رد: مدونتي انا و ذاكرة الحرف و لحظات هدوء
في كل مساء من تلك المساءات الطويلة
تغتالني الذكرى و يرهقني الحنين
فـ أعاند النبض وأبوح لـ عقارب الساعة بـ صمت
ان تقف و لو لـ برهة لـ أستعيد شريط الحكايا
معه بكل تفاصيلها والوانها القزحية
فـ تارة أبكي و تارة أخرى أضحك
و لحظة الحنين لذاك الماضي الغابر
تجعلني في حالة اللاوعي
فـ أحزم حقائب الشوق
وأتوسد الجراح
وألوذ للنوم هروبا من ذاك الحنين...
لذا اليوم مسائي مختلف
وأنا اتشبث بقلمي كـ اخر فرصة للنجاة
ازاحم الاوراق المتناثرة من حولي
رغم كل هذا الكم هائل من الزخم الذي بالحنايا
إلا ان مسائي هذا مختلف
بإختلاف سنوات عمري التي مضت
و التي سـ تمضي وأنت غائب
قل لي: تراك كيف أنت في غيابي ...؟
أنا مازلت على يقين انك بحثت عني
في كل الاماكن
التي اعتدنا ارتيادها كل مساء
و كذا في ذلك المقهى الذي كنا نتبادل فيه
هيجان الشوق الثائر في دواخلنا
هناك حيث تكتب قصائدك
عند رؤياك لـ عيناي
فينسكب حبرك بين الورق
و نبضي انا يدفأ بين حروفك..!
أيقن جيدا أن ضحكاتي
لاتزال تصدح بين مسامعك
وجنوني يجعلك في حالة هذيان
أعلم أن حواسك كلها اشتاقت
لـ صوتي
لـ هذياني
ولـ عطري القابع في معصمك
فـ منذ زمن مضى انت لازلت
تبحث عنه بين زوايا الأماكن
لعل و عسى بعض بقايا منه قد تكون
لاتزال عالقة في تلك الزوايا
و لكن هيهات ..!!
فـ منذ رحيلك انا لم أعد ارتادها
هجرت كل ما يذكرني بك
و حتى لو جبت الصحاري والبحار بحثا عنها
فـ لن تجد ولو بقايا مني
لان كل ذكرياتنا دفنتها
في مقابر الصمت
وغلفتها ببرواز الالم
وصنعت من ذاكرتي حكايا وقصص
لأنثى لم يحتل نبضها سواك
فـ لازلت اتذكر انك في يوم
من تلك الايام الماضية خذلتني
وكنت انا لك لا شيء حينها
في حين انت كنت كل شيء بالنسبة لي
وقبل اغلق دفتري واحزم امتعة البوح
لذا دعني اقول لك .:
اليوم مسائك انت كـ رذاذ المطر وانبلاج الشمس من محرابها
و مسائي انا حروف الثائرة كـ البركان
يجتاجها الشوق
فـ تتراقص كـ هزيم المطر
لـ يتشكل كـ سيمفونية
" أنت ... أنا ... و المطر ... "