بين مسرح بيكيت وطريق كربلاء، يتباين شكل الانتظار كما يتباين الليل عن الفجر.
في مسرحية “غودو” يقف الرجلان تحت شجرة عارية، يحدّقان في الفراغ، لا يأتي المخلّص ولا يكتمل المعنى، كأنّ الزمن يدور في حلقة من العدم.
أمّا في زيارة الأربعين، فالمشي انتظارٌ من نوع آخر؛ أقدام تعرف الطريق، وقلوب تعرف الغاية، وزمن يمشي نحو يقين لا يخلف الوعد.
وفي كربلاء، لا أحد ينتظر بلا أمل، يسير ليصل، ويصل ليبقى في حضرة من لم يساوم على الحقّ.
هكذا يلتقي الرمزان عند مفترق واحد: غودو يعكس فراغ العالم حين يُمحى المعنى، وزيارة الأربعين تعكس امتلاءه حين يُملأ بالوفاء