باكورة الصباح ...جسد وذاكرة
الجسد يحتفظ.
كلّ شيء.
اللمسة.
الجرح.
الهوى الذي لم يُقال.
تتجمّع في العضلات طيف الحكايات المنسية.
تتلوّن الأضلاع بالوهم القديم.
كل نبضة تخبئ سرًّا.
كل حركة تحمل صدى حضور غائب.
أغلق عينيّ،
أبحث في عمق جلدي عن ذاكرة لا تموت.
ولكن الذاكرة تلك، تشبه جسدًا ثقيلاً،
لا يتحرّك إلا بالكاد.
تجلس هناك، بانتظار أن أرتجف.
الجسد والذاكرة حقلان متشابكان،
لا يعرف أحد من يبدأ،
ولا من ينتهي.
في داخلي، هناك نقوش من ضياع.
أريد أن أمحوها،
لكنها راسخة، مثل عظام لا تُكسر.
أشعر بها تنفصل عنّي أحيانًا،
كأنني أراقب من بعيد جثماني ينسحب من حاضر متعب.
الذاكرة تأخذ الجسد،
والجسد يكتبها بصمت.