أداة تخصيص استايل المنتدى
إعادة التخصيصات التي تمت بهذا الستايل

- الاعلانات تختفي تماما عند تسجيلك
- عضــو و لديـك مشكلـة فـي الدخول ؟ يــرجى تسجيل عضويه جديده و مراسلـة المديــر
او كتابــة مــوضـــوع فــي قســم الشكـاوي او مـراسلــة صفحتنـا على الفيس بــوك

من مكفرات الذنوب الصــــدقـــة

إنضم
1 ديسمبر 2017
المشاركات
47,268
مستوى التفاعل
199
النقاط
63
الإقامة
الدنمارك
من مكفرات الذنوب الصــــدقـــة


في الصدقة إحسان ورحمة، وتفضل وشفقة؛ ولذا كانت من وسائل نيل محبة ربِّ العالمين، والحصول على رحمته والظفر برضوانه؛ لأنه – سبحانه – يحب المحسنين ويرحم الراحمين، وقد دلت نصوص القرآن والسنّة على ذلك، فمما دلَّ منها على أن التصدق والإنفاق في مرضاة الله من دواعي حبه – عزَّ وجلَّ – للعبد قوله تعالى: { وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ۛ وَأَحْسِنُوا ۛ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [البقرة: 195] قال السعدي رحمه الله تعالى: (وهذا يشمل جميع أنواع الإحسان بالمال)· كما أتت أحاديثٌ عديدة تبيّن أن الله يحب المتصدقين وذوي البر والإحسان وصانعي المعروف، منها قوله صلى الله عليه وسلم: (أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس)، ومنها: حديث أبي ذر رضي الله عنه مرفوعاً عند الحاكـم وغيره وقال على شـرطهما: (ثلاثة يحبهم الله وثلاثة يبغضهم الله، أما الذين يحبهم الله: فرجل أتى قوماً فسألهم بالله ولم يسألهم بقرابة بينهم وبينه، فتخلف رجل أعقابهم، فأعطاه سراً لا يعلم بعطيته إلا الله والذي أعطاه···)·
كما جاءت أحاديث تبيّن أن الله لا يرحم من عباده إلا الرحماء بخلقه، المشفقين على عباده – وهي صفة المتصدِّق – ومنها: قوله صلى الله عليه وسلم: (الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا أهل الأرض يرحمكم أهل السماء)، وقوله صلى الله عليه وسلم: (من لا يرحم الناس لا يرحمه الله عزَّ وجلَّ)·
ومن النصوص الدالة على أن الصدقة دافعة لغضب الله وسخطه، جالبة لرضوانه قوله صلى الله عليه وسلم: (صدقة السرِّ تطفئ غضب الربِّ)، وحديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي تضمَّن قصة الأبرص والأقرع والأعمى، وفيه: قول الملك للأعمى لما بذل المال محتسباً الثوابَ من الله وأمسكه صاحباه – الأقرع والأبرص – شُحّاً به وبخلاً: (أمسك مالك؛ فإنما ابتليتم، فقد رضي الله عنك، وسخط على صاحبيك)·
فيا طامعاً في محبة الله ورضوانه، ويا راجياً رحمته وإحسانه·· عليك بالصدقة؛ فإنها نعم الوسيلةُ لتحقيق غايتك والوصول إلى بغيتك·
حذَّر الله عباده من الشيطان، وأوضح عداوته لهم، وتَوَعُدَه إياهم بإغوائهم وتزيين الباطل لهم، وعمله – بما يستطيع – على إضلالهم وزجِّهم في دوامة الشهوات والشبهات؛ لكي يكونوا له طائعين، ولخطواته متبعين، وعن الخير متخاذلين، ورضوان ربهم متباعدين، فقال تعالى: {وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ } [البقرة: 168] وقال سبحانه حكاية عن إبليس: {قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ﴿١٦﴾ ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ ۖ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ﴿١٧﴾} [الأعراف: 16 - 17] وقال – عزَّ وجلَّ -: {لَعَنَهُ اللَّهُ ۘ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا ﴿١١٨﴾ وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ و} [النساء: 118 - 119] وقال تعالى: { قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٣٩﴾ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ﴿٤٠﴾} [الحجر: 39 - 40]·
وفي باب الصدقة؛ فإن الشياطين تتكالب على العبد، داعيةً له إلى البخل، حاثةً له على الشُّح، ناهية له عن الجود والبذل، كما قال – سبحانه -: {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ ۖ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } [البقرة: 268]· فإنْ هو تصدق فقد غلبهم وانتصر عليهم، يدل لذلك قوله صلى الله عليه وسلم كما عند أحمد وصححه الألباني: (ما يُخرِج رجلٌ شيئاً من الصدقة حتى يفكَ عنه لَحْيَيْ سبعين شيطاناً)، يقول المناوي – معللاً ذلك -: (لأن الصدقة على وجهها إنما يقصد بها ابتغاء مرضاة الله والشياطين بصدد منع الإنسـان من نيل هذه الدرجة العظيمة، فلا يزالون يدأبون في صدِّه عن ذلك، والنفس لهم على الإنسان ظهيـرة، لأن المال شقيق الروح فإذا بذله في سبيل الله فإن ما يكون يرغمهم جميعاً ولهذا كان ذلك أقوى دليل على اسـتقامته وصدق نيته ونصوحِ طويته)·
فهل بعد هذه الرتبة من رتبة، والفضل من فضل، فيا من يريد إرضاء ربه والانتصار على أعدائه، وجعل شياطينه تعيش حسرة وندامة، عليك بالصدقة والإنفاق في طاعة ربك ومرضاته·
الصدقة ونفع الخلق والإحسان إليهم من أسباب انشراح الصدر وسعة البال وتحصيل السعادة، ومَردُّ ذلك إلى شعور المتصدق بطاعة الله تعالى وامتثال أمره، والتحرر من عبودية المال وتقديسه، والقيام بمساعدة الآخرين، وإدخال السرور عليهم، والسير في طريق أهل الجود والإحسان، والتعرض لنفحات الربِّ ورحمته وإحسانه·
وعلى الضِّد من ذلك يكون حال البخيل، فإن هو همَّ يوماً بالصدقة ضاق صدره، وانقبضت يده، خوفاً من نقص المال الذي صيَرَّ جمعَه غايتَه، يقول ابن القيم رحمه الله تعالى: (فإن الكريم المحسن أشرح الناس صدراً، وأطيبهم نفساً وأنعمهم قلباً والبخيل الذي ليس فيه إحسـان أضيق الناس صدراً، وأنكدهم عيشـاً، وأعظمهم همّاً وغمّاً)، ويقول الشيخ ابن عثيميـين رحمه الله تعالى: (فالإنسان إذا بذل الشيء، ولا سيما المال يجد في نفسه انشراحاً، وهذا شيء مُجرب،··· لكن لا يستفيد منه إلا الذي يعطي بسخاء وطيبِ نفس، ويُخرِج المال من قلبه قبل أن يخرجه من يده، أما من أخرج المال من يده، لكنه في قرارة قلبه فلن ينتفع بهذا المال) لأنه قد يخرجه خجلاً من الناس أو مجاراة لهم بدون استحضار نية·
وقد ضرب النبي صلى الله عليه وسلم لانشراح صدر المتصدق وانفساح قلبه، وضيق صدر البخيل وانحصار قلبه مثلاً، فقال كما في الصحيحين: (مثل البخيل والمتصدق مثل رجلين عليهما جُبَّتان من حديد قد اضُطرت أيديهما إلى تراقيهما، فكلَّما همَّ المتصدق بصدقته اتسعت عليه حتى تعفَي أثره، وكلَّما همَّ البخيل بالصدقة انقبضت كلُّ حلقة إلى صاحبتها وتقلَّصت عليه وانضمت يداه إلى ترقوته، فيجتهد أن يوسعها فلا تتسع)، قال الخطَّابي – في شرحه -: (هذا مثل ضربه رسول الله صلى الله عليه وسلم للجواد المنفق والبخيل الممسك، وشبَّههما برجلين أراد كلُّ واحد منهما أن يلبس درعاً يستجنُّ بها على رأسه ليلبسها والدرع أول ما يُلبس إنما يقع على موضع الصدر والثديين إلى أن يسلك لابسُها يديه في كُمِّيها، ويرسل ذيلها على أسفل بدنه فيستمر سافلاً، فجعل صلى الله عليه وسلم مثلَ المنفقِ مثلُ من لبس درعاً سابغة فاسترسلت عليه حتى سترت جميع بدنه، وجعل البخيل كرجل كانت يداه مغلولتين إلى عنقه، ناتئتين دون صدره، فإذا أراد لبس الدرع حالت يداه بينهما وبين أن تمر سهلاً على البدن واجتمعت في عنقه فلزمت ترقوته، فكانت ثقلاً ووبالاً عليه من غير وقاية وتحصين لبدنه، وحقيقة المعنى: أن الجواد إذا هَّم بالنفقة اتسع لذلك صدره، وطاوعته يداه فامتدتا بالعطاء والبذل، وأن البخيل يضيق صدره، وتنقبض يده عن الإنفاق في المعروف والصدقة)·
والأمر – كما هو متضح – مرتبط بالممارسة، فيا من تريد شرح الصدر وسعة البال، والولوج من بوابة السعادة جَرِّب تَجِدْ·
أسأل الله أن يعيننا وإياكم على أنفسنا والشيطان، وأن يبارك لنا في الأموال والأعمال إنه سميع مجيب وإلى لقاء آخر، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته·

 

المِےـلكےـة

Well-Known Member
إنضم
5 سبتمبر 2018
المشاركات
525
مستوى التفاعل
12
النقاط
18
رد: من مكفرات الذنوب الصــــدقـــة

طرح مميز
يعطيك العافية
ودي
 

الذين يشاهدون الموضوع الآن 1 ( الاعضاء: 0, الزوار: 1 )