أداة تخصيص استايل المنتدى
إعادة التخصيصات التي تمت بهذا الستايل

- الاعلانات تختفي تماما عند تسجيلك
- عضــو و لديـك مشكلـة فـي الدخول ؟ يــرجى تسجيل عضويه جديده و مراسلـة المديــر
او كتابــة مــوضـــوع فــي قســم الشكـاوي او مـراسلــة صفحتنـا على الفيس بــوك

من الأماكن العامة.. مقبرة الخصوصية الجديدة أو استراحة بلا راحة.. أين نذهب بكل صراحة؟!!

Ѽ صافية

Well-Known Member
إنضم
10 سبتمبر 2016
المشاركات
806
مستوى التفاعل
327
النقاط
113
الإقامة
السعودية ، العوامية
في خضم حوار عابر، قد تبدو تفاصيله بسيطة، لكنها تحمل في طياتها أبعادًا اجتماعية عميقة، دار نقاش بين اثنتين من المقربات حول رغبة إحداهن في ارتياد مقهى بمدينة القطيف. لم تكن الرغبة مجرد ترفيه عابر، بل اصطدمت بحاجز غير مرئي، حاجز الخصوصية والراحة الوجدانية في فضاءاتنا العامة. فبينما كانت إحداهن تتوق لتجربة قهوة هادئة في المكان الفلاني، جاء الرد من الأخرى، مستندًا إلى قناعات راسخة حول طبيعة بعض الأماكن المختلطة وما قد لا يتوافق مع عادات وتقاليد مجتمعنا، المستلهمة من نهج ديننا الحنيف. هذه اللحظة، التي قد تبدو فردية، كانت الشرارة التي أضاءت فكرة مقال يسعى لتسليط الضوء على قضية تتجاوز حدود المقهى الواحد، قضية تلامس جوهر احترام الخصوصية وتوفير مساحات آمنة ومريحة للجميع.

وقبل أن يتبادر إلى الذهن أي استعجال في الحكم أو اتهام، أود التأكيد أن هذا الطرح ليس تهجمًا على أحد، ولا محاولة لفرض وصاية أو التحكم في اختيارات الآخرين. فلكل منا عقله وضميره الذي يزن به الأمور، ويحدد ما يراه صوابًا أو خطأ. إنما هي دعوة للتأمل الهادئ، وقراءة ما بين السطور، والنظر إلى هذه الحروف من زوايا متعددة، بعيدًا عن أي تحيز مسبق.

إن المتأمل في مشهد فضاءاتنا العامة، يلحظ تزايد الحاجة إلى مساحات تراعي التنوع في احتياجات وتفضيلات مرتاديها. فكم من سيدة، ملتزمة بزيها المحتشم وعادات مجتمعها، تجد نفسها محرومة من متعة ارتياد المقاهي أو المنتزهات أو حتى المهرجانات، ليس لعدم رغبتها، بل لغياب البيئة التي توفر لها الراحة والخصوصية المنشودة. سؤال يطرح نفسه على أصحاب المقاهي الكرام: -المقاهي كخيار-: ألا يمكن تخصيص مساحات نسائية بحتة! أو على الأقل، أيام محددة للنساء!! أو حتى توفير حواجز (بارتشن) تضمن بعض الخصوصية لهذه الفئة المحافظة؟!، إن راحة المرأة في مكان مخصص، بعيدًا عن الاختلاط العشوائي والتصوير غير المنضبط، هو ما تبحث عنه وتسعى إليه. فما زالت بناتنا، ولله الحمد، يتمسكن بقيمهن، ويستحققن أن يجدن أماكن ترحب بهن دون التنازل عن مبادئهن.

هذا يقودنا إلى ظاهرة أخرى باتت تؤرق الكثيرين: التصوير العشوائي والمستمر في الأماكن العامة. لقد تحول الهاتف الذكي في أيدي البعض إلى أداة لانتهاك الخصوصية، وكأنها عدوى تنتشر دون وعي أو مراعاة. فكم من شخص، رجلًا كان أو امرأة، يجد نفسه عرضة للتصوير دون إذنه، في موقف قد يسبب له حرجًا أو انتهاكًا لخصوصيته!!، إن ثقافة احترام الآخر وخصوصيته يجب أن تنبع من الذات، وإلا فإن أي قيود خارجية ستظل قاصرة. فليس من المقبول أن يتحول الاستمتاع باللحظة إلى قلق دائم من عدسات تتربص بالجميع.


لنتخيل للحظة: لو كانت أمك، أختك، زوجتك، أو أي فرد من أسرتك، في مكان عام، محاطة بأشخاص يمسكون هواتفهم ويلتقطون الصور ومقاطع الفيديو دون تمييز. كيف سيكون شعورها بالراحة !، وما الموقف الذي ستجد نفسها فيه!، هذا بالضبط هو جوهر ما نسعى لتسليط الضوء عليه، حق الجميع في الاستمتاع بخصوصيتهم في الأماكن العامة.

وفي سياق متصل، نوجه رسالة إلى منظمي المهرجانات والفعاليات الكبرى. إن تنظيم عملية التصوير لم يعد خيارًا، بل ضرورة ملحة. فهل يمكن وضع آليات تضمن أن يكون التصوير حكرًا على اللجان الإعلامية المختصة، ووفق شروط واضحة، مع تقنين تصوير الجمهور بطرق لا تعيق استمتاعهم، ولكن تحمي خصوصية الآخرين!!، إن الموازنة بين توثيق الفعاليات وحماية خصوصية الحضور هي تحدٍ يمكن التغلب عليه بالتخطيط الواعي والمسؤول.

في الختام، إن ما ننشده ليس سوى مجتمع أكثر وعيًا وتفهمًا لاحتياجات أفراده المتنوعة. إن توفير مساحات تحترم الخصوصية، وتحد من التجاوزات غير المقبولة، ليس قيدًا على الحرية، بل هو تعزيز لها، وضمان لحق الجميع في الاستمتاع بفضاءاتنا العامة بأمان وراحة وكرامة. لنجعل من الرقي والأدب، واحترام الآخر، ركائز أساسية في تعاملاتنا اليومية، لنبني مجتمعًا يتسع للجميع، ويحتفي بتنوعه، ويصون خصوصية أفراده.

*فضاءاتنا العامة، المقصود بها المحلات، المهرجانات، الكورنيشات وجميع الأماكن العامة
 
التعديل الأخير:

ضياء احمد

Well-Known Member
إنضم
2 أغسطس 2025
المشاركات
356
مستوى التفاعل
311
النقاط
63
استخدام الموبايل بهده الطريقه التي دكرتيها
سلوك مشين يسبب احراجا شديدا للعائلات
وللافراد .....فعلينا الانصراف عنها وكدلك علينا
احترام خصوصيه الاخرين وان نكون اكثر وعيا
اخيرا المشكله ليست في الموبايل بل في طريقه استخدامه الخاطئ
صافيه
يعطيك العافيه
علي الطرخ القيم
 

العذبة~

كلي على بعضي عذوبه
إنضم
27 يناير 2018
المشاركات
41,610
مستوى التفاعل
59,923
النقاط
113
سلمت اناملك على
ماجادت به من روعة بالطرح
دام لنا ابداعك بأرقى حالاته
بأنتظار عطائك القادم
 

الذين يشاهدون الموضوع الآن 1 ( الاعضاء: 0, الزوار: 1 )