عطري وجودك
Well-Known Member
- إنضم
- 5 أغسطس 2019
- المشاركات
- 81,739
- مستوى التفاعل
- 2,772
- النقاط
- 113
لا جدل في كون الازياء الشعبية الكوردية وبالذات الزي النسائي الكوردي، يعد من الازياء الجميلة والمثيرة والمدهشة، وتثير اعجاب كل من يشاهدها، والشعب الكوردي هو اغنى شعوب المعمورة من ناحية الازياء جاءت نتيجة دراسة اقامتها السيدة ملوك وكيلي،من خلال ابحاثها الميدانية والنظرية الى تشخيص اكثر من (185) نوعاً من الازياء الكوردية النسائية والرجالية، من مختلف مناطق اقاليم كوردستان بما فيها خمسة انواع من الازياء الميدي وتعلل السيدة ملوك وكيلي هذا الغنى من ناحية الازياء والملابس، بكون الشعب الكوردي هو الاغنى حضارة ومدنية بين الشعوب الاخرى، وله تاريخ عتيد يمتد لآلاف السنين، فمن وجهة نظرها الازياء تعبر عن الحضارة والمدنية، وقد الفت كتاباً بعدة اجزاء باللغة الفارسية عن عالم الازياء الكوردية.
منظر الملابس والأزياء الشعبية الكوردستانية يحمل البهجة والسرور الى نفس المشاهد، فالأزياء والملابس الشعبية توحد مجموع الطوائف والأقوام من قاطني هذه المنطقة الثرية ثقافيا، اللباس الكوردي فريد ومتنوع وخاص، هو نتاج البيئة الجبلية وأعمالها الشاقة وطبيعتها الخلابة الزاهية، وهو فوق كل ذلك لباس مكلف مادياً، ومتعدد اللوازم والحاجات.
لكل منطقة أزياؤها المتعارف عليها والتي تدل عليها فتكون هويتها التي لا تحتاج إلى تعريف وهنا في كوردستان هناك زيان من منطقتين مختلفتين وكل منطقه لها زيها الخاص للمرأة وهي منطقة بهدينان وتشمل محافظة دهوك مع جميع النواحي والأقضية ومنطقة سوران تشمل محافظات اربيل والسليمانية وحلبجة، وهنالك فرق شاسع من حيث تصاميم الملابس في كلتا المنطقين، ولكن هناك ايضا تقارب كثير في التصميم العام.
الزى الكوردي هو احد الازياء الفلكلورية التي مازال أهلها يتفاخرون بلبسها، بالرغم من مظاهر الحضارة وامتلاء الأسواق بالملابس الحديثة، فمن يذهب إلى أي سوق في مدينة السليمانية يلاحظ، إن هناك محلات واسعة مخصصة لبيع الملابس الكوردية،
وان الإقبال كبير خاصة في أيام الأعياد والمناسبات القومية كأعياد النوروز، السمة الغالبة على هذه الملابس زهاء ألوانها وتطريزها وزخرفتها بالزهور والمنمنمات والخيوط اللامعة، ولكل منطقة بصمتها في اختيار الزي الذي تلبسه وان كانت متشابهة في ظاهرها، ومن المفارقة ان لا يمتلك الشعب الكوردي حتى هذه اللحظة داراً للأزياء، والشيء الوحيد الذي حافظ على ابقاء وديمومة قسم من التراث الكوردي في مجال الملابس والأزياء الشعبية، هو الحرص الشعبي على ذلك، واستمرار قطاعات واسعة من الشعب الكوردي في ارتداء ملابس الاباء والاجداد، الى جانب ذلك فقد تعرضت الازياء والملابس الشعبية الكوردية الى ثلاث هجمات شرسة كادت ان تنهي الجزء الاعظم منها.
في كوردستان الشمالية (الاقليم الكوردي التركي) تعرضت الازياء الشعبية الكوردية الى جانب ازياء بقية شعوب وتكوينات الدولة التركية الى موجة التحديث والعنصرية والتي فرضت الازياء الحديثة ذات الطابع الاوروبي على جميع سكان الدولة التركية، وحاربت بشكل علني الازياء الشعبية لعموم السكان، نفس المشهد حصل في ايران ايام تولي رضا خان البهلوي (لعرش الشاهنشاهي)، ومندهشاً بانجازات الغرب، وحاول فرض النمط الغربي للحياة في مختلف مجالات حياة الايرانيين، ومحاولة انهاء القديم والتراثي لدى الشعوب الايرانية ومن ضمنهم الكورد الإيرانيين، بالإضافة الى حملات الانفال التي نفذتها السلطات الحاكمة في ثمانينات القرن الماضي في كوردستان الجنوبية، مسحت الريف الكوردي من الوجود، ولكون سكان الريف هم الابعد عن التأثيرات الحديثة في مجال الازياء والملابس، فمع زوال القرى الكوردستانية تراجع حضور الازياء الشعبية الكوردية تزامناً مع النزوح الجماعي لأبناء القرى الناجين من جحيم الانفال الى المدن والقصبات الكوردستانية.
ونظرا لكون الازياء والملابس الشعبية الكوردية ارثاً حضارياً وتراثاً انسانياً، فالواجب الحضاري يحتم المحافظة عليه وتطويره ومن ثم السعي لملائمته مع العصر، وقد المحنا الى ان الشعب الكوردي لا يمتلك للأسف حتى هذه اللحظة دارا للأزياء الكوردية او الكوردستانية، وهذا الامر يعد تقصيراً كبيراً يجب معالجته على ان يبادر المعنيين (اشخاص ومؤسسات) العمل وان يبذلوا الجهود الواجبة من أجل تأسيس دار للأزياء الكوردية في كوردستان.
ملابس الرجل الكوردي:تتكون عادة من شال وفقيانا وبوزاوانا (سليمانيه):
1.غطاء الرأس: يتكون من الطاقية او (الكلاو) او (العرجين) وهي قبعة صوفية قوية او من القطن، ويطرز بأشكال هـندسية جميلة وألوان مختلفة يلف حوله اليشماغ وهي قطع قماش مربعة تسمى(جامانة) ، ولها الوان ومختلفة بحيث يعرف كل شخص من غطاء رأسه من أي مدينة أو منطقة.
2.اللباس الكوردي يتألف في العادة من قميص قطن ابيض ذي اردان طويلة.
3.سترة تتقاطع من الامام فوق البطن ومطوية فوق الشروال، ولها عدة تصاميم مختلفة.
4.سروال (شروال) فضفاض .
5.ويلف الكوردي حول خصره قطعة طويلة من القماش يبلغ طولها مابين 4-5 أمتار (الحزام) وعندما يلف يشغل المساحة الكائنة بين الخصر والبطن يسمى (البشتين).
6.كما يلبس فوق سترته معطفاً من اللباد الخشن ابان الطقس البارد،
اللباس الكوردي نوعان (الشال والشبك) لمنطقة بهدينان، و (الرانك والجوغة) لمنطقة سوران. ويختلف النوعان من حيث القماش المستخدم او الموديل او الفصال.
ولابد من الاشارة بشكل خاص الى الحزام الكوردي، فهو يستخدم في كل مناطق كوردستان لكن طوله وشده يختلف من منطقة الى اخرى ومن قبيلة الى أخرى، ولهذا الحزام ضمن البيئة الجبلية لكوردستان فوائد شتى: يشد من عضلات الظهر والبطن عند اداء الاعمال الصعبة والشاقة. وفي تسلق الجبال العالية، يحمي الظهر والبطن من البرد.
يتحول الحزام في حالات معينة الى نقالة في حالة الاصابة بالحرب، او عند نقل الامتعة، يحمل العتاد والخنجر، فضلاً عن خاصيته الجمالية الجذابة وطابعه الكوردي فهو مكمل للزي الكوردي وجزء مهم منه والذي هو بطبيعته هوية قومية مميزة للكورد.
7.الحذاء التقليدي ( الكلاش ) وهـو صناعة يدوية بحته ويصنع من خيوط حريرية وقطنية ناعمة، أغلب الظن أن هذه الصناعة تعود إلى زمن زرادشت الحكيم، توارثها الأبناء عن الآباء والأجداد طوال حقب التاريخ ويصنع في منطقة هورمان، وهو احدى الصناعات الشعبية اليدوية، ومواده الأساسية هي بعض خيوط شعر الماعز وجلود معينة من الأبقار والعجول، وأنواع من الغراء المأخوذ من الأشجار.
8.الزي الكوردي في منطقة كلار وبعض المناطق الاخرى(كه وا وسه لطه) من الملابس التقليدية العراقية. رداء طويل حتى الكعبين ، له كمان طويلان حتى الرسغين مع فتحة طولها نحو قدم واحد ، في نهاية كل كم من ناحية ساعد اليد . الزبون لباس شتائي ، يلبس فوق ثوب قصير حتى الركبة ، ليبطن حتى نصفه الأعلى بقماش من قماش الزبون نفسه ولكنه من اللون نفسه او مقارب له مفتوح من الأمام وبلا ياقة ، يلف حول البطن ( الجهه اليمنى أولاً ثم الجهة اليسرى ) ويثبت على البطن بوساطة الحزام).
يعتبر الزبون مغلقاً من الصدر حيث كان يزرر تحت الحنك ثم تطورت خياطته فأصبح الزبون مفتوح الصدر ، لذا استعملت معه الرخصة . تفصل الزبنات ( جمع زبون ) لدى خياط خاص من أقمشة خاصة بها تسمى طاقات ، وللزبون جيبان جانبيان ، واحد في الجهة اليمنى والآخر في الجهة اليسرى مع جيب مخفي ( بالعب الايسر ) كما له جاكات في كل جانب طوله من تحت الركبة بقليل حتى الأسفل تبطن نهايات الزبون بقماش خاص وبعرض لا يتجاوز العقتيين كما تبطن نهايات الأكمام ببطانة الحاشية نفسها ، غالباً ما كانت تقلب نهاية كم الزبون فتظهرالبطانة ولذلك فمعظم لابسي الزبون يعتنون بهذه الناحية فيطلبون من الخياط وضع بطانة فاخرة لاسيما الشباب .
ملابس المرأة الكوردية: هي ملابس زاهية مثل زهو البيئة الربيعية الجبلية لكوردستان.وأبرز ما يميز هذا الزي:
1.(الكوا) الرداء الملون اللامع الفضفاض الطويل، وهـو فستان طويل ذو كمين طويلين يرتبطان بذيلين مخروطيين يسميان (فقيانه) وهـذا الفستان شفاف تزينه خيوط حريرية ناعمة وزاهـية الألوان ومطرزة بأنواع الخرز والپلك والمنمنمات البراقة .
2.(السخمة) او اليلك ، المطرزة بأقراص فضية ملونة وهي سترة قصيرة لا يتراوح طولها خمسة وعشرين سم وبدون أكمام وتكون عادة من نوع خاص من الأقمشة السميكة ومغطاة بشكل كامل بخيوط براقة كي تضيف مزيدا من اللمعان الى الزي بأكمله، وفي الشتاء يستبدل بقفطان طويل مبطن وذو أكمام طويلة .
3.(أول كراس) السروال الطويل الذي تتناغم الوانهُ مع لون الرداء الفضفاض، يصل الى كاحل القدم مثبت حول الكاحل بمطاط.في السنوات القليلة الماضية اصبح ضيقا يلتصق بالجسد لإظهار القوام ،
4.الشائع هو أن تحتفظ المرأة مع زيها بغطاء مميز للرأس محلى بالحلي والمخشلات الذهبية، ومن محاسن غطاء الرأس ويتألف عادة من قطعتين واحدة تغطي الرأس، وتكون اما من قماش خاص يسمى ( هـه ورى ) او على شكل طربوش مزين بإكسسوارات ذهـبية او فضية ويربط بسلسلة ذهـبية او فضية ويلف حول الرقبة ، القطعة الثانية من غطاء الرأس تتألف من قطعة قماش مربعة الشكل توضع حول الرقبة وتتدلى الى الإمام وتربط بخيوط البريسم اللامع، او بدبوس من الذهـب او الفضة وهـذه القطعة تصل الى اسفل الخصر.
5.مكملات زي المرأة الكوردية هي الاكسسوارات الذهبية أو من الأحجار الكريمة والخرز التي تضفي لهيئتها رونقاً وبهاءً متميزين، منها الأحزمة والقلائد والأقراط وسلاسل المعصم والخواتم ولها اسماءهـا الخاصة مثل (الكمر والگردان والحجل والعاشق بند والبتوت والشباحية والدگمه دولاب ).