جرّبنا أنواع الفقد في حياتنا.. فقدنا أحلامنا، فقدنا أصدقاءنا، فقدنا محطّات عِشنا فيها أجمل مراحل أعمارنا.. ويبقى أشد أنواع الفقد وجعاً ذُقناه هو الفقد الأبدِيّ.. أن يغيب عنّا من كانوا قطعة منّا ، من أرواحنا.. من حياتنا.. موجع بحَق أن تبقى كل المشاعر حيّة بداخلُنا لشخص غادر ولن يعود أبداً، أن نمضي بقيّة أعمارنا ونحنُ مُحَمّلين بذكريات عديدة لوجه ما عُدنا نرى ملامحه.. أن يزورَنا طيفُهُ في كل لحظة فتهتز قلوبنا بمرورِه أمامنا دونَ لمسِه أو احتضانه، في عمقِ ضحكاتنا نتذكّر ضحكته التي لن نسمعها أبداً، أن نحِن ونشتاق لأحاديث لن تحدُث ما حيينا.. اللحظة التي نثروا التراب على وجهه ترسَخ في ذاكرتنا.. مهما حاولنا تجاوزها لن نستطيع.. لأننا في تلك اللحظة بالذات شعَرنا بتفاهة كل شيء.. وأدركنا بأنّ الحياة قادرة على قَصف أرض أمنياتنا متى أرادت وليسَ باستطاعة شيء إعتراضُها أو تغيير مسارها أبداً..