو حدوث زلزال أو ما شابه ذلك ...
ولأهمية انسيابية هذه الحركة في معالم ومعمعات الحياة المادية ..
غدت ضرورة ملحّة لإسقاطها وتطبيقها على الحالات النفسية ، والأحوال الاجتماعية والسلوكية ؛
وذلك للحدِّ من تفاقم المشاكل وتفادي الصعوبات ، ولإيجاد حلول مناسبة ومنطقية ،
ولإراحة النفس وتجديد نشاطها بين الحين والآخر ،
ورفع معنوياتها لاستئناف المسير
وإيجاد نمط حياة جديدة مغايرة عن ذي قبل ..
إنَّ :
مداخل ومخارج الحياة - بنوعيها – لها دلالات كثيرة قائمة أصلا على التعاطي الجيد
والتعامل الحسن معها مستندا على قواعد وأصول جلية وواضحة ( النهج الإسلامي ) ..
إلا أنَّ الإنسان في أحايين كثيرة يحيد عنها ويسيئ التعامل معها ،
ويرمي نفسه في متاهات كثيرة لسبب أو لآخر؛ استجابة لرغباته وأهوائه دون وصلها بقواعد متينة ومبادئ صحيحة ،
مما يؤدي ذلك إلى توهان وضياع للنفس والجهد والفكر ،
والوقت والمال والتي من المفترض استغلالها في الأمر النافع المفيد ..
والإنسان ذاته بُنيةٌ من المداخل والمخارج ، يَدْخُلُ من هنا ويَخرُجُ من هنا ،
وتَدْخُلُ فيه أمورٌ وتخرج منه أخرى ، فقد يصيب في بعضها وقد يخيب في الأخرى .. وقد تنجيه بعضها وقد ترديه أخرى ..
فأعضاء الإنسان مثلا : كاللسان والأذن والعين والرجل واليد مصادر للمدخل والمخرج ،
فإن أدخلَ فيهنَّ خيرًا أخرج خيرًا وأصاب ، وإن أدخل فيهنَّ شرًّا أخرج شرًّا ثمَّ خسر وخاب ..
والبيوت سكن ومأوى .. لها أسرارها وخصائصا ، وينبغي الاحتفاظ بها وعدم بوحها ،
وإذا ما خرجت تلك الأسرار خارجا دخل فيها الانكشاف والانشطار ..
والزواج هو مرحلة خروج من حياة اعتيادية ودخول
إلى حياة خصوصية فيها بناء لأسرة جديدة وكيان جديد ..
فلا بدَّ :
للزوجين أن يحفظا هذا الكيان ويزرعانه حبا وحنانا وطاعة ؛
ليتلقفه بعد ذلك أبناؤهما ويستمرون على النهج نفسه ..
ولنجعلكم أيها السادة تعيشون مع هذه النصائح الجميلة والتي تهديها ،
أم لابنتها عند انتقالها إلى عشها الزوجي :
رُوِيَ أَنَّ أمامة بنت الحارث خلت بابنتها فأوصتها وصية تبين فيها
أسس الحياة الزوجية السعيدة ، وما يجب عليها لزوجها، فقالت :
أي بنية إن الوصية لو تركت لفضل أدب لتركت ذلك لك ،
ولكنها تذكرة للغافل ، ومعونة للعاقل ،
ولو أن امرأة استغنت عن الزوج لغنى أبويها ، وشدة حاجتهما إليها كنت أغنى الناس عنه ،
ولكن النساء للرجال خلقن ، ولهن خلق الرجال .
أي بنية : إنك فارقت الجو الذي منه خرجت ، وخلَّفت العش الذي فيه درجت إلى وكر لم تعرفيه ،
وقرين لم تألفيه ، فأصبح بملكه عليك رقيباً ومليكاً ،
فكوني له أمَةً يكن لك عبداً وشيكاً ، واحفظي له خصالاً عشرا يكن لك ذخراً :
أما الأولى والثانية :
فالخشوع له بالقناعة ، وحسن السمع والطاعة .
أما الثالثة والرابعة :
فالتفقد لمواضع عينه وأنفه ، فلا تقع عينه منك على القبيح ،
ولا يشم منك إلا أطيب الريح .
وأما الخامسة والسادسة :
فالتفقد لوقت منامه وطعامه ، فإن غرائز الجوع ملهبة ،
وتنغيص النوم مغضبة .
أما السابعة والثامنة :
فالاحتراس بماله ، والإرعاء ( الرعاية ) على حشمه ( خدمه ) وعياله ،
وملاك الأمر في المال : حسن التقدير ، وفي العيال : حسن التدبير .
وأما التاسعة والعاشرة : فلا تعصين له أمرًا ، ولا تفشين له سرًا ،
فإنّك إن خالفت أمره أو أوغرت صدره وإن أفشيت سره لم تأمني غدره ،
ثم إياك والفرح بين يديه إن كان مهتمًا ، والكآبة بين يديه إن كان فرحًا .
أليست تلك النصائح منهجا لبناء بيت زوجي ناجح وصالح ..؟
ليت لنا في عصرنا الحالي أسوة كهكذا أم وكهكذا ابنة ..
ولقد كان دأبُ النِّساء في السلف أنَّ الرجلَ إذا خرج من منزله تقول له امرأتُه أو ابنتُه :
اتَّقِ اللهَ فينا ، وإيَّاكَ وكسْبَ الحرام ، فإنَّا نصبر على الجوع والضرّ ولا نصبر على النار ..
فهل في يومنا الحالي مِنَ النِّساء مَنْ تُفكِّر بهذا المنطق الحَذِق
وهذا الفكر السليم وبهذه السياسة الحكيمة .. ؟
إلا ما نَدَر ..
ومن هذا المبدأ نهانا رسولنا الكريم - عليه أفضل الصلاة والتسليم -
من إدخال حرام في الجوف حيث قال عليه الصلاة والسلام :
" ليأتينَّ على الناس زمانٌ ، لا يبالي المرءُ بما أخذَ المالَ :
أمِنَ الحلال أم من الحرام " أخرجه البخاري .
إنَّ مشاكل الإنسان وهمومه وما يمرُّ به من قلاقل وضغوطات نفسية كالاكتئاب
والأرق والقلق والفقر والعوز والأمراض المزمنة وغيرها ...
يقف الإنسان حيالها - غالبا - عاجزا ضعيفا غير قادر على مواجهتها وحلَّها ،
فيلجأ بطرق شتَّى لإيجاد مخارج لها والتخلص منها .
فمن الناس من يسلك مخرجا حسنا تجاهها باللجوء إلى الله عزوجل
والإقبال على الطاعات وعمل الصالحات ..
وهؤلاء هم المؤمنون حقا الذين علموا علم اليقين أنَّ الله هو الوكيل
" وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ "
ومنهم من يسلك مخرجا آخر للتعامل مع تلك الأمور فيُقْبِلُ إلى الجانب المظلم من الحياة ..
كتعاطي المشروبات الكحولية والمخدرات والسهر ومشاهدة
الأفلام لساعات طويلة والانطوائية بالذات والانتحار وما شابه ذلك ..
ومخرجهم هذا ناتج عن ضعف إيماني ؛ لأنهم التجأوا إلى ملاذ مظلم غير
آمن ظنا منهم أن ذاك هو النجاة والخلاص من هذا الكابوس الخانق ..
والفرق بين المخرجين كبير.. إذ أنَّ الأول معتمد على الراحة الحقيقية
والآخر معتمد على الراحة الكاذبة وشتَّان بين المخرجين ..
وحينما يصل الإنسان إلى الملاذ الحقيقي الآمن حينها يستطيع التخلص من الصراعات الداخلية
كي يجد الراحة النفسية السليمة الدائمة – ديمومة إيمانية - وليست المؤقتة التي تنتمي إلى الملاذ الزائف ..
ويعلم المرء - علم اليقين - أنَّ اللجوء إلى الله هو السبيل الأمثل لحل كثير من المشاكل
والعلل منذ البداية ، ولكنه - غالبا - يُفضِّلُ الحلَّ السريع المؤقت الذي يزول بزوال مدته فتعود تلكم النكسة عليه وبالا ..
إذن فلا جدوى من الهروب والمراوغة ، ولا جدوى من الأعذار الواهية
التي يتخذها المرء سببا لكثير من مخارجه لتمريرها – بالتحايل والكذب والخداع – على نفسه وعلى الآخرين ..
والشيطان بالمرصاد لمداخل ومخارج الإنسان ، فوجب عليه دفْع النزغات الشيطانية
بذكر الله سبحانه والاستعاذة به " وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ "
فالسورالقرآنية والأحاديث النبوية هي خير معين وسند لإخراج وطرد ومنع الوساوس النفسية
والشيطانية فلا يفوتنك قارئي العزيز ذلك واثبت واعتصم نفسك بهما تفلح في الدنيا والآخرة ..
واجعل أخي / أختي حظَّك ونصيبك من المخرج والمدخل تقوى الله وابتغاء رضوانه
" وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ "
مخرج ..
" وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيرًا ".