رد: مسألة وقت ♡
_ لا أحِبُّه كلّ ما في الأمرِ أنّي اصطَفيتُه،
_ لم أفهم !
_ ولا أنا، تلك روحه، إسأليها فمثلُه لا يُخاطَب باللسان وليس واللهِ أهلاً لأهل الأرض، عزائمه سماويٌّة،
لا يُرى بعين البشر إنّما يُحفَظ بعين الله، تُستمدّ منه الموّدة ويُستردّ إليه الدعاء،
شديد التبسّم في وجهي ولو كان حزيناً، ليّن الطبع والروح ورحيم الفؤاد، يعفو سريعاً، يحنّ ويرضى مُحسِناً، يفهم مُحتوياً النفس المُتعبة ويغض الطَرف عمّن يلوذ إليه يرجو السلام،
مخلوقٌ من سلام وكلّ السلام في وجهه، تشفع أصغر أفعاله لأعظم أخطائه _إن أخطأ_،
واسع الصدر ولا غلّ في سِعته، لا حقد في قلبه ولا لؤم في عينه، لا يُفكّر في عقله بقدر ما يُقدِّم بيديه،
أذكر اسمك رغماً عنّي في منتصف كلّ سجدة، لك من بين الثلاثة عشر دعوةٍ اليوميّة ستّ دعواتٍ في نهاية كلّ سورة من الفاتحة وحتّى الناس،
يؤتمن يُصدَّق، يُبايَع يُعين بالقلب والروح من يلجأ إليه، سندٌ لمن استند خلف ظهره، يُتكّئ على كتفه ويُصطَفى لكن لا، لا يُحَب،
_ ألا تفكّرين فيه !
_ بتاتاً، لم يُفتح المجال للعقل بيننا، ما بيني وبينه إلّا الهوى وحسبي من الهوى هوَ،
_ أنتِ تهذين، كلّ هذا ولا تحبّينه !!
_ الحب يا أنتِ لكلّ شيء؛ للبشر للطير، للنبتِ والزرع والمطر أمّا هو فأعلى من ذلك، يشبه كثيراً السماء بلا غيوم ولهذا اصطفيتُه،
_ واللهِ حيّرتِني، ألا تتحدّثان، ألا تلتقِيان أو تجتمعان !
_ ألتقيه في كلّ مكانٍ ما عدا الأرض وأحدّثه بكلّي وروحي لا بلساني،
_ محظوظٌ هو وحقّ الله ومحظوظةٌ أنتِ فيه أكثر،
_ البارحة كان هُنا في نفس المكان الذي تجلسين فيه أنتِ، لا إلى اليمينِ قليلاً،
واليوم لن يأتي ولا أظنّ أنّه سيكون هنا لا غداً ولا بعد غد، لكنّه سيأتي ويوماً ما ستسألينَه، أعِدُكِ أنّه سيأتي،
أؤمن به، شأني عظيمٌ عنده ولهذا اصطفيتُه .