مكتبة النصوص المميزة

[الصولجان]

رد: مكتبة النصوص المميزة

النص رقم ( 9 )

الكاتب: سمو سعيد

عنوان النص : " حسناء "


~.~.~.~.~.~.~.~.~ حسناء ~.~.~.~.~.~.~.~.~

حسناءُ كُفي فهذا الحُسنُ اشقانا ~~ لا تَبرُزي فتُثيري الأنسَ والجانــــا

الحسن فيـــكِ سلطاناً يعلــوا بنــا ~~ وكأننا نملك فيه أرضنا وسمانــــا

تبدو على ثغــرهــا الدنيــا بأكملها ~~ ينسابُ من شفتيها السِحر ألوانا

كم من عروشٍ وحُكامً لهُ خَضعت ~~ وكم به أَسقطت مُلكاً وتيجانــــا

ســادوا وبادوا بأهواهـا وإمرتهـا ~~ أثابها الحُسنَ تفويضاً وسلطانـــا

سبحانك اللهُ كم أبدعت حُسنها ~~ تُردي وتحيي بطرف العين إنسانا

جمالها حاكــم يقضي بلا حُججاً ~~ وحُكمها يُلزمُ المَحكُومَ إذعانـــا

لا طعـن فيه ولا التمييز ينقُضهُ ~~ والأمــــرُ لله مـِـــما تولانــــــــــا


~ سعيد ~

 

[شَمَّـمْ🤍]

رد : مكتبة النصوص المميزة

النص العاشر
لـ أمير الحرف علي موسى الحسين
و .. الشرفة البيضآء

الشُرفةُ البَيضاء

[font=&quot]للمرةِ الثانية يَنظُر لساعتهِ هذه المَرّة الوَقتُ كانَ يُشيرُ الى السابعةِ وبِضْع دَقائق[/font]
[font=&quot]قَرر النهوضْ أخيراً .. [/font][font=&quot]على وَجهِ السُرعة[/font][font=&quot] ارتدى مَلابسَه حاولَ أنْ يُعيدَ تَصفيفَ شَعره الذي [/font][font=&quot]بدا عَبثياً جِداً
[/font]
[font=&quot] تَحديداً كأجواءِ غُرفَته[/font]
[font=&quot]سَريره الغَير مُرتّب سَتائر نافذتهِ الغَير مُسدَله بِشكل كامل فنجانُ القَهوة الذي تَكاثفتْ بأسفلهِ بَقايا البُن صُحف واكواب شاي مَرّت عليها بِضَع أيام هكذا إعتادَ أنْ يُهمل تَرتيب أشيائه,, رُبما كلّ حَياته كانت تَمر بِفوضى عارمة كانت أشبَه ما تكونُ [/font]
[font=&quot] بِملائة بَيضاء مُمزقة[/font]
[font=&quot]فَوضى مِن ذلك النَوع الذي يُصاحِبه سُوء الحَظ ..[/font]
[font=&quot] لم يَكن يَكترث كَثيراً لحياتهِ التي تَسلل خارجها الأصدقاء واحداً تِلو الآخر حتى في عَملهِ كان يُفسِد الكَثير من الأمور دونَ قَصد منه [/font]
[font=&quot]الحِوارات التي كان يَتدخل بِها ثمَّ يَنتهي الأمر بإلغاء صَفقة ما[/font]
[font=&quot] والآنيةُ الثَمينة التي كَسرها مُؤخراً تَسببت بِخلاف حاد مَع مُديره إلا إنهُ كان مَحظوظاً ببقائهِ حتى اللحظة بِعمله في مَعرضِ بَيع الهَدايا المُفعَم بالأناقة ذلكَ المَكان الذي يَقضي فيهِ جُل وَقته مُنذ أنْ سَنحت له الفُرصة بشُغل ذلكَ العَمل
[/font]
[font=&quot]وإلى أينَ يُمكن لَه أن يَذهب وما مِن مَساحة يَتسكع فيها سِوى وحدَته كانسان يَعيشُ دون عائلة أو حتى صَداقات حَميمة هو لا يعرفُ مَنْ أنقذهُ حتى
[/font]
[font=&quot] حين تَعرضَ لحادث كادَ أن يَفقده ما تبقى من عُمرهِ لكنَّ جُزءً واحداً من يَومه كان يَحصل على اهتمامه وها هو يَهمُّ بالخُروج ليُلاقي تلكَ اللحظَة المُدهشة من صَباحه[/font]
[font=&quot]شَهر ديسمبر الحافلِ بالسُحب الرمادية وزخاتِ المَطر يُصاحبه بِذلكَ الشارع المؤدي لطَريقِ العَمل .. الأشجارُ ورائحة الطُرقات المُبللة وشَيئاً من نَفحات الَورد التي تأبى مُفارقة نَسمات الشِتاء الباردة[/font]
[font=&quot] كلّ ذلكَ المَزيج كان يُفقده صَوابه ويُحوله لشَخص آخر ..[/font]
[font=&quot]ثِمَّة أمتار قَليلة تَفصله عَن تلك النافذة .. ليتها تَنتبه هذه المَرة .. بالأمس لاحت مِنها التفاتة عفَوية لَحظة تَناولها لقَهوتها كعادتِها كلّ صَباح في نَفس المَوعد وبِذاتِ المَلامح الناعمة التي تُشبه الصَباح[/font]
[font=&quot] أما هو فإنهُ لا يَملك غَير التباطؤ بِخطواته ليَحصل على جُرعته اليَومية الساحِرة [/font]
[font=&quot] بِضعُ ثوان هي كل ما يَملك ليَسد بِها رمُق يَومه من نَظرة خَجولة لفتاةِ النافذة .. [/font]
[font=&quot]و تَساؤلات كثيرة تُغالب دَواخله
[/font]
[font=&quot]أتراهُ ذلك الوَجه الفاتن يُدرك حَجم رَغبتي بلمسه وامتلاكِه ..؟ [/font]
[font=&quot]خَطوات قليلة ثم تَخطى النافذة كأنه سَرق لحَظته الآسرة[/font]
[font=&quot]وملامحُ خَيبة أخذت طَريقها لعينيه مجدداً
[/font]
[font=&quot]أكمل طَريقه وأكملت تلك النافذة طَريقها الى دواخله كَما في كل يَوم[/font]
[font=&quot]الساعاتُ الاولى من عَمله بدا سارحاً رغم تَفاعله المُتثاقل مَع الزَبائن لكن شيئاً واحداً كان يَمتلك مُخيلته ذلك الوجَه المُحاط بموج شَعرها البني ,, رقتها وكلّ ذلك التفاؤل الذي تَشعُّ به عَينيها ,, هما الحلم الوحيد الذي يود الإمساكُ به
[/font]
[font=&quot] إنها رفيقة صَباحاته المُنعشة .. تلك التَوليبة الرقيقة التي تطلُ من شُرفتها البيَضاء لتسلبَ منه قُدرته على التَفكير بشيء آخر ..[/font]
[font=&quot] أحدُ الزبائن يَقطع عليهِ شرودَه بتساؤل عن ورقِ تَغليف الزهور .. على مَضض سار به لزاوية قُرب زجاج النافذة الأمامية الكَبيرة للمعرض هُناك حَيث عاملُ التغليف لكنه تجمَّد بمكانه حين لمحَها تقفُ خلفَ الواجهة الزجاجية الكَبيرة إنها هي ولأول مرة كان يراها بَعيدة عن نافذتها كطائر غادر قفصهُ وتوقف على ناصية قلبه بَدت كأنها مُتحيرة فمِظلتُها عالقة وزخاتُ المَطر بدأت تُداهم المارّة[/font]
[font=&quot]لحظات من التَردد مرَّت قبل أن يَقترب منها [/font]
[font=&quot] ببعض الإرتباك بادرَها[/font]
[font=&quot]صباح الخير ,, آنستي[/font]
[font=&quot]رَفعت راسها وملامح سَريعة طَفت على وجهها كأنها تَعرفه[/font]
[font=&quot]أهلاً بكْ ,, صباح الخير ..[/font]
[font=&quot]بودي أن أقدم لكِ المُساعدة لديَّ مظلة هنا[/font]
[font=&quot]ابتسمت بلطف[/font][font=&quot].. شُكراً لك ساتدبر أمري[/font]
[font=&quot]آنستي أ نتِ بحاجة ماسة لها الآن ,, والأمطارُ لن تتوقفَ قبل المَساء [/font]
[font=&quot]وبا مكانك إعادتها لي صباح الغد لحظة مروري قُرب نافذتك[/font]
[font=&quot]بَدت عليها علامات الاستغراب تُرافقها نظرة الإمتنان[/font]
[font=&quot]نعم أظُنك تَمرُّ من شارعنا كل صَباح .. وابتسمت[/font]
[font=&quot]تسمَّر بمكانه وهو يَسمع عبارتها الأخيرة وبارتباك شديد دَخل وأحضر المظلة[/font]
[font=&quot] وعلاماتُ السعادة تطفوا على وجهه[/font]
[font=&quot]أما هي فَقد عبَّرت عن شُكرها لموقفهِ .. وغادرت[/font]
[font=&quot]تلكَ الليلة لم تُفارقه مَسرّة بَدأت تَنموا بقلبه ولا تفاصيل شعرها المُبتل برذاذ المطر[/font]
[font=&quot]كأنها كانت تَعرفني ..![/font]
[font=&quot] ربما لاحظت مروري تَحت نافذتها[/font]
[font=&quot] ياإلهي كنت أبدو غبياً وأنا منشغل بمراقبتها في كل مرة[/font]
[font=&quot] دونَ أن أتحكَّم بتعابير وَجهي ..
[/font]
[font=&quot]لا يَهم فقد كانت لطيفةً معَي ,, صَوتها كما تَخيلته دوماً[/font]
[font=&quot] بدا مليئاً بالحياة والثِقة .. ياه أخيراً وجدت ثَغرة أتسللُ منها يجَدر بي انتقاء كَنزة تلَيق بلقاء الغَد[/font]
[font=&quot] رباه كم هي رائعة .. تلك الكلمات كانت آخر ما راوده قبل أن يغط بنومه[/font]
[font=&quot]
[/font]
[font=&quot]صباح اليوم التالي ..[/font]
[font=&quot] كان أكثر ثقةً وهو يقترب من شُرفتها البيضاء التي زينتها لبلابة توشك أن تَفقد ما تبقّى من أوراقها الخضراء وحين اطلَّت من نافذتها بادرته بابتسامة جَميلة وأشارت له أن ينتظر ..
[/font]
[font=&quot]مرّت بِضع لحظات قبل أن تَخرج وهي تَحمل كوباً مليء بــ القَهوة [/font]​

[font=&quot]قدمته له وهي تقول صباح الخير سيدي
[/font]
[font=&quot]بالأمس كنت بغاية اللطفِ معَي لهذا فكّرتُ أن أكون لطيفةً أيضاً[/font]

[font=&quot]دعنا نتشاركُ هذه القهوة فأنا بارعة جداً في اعدادِها ورغم جَمال هذه الإنعطافة التي لم يكن يحلم بها إلا إنه كان قلقاً من أنْ يَضبطهما أحداً من أسرتِها .. لاحظتْ ذلك عليه وهنا انتابتها ضِحكة ضَربت زوايا روحه برمّتها ..[/font]
[font=&quot] هل أنت قلق ؟[/font]
[font=&quot]إطمئن فأنا أسكنُ هنا لوحدي فقد تُوفيت أمي بــ حادث سير منذُ عامين .. و لم يبقى لي الا هذا المَنزل وجدرانه وعملي وهنا أطرقت حزينة كأن الكلمات أعادتها لتلك اللحظات المرعبة ,, كنت معها [/font]
[font=&quot]كم تمنيتُ لو أنني فارقتُ الحياة معها ,, كانت بمثابة كلِّ شيء لي .. [/font]
[font=&quot] ياه لقد ثَرثرتُ كثيراً حتى إنك لم تَتكلم ولم أسمحُ لك حتى بتناول قَهوتك مَعذرةً مِنك [/font]
[font=&quot] أما هوَ فقد كانَ سارحاً فيها وبداخله تساؤلاً كبيراً مالذي يَجعلني مَشدوداً جداً لهذه الروح أشعرُ وكأنها تسللت الى داخلي منذُ أمد بعيد وها هي تشبهني حتى في كونها يتيمة ووحيدة وقد تَعرضت لحادث أيضاً أي صدفة غريبة هذه ,, لكنه تمالك هذه المشاعر التي كان تُسيطر على أعماقه[/font]
[font=&quot] شكراً للقَهوة .. آنستي[/font]
[font=&quot] لطف كبير مِنكِ أن تتَحدثي بما يَختلج بِصدرك مع شَخص عابر ليس إلا ويؤسفني إنكِ مَررتِ بِهذه المِحنة أنا وحيد أيضا فقدتُ والديَّ منذُ زمن طَويل كما انني أتشابه مَعكِ في نفس الظروف فقد تَعرضتُ لحادث خَطير أيضاً ونَجوت بعد جراحة معقدة وليس في حياتي أحداً ,, ليس من صَديق ,, ولا رَفيقة عُمر .. [/font]
[font=&quot]لم يكن ذلك صُدفة فكلُّ شَيء يمر بحياتي أفسده دون قَصد
[/font]
[font=&quot] الصَداقات ,, العَمل ,, حياتي برمَّتها هَشَّة ومُبعثرة لم أجرّبُ الحُب ,, ولم أجد قلباً يلملمُ شتاتي حتى اللحظة ..[/font]
[font=&quot] وهنا تلعثم وهو يخفض صوته .... ربما انتِ فقط ..[/font]
[font=&quot]لكنه لم يكمل [/font]
[font=&quot]سَمِعتهُ ... اتسَعت عَينيها قَبل أن تَقول[/font]
[font=&quot] أنا ماذا ..؟[/font]
[font=&quot]ارتبكَ قليلاً لكن نَظرتها الحانية منحَته الجُرأة ليُكمل[/font]
[font=&quot] أنتِ هي الجزء المُشوق بيومي ,, اللحظةُ الأكثرُ لطفاً وصدقاً ,, وخَيط الأمل الذي أود الإمساكَ به[/font]
[font=&quot] دونَ أن افسدَه كما في كلِّ مرة[/font]
[font=&quot] وهنا تناول جرعةً من فنجانِه .. حاول أنْ يتهرب .. أ تعرفين ..؟[/font]
[font=&quot] لم أتناول قَهوتي وقوفاً أبداً لكنَّها قَطعاً أكثرُ قهوة شَهية تذوقتُها بحياتي[/font]
[font=&quot] وبودي لو أننا نتناولها على طاولة أنيقة بِمكان آخر .. ها أنا أثرثر وأحتكِر الحَديث أيضاً[/font]
[font=&quot]ابتسمت وفي وجهِها رَستْ مَعالم تساؤلات كثيرة لكنَّها أردَفت[/font]
[font=&quot] لا عليك .. نعم سنلتقي بمكان آخر ربما هذا المساء لو أحببت [/font]
[font=&quot] لا أدري أشعر بانني أثقُ بك وبحدَسي الذي يُخبرني أنَّ لقاءات أخرى سَتجمعُنا[/font]
[font=&quot]ارتَسمتْ مَعالِمُ السَعادة على وَجهه قَبلَ أنْ [/font][font=&quot]يودّعَها ويُكمِلَ طَريقَهُ الى العمل[/font]
[font=&quot]
[/font]
[font=&quot]في المَساء ..[/font]
[font=&quot] هَبطَ قلبهُ وهو يُشاهِدها تقف بغاية الجَمال[/font][font=&quot] على ناصيةِ الشارعُ المُقابل لمعرض الهَدايا[/font]
[font=&quot] بعد لحظات كان يقفُ خَلفها بَعد أنْ كانت مُنشَغلة بهاتفِها[/font]
[font=&quot]هل تُحبّينَ المَشي تَحتَ المَطر ؟[/font]
[font=&quot]آه مَساءُ الخَير أخفتَني هههه[/font]
[font=&quot]عُذراً منكِ لكنَّه سؤال خامرَني ونَسيتُ حتى القاء تَحيةَ المَساء[/font]
[font=&quot]لا يهم أتعرف ..؟[/font]
[font=&quot] أنا مهووسة بالشِتاء والمَطر و بتفاصيله الأخرىَ المواقدُ المُشتعلة بالخَشب [/font]
[font=&quot] برائحة القهوة والتي أظنك قد دعوتني لتناولها هذا الصباح [/font]
[font=&quot] إبتسما معاً وبِمظلة واحدة أكملا الطَريق نَحو المََقهى[/font]
[font=&quot]على طاولة خشبية داكِنة مُنزوية في رُكن المَقهى يتوسطها [/font][font=&quot]زُهرية وَرد فَيروزية[/font]
[font=&quot] جلسا متقابلين وأضواء الشارع التي كَسَّرتها تَعرجات المَطر المُنسابة على زجاجِ النافذة المُجاورة وبعضُ الموسيقى الهادئة رَسمت تلكَ اللحظات الدافئة في داخلِ كلّ منهما [/font]
[font=&quot]وصل النادل فبادره على الفور[/font]
[font=&quot] قهوة اكسبريسو من فضلك وما إن غادر النادل[/font]
[font=&quot]حتى بادرته ...[/font]
[font=&quot]حَسناً أخبرني ما لذي يَجعلكَ تُفسدُ الأشياء [/font]
[font=&quot]أطرق بخجل لكنه أردف .. صِدقاً لا أدري أحاول أن أكونَ جَيداً لكنها الصُدف اللعينة[/font]
[font=&quot]تفعل بي كل هذا الهراء أخطاء في العَمل ,, صَديقي الذي خَسِر حَبيبته بهفوة مني [/font]
[font=&quot]وبنظرتِها الحانية قاطعَتهُ .. أنتَ لستَ كذلك[/font]
[font=&quot] يحدثُ ذلك مَعك ربما لأنكَ صادقاً وكَثيرُ العَفوية [/font]
[font=&quot]دَعني أخبركَ شيئاً كل ما تقوم بِه في يَومك المُعتاد يبني شَخصيَّتك أو يُحطّمها .. باختصار.. أنتَ مَن يَصنَع نفسك .. بامكانك أن تُحاول اصلاحَ كلّ تلكَ الفوضى[/font]
[font=&quot] مُديرك ,, صَديقك وحَبيبته يَحدث ذلك فقط عندما تؤمِن بِنفسك ثق بقدرَتك على العَودة ,, بمزاياك الكَثيرة ليسَ عليكَ أن تَكون مُتناسقاً جِداً
[/font]
[font=&quot]أنتَ شاباً طيباً لطيفاً ومُهذبا صحيح إن الطَريق الى حياة جَيدة أمر شاق لكِنك حين تَصل القِمة سَيكون المَشهد جَميلًا[/font]
[font=&quot]سَرت تلك الكَلمات بِداخله فتَوهج شَيئاً ما[/font]
[font=&quot]النادل أحضر قهوة واحدة أراد ان يوبخه لكنها سارعت وأمسكت بيده[/font]
[font=&quot]إنها عَلامة جَيدة ما أجمل أن نَتشارك قَهوة واحدة[/font]
[font=&quot]أحببتُ هذه الصُدفة أرجوك .. ودعني أكمِل [/font]
[font=&quot]رُغم إنني بمقتبل العُمر ولم أخُض أي تَجربة لامعة لكنني تَعلمت الكَثير ربّما أنتَ الشَخصُ الأول الذي يسرُقني لمكان عام ويقاسِمني القَهوة مرتين بيوم واحد .. أنا وأنت مَررنا بنفس الظروف تَذوقنا مَرارة الأيام ذاتها وتلقائيتكَ مَنحتني سَبباً لا أفهمهُ لخوضِ هذه اللحَظات كلُّ ما أعرِفه أنني اقاسِمك هذا المساء بارادة كاملة ورَغبة حَقيقية وشيء من السَعادة[/font]
[font=&quot]في ذلك المساء استمرا بــ الحَديث عن نَفسيهما عن رَغباتهما وعن الأماني التي بَقيت عالقة والأحلام المَركونة على رفوفِ الحَياة ,, تحاورا في الأشياءِ التي يتشاركان الشَغف بِها ومع كل لَحظة تمُر[/font]
[font=&quot] كانت دَهشته تزداد بــ هذا التَطابق الغَريب[/font]
[font=&quot] وفي طريق العَودة اتخذا الشارعُ المُحاذي لشاطئ البَحر والمَليء بأشجارِ السنديان والصَفصاف وهنا قررت أن تكتبَ ذِكرى أخرجَت من حقيبتها قلماً وأمسكت بيدهِ .. دَعنا نَكتب سَوياً ..[/font]
[font=&quot] وحفرت على جذع الشجرة[/font]
[font=&quot] ,, ذاتَ لحظة كُنا .. مَعاً ,,
[/font]
[font=&quot]
[/font]
[font=&quot]في اليوم التالي [/font]
[font=&quot]كانت تنتظره في شُرفتها وحين وصل أشارت له بالدخول الى المنزل[/font]
[font=&quot] كان منزلاً صَغيراً لكنّه مُرتباً ولا يَخلو من الأناقة قد طُليت جُدرانه بـ ألوان ناعمة بتدرجاتِ لونِ السَماء وقد زينت أركانهُ نَباتات ظليه وبَعض الزهور وأواني فُضية وضعَت بــ تنسيق جَميل[/font]
[font=&quot] بدا وكأنه قد أعيد تجديده للتو[/font]
[font=&quot] لازمَه بعض الارتباك والاحراج وما إن حَضرت بقوامها الساحر حتى تَبدد كل شيء[/font]
[font=&quot]بادرته بتحية الصباح سبقتها ابتسامة مُشرقة [/font]
[font=&quot]أتعرف .. أردتُك أن ترى جُدران وحدتي .. هنا حيث عِشت طفولتي وحَيث أحتفظُ بالكثير من الذكريات الحَزينة ..[/font]
[font=&quot]نعم هو بيت جميل آنستي وفيه الكثير من الشاعرية والدِفء لكنني لازلتُ أستغرِب بقاءكِ هنا لوحدك و..[/font]
[font=&quot]وهنا قاطعته ببعض الحزم المُغلف باللطف .. يا صديقي الطيب لا أودُّ الخَوضَ في ذلك الآن[/font]
[font=&quot] من يدري قد تَحصَل على إجابتك لاحقاً والآن عِدني أنك سَتكونُ بخير وستكون الأفضل[/font]
[font=&quot]أنت تبدو رائعاً هذا اليوم لستَ ذاك الشَخص الذي التقيتُه في مأزق المِظلة[/font]
[font=&quot]وهنا قاطعَها وقد بدأت مَلامح وجهَه ترسِم بَعض الغرابة[/font]
[font=&quot]آنستي لست أفهمكِ حتى اللحظة .. لستُ أدري هل اقتربنا بما يَكفي أم لا[/font]
[font=&quot]بَقيتْ صامته أما هو فَقد انجرفَ بمشاعره[/font]
[font=&quot] اتدركين معنى أن أحلُم بكِ ليلاً وتكونِ أول ما أفكرَ به صباحاً[/font]
[font=&quot] ويرافقني طيفك طوال اليوم ..[/font]
[font=&quot] أن أشتاقُ لكِ سراً وأعشقك خيالاً أن أقفَ في مُنتَصف الأشياء بلا وِجهة مُحددة [/font]
[font=&quot]كان يَتحدثُ وهو يَتجنب النظر إليها وحين رَفع وجههُ لاحظ حَجم الحُزن الذي أحاطَ بعيونها[/font]
[font=&quot]لكنها أردَفت.. وهي تَتحاشى دَمعة هاربة [/font]
[font=&quot] لكَ أنْ تَعرف انكَ الطَمأنينة لقلبي[/font]
[font=&quot]والروح التي أريدُ لها أن تَكون سَعيدة ..[/font]
[font=&quot] يوماً ما ستُدرك كم كنتَ شيئاً ثميناً عندي ..[/font]
[font=&quot] اذهب لعَملك الآن وكُنْ بخير أرجوك ..[/font]
[font=&quot]خبأ هذه الكلمات بدواخله وخَرج نَحو عَمله[/font]
[font=&quot]رغم إنه لاحظ تَهربها من الإفصاح بِمشاعرها[/font]
[font=&quot] وفي ذلك اليَوم كان حَيوياً مُتفائلاً .. تلقى الكثير من كلماتِ الثناء من زبائن المَعرض حَرص أن يكون مُتفانياً ومتفهماً لطلباتِ الجَميع [/font]
[font=&quot]مديره أثنى أيضاً على هذه التَغييرات التي بَدأت بأناقة فَوقَ العادة
[/font]
[font=&quot]وأسلوب جَميل غيرُ مَعهود[/font]
[font=&quot]وفي الاستراحة اتصلَ بصديقه مُعتذراً عما بَدر منه وأخبره بانه بِصددِ تَصحيح المَوقف[/font]
[font=&quot]بعد ساعات ... كان يقفُ في آخر طابور وحينَ وصلَ دوره أشاحتْ بوجهها عَنه[/font]
[font=&quot] وهي تقول كَيف تجرأت على المَجيء ..؟[/font]
[font=&quot] لا أريدُ رؤيتك بَعد الآن .. [/font]
[font=&quot]بادرها بخَجل واضِح[/font]
[font=&quot]حَسناً لم أكن أقصُد التفريق بَينكما .. [/font]
[font=&quot]حَياتي كانت سيئة بِما يَكفي لأتفوه بكلمات غيرُ مناسبة[/font]
[font=&quot]وأنتِ رائعة بما يَكفي لتُسامحيني وتَغفري له كِذبته[/font]
[font=&quot]أتعرفين .. في ما مضى قد أفشيتُ لكِ سِراً عن صَديقي فأصابتكُما لعنة الفراق[/font]
[font=&quot]دعيني أفشي سِراً آخر عَنه قد يَجمعكما من جَديد[/font]
[font=&quot]فتحت عَينيها وهي في أشد الاستغرابِ لهذا التغيير في شَخصيَته[/font]
[font=&quot]وهنا اقتربَ منها ليَهمس لها[/font]
[font=&quot]قبل أَن يَحدُث الفِراق .. كان صَديقي قد اشترى .. ثَوبك الأبيض[/font]
[font=&quot] ثوبُ زفافك .. إنه يحّبكِ بِصدق[/font]
[font=&quot]وضعَت يدُها على فَمها لتَكبتَ تنَهيدة عَميقة وقد فاضَت عيَنيها بالدموع[/font]
[font=&quot]وهي تردد يا إلهي كم كُنت مُتسرعة[/font]
[font=&quot]آه كم أشعر بالأسَف لا أدري كيفَ سأصلحُ الأمر الآن[/font]
[font=&quot]قاطعها والسَعادة تغمرهُ [/font]
[font=&quot]إتصلي به فَقط .. إنه يَنتظر لأنه لم يتَوقف عن حُبك لَحظة واحدة[/font]
[font=&quot]
[/font]
[font=&quot] تلك الليلة ..[/font]
[font=&quot]تقلَّب على وسادَته كثيراً كان غارقاً بِشعورِ الرِضا والسِعادة مَعاً[/font]
[font=&quot] تلكَ الأشياء التي تَبدلت في نَفسه ,, لحظةُ التَحول التي سَتجمع مجدداً صَديقين عاشقين [/font]
[font=&quot] بثّتها تلك المَشاعر النَقية التي يَحمِلها لفتاةِ النافذة
[/font]
[font=&quot]
[/font]
[font=&quot]صباح يوم آخر ...[/font]
[font=&quot]لم تَكن في مَكانِها المُعتاد ,, الشُرفة كانت خالية والنافذة مُسدلة الستائر[/font]
[font=&quot]حاولَ طرقَ الباب لكنه لم يَسمع رداً .. انتظرَ طَويلاً لكنها لم تَكنْ هناك[/font]
[font=&quot]أكملَ طريقه الى العمل وهو يشعر إن شَيئاً كبيراً ينَقصه[/font]
[font=&quot]في اليوم التالي لم يَكن حال تلكَ الشُرفة البَيضاء قد تَبدل لازالت غير موجودة[/font]
[font=&quot]في داخله المليء بالقلق والتذمر والحاجة لرؤيتها كان يردد
[/font]
[font=&quot]لابد إنها سافرت لمَكان ما[/font]
[font=&quot]أياماً مَرت دونَ أن يَعرف أين ذَهبت فَتاته ,, والحيرة تَنهشُ دَواخله[/font]
[font=&quot]
[/font]
[font=&quot] هذه المرة حين اقترب كان البابُ مفتوحاً .. هَبط قلبه ودَخل مُسرعاً .. لكنه سُرعان ما صُدم حين استقبله َرجل يَبدو في العَقد الخامس من عُمره[/font]
[font=&quot]بادَره الرجل أهلاً بكَ سَيدي .. حَسناً لقد وصلتَ مُبكراً على أيّ حال لابأس سأشرح لك تفاصيل المنزل[/font]
[font=&quot]ظل متسمراً بمكانه لا يَعرف كَيف يرد وفي داخله أيقنَ إن هذا الرَجل قد توهَّم به[/font]
[font=&quot]لكن الرجل أكمل .. انه بيَت جَميل وهو جاهز كلياً للبَيع قد تمَ تَجديده وطِلائه بذوق رَفيع وكما تعلم فان قيمَته مُناسبة جداً لشَخص مِثلك أرجوك اعطيني أيّ ملاحظة لا تناسبك عدا ذلك فأوراق البيع جاهزة[/font]
[font=&quot]حاول تلافي الأمر قائلاً[/font]
[font=&quot]أينَ الفتاة ..؟[/font]
[font=&quot]عفواً سيدي أيُّ فتاة تَقصد ..؟[/font]
[font=&quot]أنا المَسؤول عن بَيع هذا المَنزل ولا وجودَ لفتاة[/font]
[font=&quot]لا لا لا سيدي قَصدتُ[/font]
[font=&quot]الفتاة التي تَسكنُ هنا .[/font]
[font=&quot]ابتسم الرجل الكبير وهو يَقول كما ترى لا أحداً يَسكنُ هنا منذ زمن طويل[/font]
[font=&quot]لا لا عفواً كانت هنا فتاة بيضاء[/font]
[font=&quot]زاد استغرابُ الرجل الكَبير أنت واهم سيدي لا أحد يَسكن هذا المكان لأنه مُعد للبيع فقط[/font]
[font=&quot]وأنا المُحامي الذي يُشرف على الَبيع لتنظيم أمورِ الميراث وما شابَه[/font]
[font=&quot]وكنت أنتظرك من أجل اتمام الصفقة ألست الشخص الذي يريد شراءه ..؟[/font]
[font=&quot]هاااا لا لا أنا لستُ هو [/font]
[font=&quot]المكان بدأ يَدور بهِ وعلاماتُ الصَدمة تُلازم وجهه الذي بدا بغاية الذهول[/font]
[font=&quot]أحسَّ الرجل بتغيرِ سُحنت الشاب فناولهُ كُرسياً .. تفضل اجلس سَيدي لأشرحَ لك[/font]
[font=&quot]منذ عامين تُوفيت مالكةُ المَنزل بحادث مُروّع كانت بِصحبة ابنتها التي نُقلت للمشفى وتم انقاذها[/font]
[font=&quot]فقاطعه نعم هذه هي الفتاةُ التي سَألتك عَنها[/font]
[font=&quot]أطرقَ الرجل بِحزن لكنه أكمل ..[/font]
[font=&quot]ياسيدي هذه الفتاة البيضاء كما أسميتها[/font]
[font=&quot]توفيت أيضاً بَعد عام من تلكَ الحادثة لفَرط حُزنها على والدتها[/font]
[font=&quot]ماذاااا ؟ هذا لا يُعقل لقد كانت بصُحبتي منذُ اسبوع فقط [/font]
[font=&quot]لا أعرفُ ماذا أقول لك سَيدي لكنك واهم جداً أو لربَما تَتحدثُ عن فتاة أخرى[/font]
[font=&quot]الذهول سيطر عليه مجدداً وهو يستمع لخفقات قلبه[/font]
[font=&quot]استدارَ مُتهالكاً ليَخرج وهو ُيتمتم ,, كانت معي تشربُ القَهوة [/font]
[font=&quot]لقد جئتُ لهذا المَكان وقد كانت مَوجودة .. أشعرُ بدوار شَديد دوااا.....[/font]
[font=&quot]
[/font]
[font=&quot]يا إلهي ماهذا أين أنا .. أين ... خَرجت كلماته متثاقلة[/font]
[font=&quot]لا عليك أنتَ في المَشفى وها أنت قد استَعدتَ وعيك .. لم تَستغرق غَيبوبتك سِوى يَومين فقط
[/font]
[font=&quot]ربما تعرضتَ لصدمة ما .. هكذا أخبرَنا الرَجل الذي جاء بك[/font]
[font=&quot]
[/font]
[font=&quot]عدة أيام مرَّت وهو على سَريره لا يتكلم يَجتر من ذاكرتهِ شَريط الأحداث[/font]
[font=&quot]الشرفةُ البَيضاء ,, رائحةُ القهوة ,, المَطر .. شَجرة السنديان[/font]
[font=&quot]ماذاا .. الشَجرة ..!!![/font]
[font=&quot] نهض على الفور استغل انشغالِ المُمرضة ودلف الى المَمر أراد أن يصل الى الباب الخارجي[/font]
[font=&quot] فاستوقفه أحد الأطباء[/font]
[font=&quot]أهاا أنتَ مُجدداً كَيف حالك ؟؟ هل تعَرضتَ لحادث آخرهههه ؟؟[/font]
[font=&quot]ألا تتذكرني ؟؟ أنا مَن أجريتُ لك الجراحة اللازمة في ذلك الحادِث ,, لقد نَجوت باعجوبة [/font]
[font=&quot]يومها كنتَ بحاجة ماسة لمتبرع بالدَم فتقدمت شابة جميلة للتَبرع لك
[/font]
[font=&quot]فقد كنتَ وحدك .. كانَ موقفها رائعاً يجدُر بك أن تشكُرها ,, لا أدري إن قُمتَ بذلك فدمائها تَسري بِعروقك[/font]
[font=&quot]بهت ولم يرد .. لكنه أدرك في داخله إنها هي[/font]
[font=&quot]بَعد ساعة كانَ في الشارع المُطل على البَحر اقتربَ من الشَجرة[/font]
[font=&quot]صارت أمامُه .. [/font]
[font=&quot]ذاتَ لَحظة كُنا .. مَعاً[/font]
[font=&quot] مررَ أصابَعه على تلك الحُروف ودَمعة ترقرت في عَينه [/font]
[font=&quot]غادرَ المكانُ مَذهولاً[/font]
[font=&quot]وصلَ لتلكَ الشُرفة البَيضاء [/font]
[font=&quot]كان خيالها خَلف نافذتُها الزجاجية لكنه هذه المرة صار يدرك إنها خَيالاً فقط[/font]
[font=&quot]همس لها ودموعه تغالب صوته .. لماذا كنت أراكِ[/font]
[font=&quot]كيف حدث ذلك[/font]
[font=&quot]لقد أحببتك .. [/font]
[font=&quot]اشارت لَه بإيماءةِ وداع [/font]
[font=&quot]وصَوتُها يترددُ في أذنه [/font]
[font=&quot]أنا بِداخلك .. وسَوف أبقى[/font]
[font=&quot]بقلمي[/font]
[font=&quot]علي موسى الحسين[/font][font=&quot]
[/font]​

 

[شَمَّـمْ🤍]

رد : مكتبة النصوص المميزة

النص الحادي عشر ..
للمتألق
حيدر التميمي التميمي

طرفاكَ في حُكْمِ الصَّبابةِ مُذنبانْ
في قَتلِ صبٍّ مُدنفٍ مُتلبسانْ
هل يأسرُ القلبَ المُعنّى في الهوى
أو يصرَعُنَّ المرءَ اِلّا المُقلتانْ
فالليلُ أثخنَ بالجفونِ سُهادَهُ
والمدمعانِ على التَّحَرُّقِ شاهِدانْ
وعلى التَّصبُّرِ كم يراهنُ خافقي
لكنَّهُ في العُشقِ قد خَسِرَ الرِّهانْ
وَلَجَمتُ في شتى الأمورِ عِنانَهُ
اِلّا لخيلِ الوجدِ أطلقتُ العِنانْ
مااِنْ دعاني الشوقُ في بِكْرِ الصِّبا
لبَّتهُ كُلُّ جوارحي والأصغرانْ
هَرَقَتْ دموعي وهي فيضُ تولُّهي
والدّمعُ أبلغُ من تعابيرِ اللسانْ
جَهَرَتْ بصمتٍ وافِني يامُسعفي
بلغَ الزُّبى سيلي ولم يَئِنِ الأوانْ
وثوى على خدَّيَّ مَلْمحُ شكوَتي
قد صار عن آهاتِ قلبي تُرجُمانْ
فلِكلِّ سُلطانٍ لديهِ حاجبٌ
اِلّاكَ ياسُلطانَ روحي حاجبانْ
فأذَنْ واِنْ كانت بغمزةِ واحدٍ
كي أدخلَنَّ بَلاطَ حُسنِكَ في ضمانْ
حُسْنٌ حوى صَفوَ المِلاحِ بسحرِها
يغوي النُّهى لا بل غوى حتى الحِسانْ
ياغُصنَ رَيحانٍ يفوحُ بعطرهِ
طَلِقُ المُحَيّا أبلجٌ هوَ كالجُمانْ
ويميلُ ممشوقَ القوامِ بخَطوهِ
والخدُّ يزهرُ فيهِ وردٌ كالدَّهانْ
شفتاهُ من لَثْمٍ تذوبُ طراوةً
واِذا تبسَّمَ لاحَ زهرُ الأُقحوانْ
لاتَحسَبَنْ عينيهِ تذرفُ اِنَّما
عيناهُ من لَهَبِ الصِّبا يتلامعان​

بقلمي

 

[الصولجان]

رد: مكتبة النصوص المميزة

النص رقم ( 12 )

الاديب: حيدر التميمي التميمي

عنوان النص : فريضةُ العشق

آياتُ حُسْنِهِ لامُحالةَ مُحكَماتْ
وسواهُ جاءَ بآيهِ مُتَشابهاتْ

اِنّي اُولّي شَطْرَهُ مُتَزَلّفاً
مااِنْ سمعتُ مؤذناً وقتَ الصلاةْ

وتصومُ عن كُلِّ المِلاحِ نواظري
فاذا نظرتُ جنيتُ كُلَّ المُفْطِراتْ

وأطوفُ ليس بكلِّ عامِ حولَهُ
بل كُلُّ ثانيةٍ أُأَدّي الواجباتْ

وبجنبهِ سبعاً وسبعاً ساعياً
ومُلبّياً تلكَ الصّبابةَ داعياتْ

والهَدْيُ في طيِّ الفؤادِ جِراحُهُ
بَلَغَ المَحِلَّ أياتُرى قبلَ الفواتْ؟

ورميتُ حُسّادي ثلاثاً جمرةً
وثلاثةً أُخرى رميتُ بها الوشاةْ

فالعِشقُ قد وَجَبَتْ عليَّ فروضُهُ
حتى واِنْ لم أستطعْ حتى المماتْ

هلاّ جزيتَ فؤادَ صبٍّ مُدنِفٍ
أدّى الفروضَ ولم ينَلْ اِلاّ الفُتاتْ

وحملتُ آهاتِ الصّبابةِ والجوى
بين الحَنايا كالجِمارِ اللاّهباتْ

وجعلتُ وَقْفاً للحبيبِ مدامعي
اِذ لم أنَمْ مِلءَ الجفونِ الهاجعاتْ

فاستنزفَ القلبَ المُتيّمَ جأشَهُ
عَبَثاَ أُلَمْلمُ من تصَبّرهِ الرُفاتْ

والأمنياتُ غدَتْ كَزَهرِ يابسٍ
بُليَتْ نظارتُهُ فجازَتْهُ الحياةْ

كُلٌّ يُساقي خلَّهُ كأسَ الهوى
لِتَبُلَّ حرقَتَهُ الشفاهُ اليانِعاتْ

وأنا السقيمُ فقد تأَوَّدني الجوى
شَجواً يُساقيني كؤوساً مُترِعاتْ











بقلمي / من ديوان حصاد القلب

 

[شَمَّـمْ🤍]

رد: مكتبة النصوص المميزة

النص الثالث عشر
للكبير المشتاق
وحشة الليل

{{ وحشة الليل وألآمه }}


أوجآع الظلآم كثيرةً ومنها رحيل منَ تهوآهُ
ومنها سيوف بني جنسك وهذا ما تَخشآهُ


فكم هنآك منَ شكى بالظلآم للوسآدةِ ألماً
لكن صمت الوسآدةِ أبكى لـــــــــــــهُ عينآهُ


لاتسل منَ لآمس جمر اللظى بأصابع قلبه
كيف وجــــدت مضغة العيش بعد من تهوآهُ

لاتسل مابآل عينيكَ مُحمرةً ستخبرك عيناه
لوحشة الليل وظلآمه تكاثر دمعي وزآد مَبكآهُ

خربشة بقلم
المشتآآآآآآآآآآآآآق​

 

[الصولجان]

رد: مكتبة النصوص المميزة

النص رقم: ( 13)

الكاتب : سمو عازف الليل مونامور

عنوان النص : شكوتُكِ للهوى



في ذلك القلبُ بقايا
من قصةً جف حبرُ سطورِها
نوما يُجافي مُقلتي
وهزيعُ ليلٍ يُغلفهُ الأنين
ترسوا على تلك الضفاف
احلامي والأمنيات
وتستفيقُ مراكبي على نداء
هديرُ امواجكِ
لتُبحر رافعة أشرعة الحنين
أكتُبيني وسط تلك الحكايا
وتلوني بجمال دجلة
ليلةً من شهرزاد
وابياتُ شعر أبي نؤاس
تعزفُ الحب للعاشقين
تريثي في ذلك العشق
وتمهلي حين تُغنين حروفي
أنا الليلُ أن ثمل
من نبيذ الغرامِ
أراكِ منارةً تلوحً من سنى
عينيكِ بريقاً للتائهين
لستِ بين اوراقي
كتلك النساء
ولستِ معشوقةً لأيام الصبى
الهةً من بقايا الاغريق
او ملحمةً من الأوديسة
كفينوس معبودةٍ بالحُبِ
او لعلكِ سفراً من أسفار كلكامش
تاريخاً تتفردين
انثُريني واحرقيني
في طقوسِ قُداسكِ
ودعي حبر اوراقي
دماً من أوداجي تلون في
محراب عشتار
لمن اشتكيكِ وانتِ الغرام
وانتِ دستورُ الهوى
هل تعلمين


عازف الليل مونامور .. 23 أبريل
مصافحة اولى .. حصريا لمنتديات فخامة العراقح

 

[الصولجان]

رد: مكتبة النصوص المميزة

النص رقم: ( 14)

الكاتب : الامبراطور

عنوان النص : رحلة حلم



كنت احلم ..
جالسا بين بساتين الهوى
وموطئ العشاق من حولي ترنم ..

كنت احلم ..
كنت احلم .. انني لا زلت قيد الانتظار لحبيبٍ دون مقدم ..

اذ مرني قيسٌ وليلاه .. وفي وجهي تبسم
كنت احلم .

فاض بي املٌ جديدٌ ..
وجاد بي هوسٌ بأن لا حب يهزم ...


عصف الريح بشباكي .
وجميل الحلم مني قد تلعثم

وهاج في عيناي بركاناً وناراً
وزجاج الدمع بالسيل تهشم

وحبيبي كجروحي ..
ذكره في شغاف القلب نآيٍ
عزفه جرحٌ تألم ..

ربما ما كنت احلم .
ربما ... كان شيطان رجيمٌ
يستفز الحب في لحن الحنين ..
وقريباً سوف يندم ..

بلقائي وحبيبي
بترك آهات نحيبي ..
بعناق الحب مني سوف يرجم ..



باقر
..

 

[الصولجان]

رد: مكتبة النصوص المميزة

النص رقم: ( 15 )

الكاتب : سمو سعيد

عنوان النص : سجين الشوق

أنا المكلوم عشقاً .~
الهوى أضحى مَحجري لسنين
غاب عني من له الشوق
أطول من ليالي العاشقين

أنا المُعَنى قلباً .~
وليلي سهر عيوني بالحنين
هيج في رأسي الذكريات
فتعالت أهاتُها بالأنين

غريبٌ في ديار الحب مسكني
حائر .. مشرد .. وحزين
أهيمُ كل حين في الفلا
أراقبُ الأفُق بعينين

أطيافٌ أحتويها بعيوني
تموج بي يساراً ويمين
ليل يمر بي كـ ألف ليلة
ونهار يلوكني بين فكين

وبين ليلي ونهاري
خيالٌ من طيفٍ لعين
يلهو بي ويُصيب مني
القلب فيقطعُ منه الوتين

صبري وأن طال ينفد
وللصبرِ بابٌ متين
أن أوصدتهُ فلن يفتح أبدا
ويقبع الشوق خلفه سجين

سعيد
2020/6/2

 

[الصولجان]

رد: مكتبة النصوص المميزة

النص رقم: (16 )

الكاتب : سمو رمااد انسان

عنوان النص : من عندي اني الك مية الف مبروك


كتلك احبك نعم بس مو الك مملوك
اني ابن اصل اوفصل واحمل صفات املوك
ان جان نيتك لعب اوتنسى الذي حبوك
ابعد وعني ابتعد او شوفلك صعلوك
يمكن يفيدك ينفعك ويهزك ابكاروك
اويمكن يشيلكن عل المتن ويفرفرك بالسوك
ويمكن يوصلك للسما ويفرك ابمكوك
وجائز يعلمك حجي غير الذي علموك
ويمكن يخدمك ضعف ذولي الذي خدموك
وتصير عنده الغلا وتنسي الذي غلوك
او ذيج الموده تنتهي ولاجنهم ودوك
ولاجنهم يوم ابصدق فوك الظهر شالوك
المشكله عقلك ضحل اتظنهم عادوك
روح وطريقك خضر محروس بالحرسوك
لاعثر لاسدره عللدرب ومنظف من الشوك
ويمكن طريقك حلوو قبلك فلا مسلوك
من عندي اني الك مية الف مبروك

 

[الصولجان]

رد: مكتبة النصوص المميزة

النص رقم: (17 )

الكاتب :حِيَال مُحَمَّد الأَسَدِي

عنوان النص : ***أَلَم***


أَلَم





(تَعَدَّدَتِ الصُوَرُ والألمُ واحدٌ)

أَتَأَلَّمُ لِصَوْلَةِ ذِئْبٍ
عَلَى بِضْعِ شُوِيْهَاتٍ تَرْعَى
أَتَأَلَّمُ لِبَهْجَةِ وَغْدٍ
لِدَمْعَةِ مَظْلُوْمٍ حَرَّى
أَتَأَلَّمُ لبُرُوْدَةِ تُنُّوْرٍ
فِي دَارٍ بِحُزْنِها سَكْرَى
***
أَتَأَلَّمُ لِوَطَنٍ أَعْطَى
لِلْكَوْنِ سِرَّ التَكْوِّيْنِ
وَ يَعِيْشُ الْيَوْمَ فِي عِسْرٍ
مَاعَرَفَ مَعْنَى التَطْمِّيْنِ
أَتَأَلَّمُ لنَخْلِهِ الْسَامِقِ
مُتَكَوِّمٍ بَيْنَ البَسَاتِيْنِ
يَحْلُمُ بِرَائِحَةِ الْطَلْعِ
وَ يُؤَجِّلُ الثَمَرَ إلَى حِيْنِ
أَتَأَلَّمُ لِشَاعِرِهِ يَنْزِفُ
نَزْفَ النَهْرِ لِكَبِدِ الْطِيْنِ
أَتَأَلَّمُ لِوَالِدَةٍ ثَكْلَى
دَيْدَنُهَا الهَمُّ تَحْلَمُ بِمُعِيْنِ
أَتَأَلَّمُ لِدَجْلَةَ مَا عَادَتْ
(حَمائِمُهَا تَلُوْذُ بِالْطِيْنِ)
أَتَأَلَّمُ لأُمَّةٍ نُكِبَتْ
سَرَقَتْهَا أَحْلامُ سَلاطِيْنِ
أَتَأَلَّمُ لِمَلاكِ طُهْرٍ
دَنَّسَهُ وَهْمُ شَيَاطِيْنِ
أَتَأَلَّمُ لِوَغْدٍ نَكِرَةٍ
يَغْتَصِبُ أَحْلامَ مَلايِيْنِ
أَتَأَلَّمُ لِمَوْطِنٍ ضَائِعٍ
مَا تَصِفُهُ كُلُّ العَناوِيْنِ
أَتَأَلَّمُ لِجَنَّةٍ أَضْحَتْ
عَاريَةً مِنْ كُلِّ الرَيَاحِيْنِ
أَتَأَلَّمُ لغُرْبَةٍ حَمْقَى
لا أَجِدُ فِيْهَا مَنْ يُوَاسِيْنِي
أَتَأَلَّمُ لأُمَّةٍ مَاعَادَتْ
تَمْلِكُ غَيْرَ غُصَيْنِ زَيْتُوْنِ
عَفَّرَهُ الْذُلُّ
بِالْخِزِيِّ الْمُهِيْنِ
قَادَتُها شُجْعَانٌ جِدَّاً
فِي الجَرْيِّ أَمَامَ التِنِّيْنِ
أَتَأَلَّمُ حِيْنَ أَتَخَاذَلُ
عَنْ بَهْجَةِ كُلِّ مَحْزُوْنِ
أَتَأَلَّمُ
لِوَجْهِ وَطَنِي
تُعَفِّرُهُ دِمَاءُ الْمَسَاكِيْنِ
أَتَأَلَّمُ
لِهَيْبَةِ وَطَنِي
تُدَنِّسُهَا
زُمَرُ الْمُجْرِمِيْنِ
أَتَأَلَّمُ
وَ الأَلَمُ كَأْسِي
مَا فَارَقَتْ ظَمَأَ الْشَفَتَيْنِ!!



حِيَال مُحَمَّد الأَسَدِي