بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التعليقات في مواقع التواصل الاجتماعي تفنّن حقيقي في إيذاء الآخرين،
حتى إنها تجعلك تتساءل في غالب الأحيان أين الذوق العام
وماهي الأخلاق التي يحملها البشر!
بوست على فيس بوك يتحدث عن أمر فكاهي مثلاً،
يتحول فجأة إلى مطحنة
وعنصرية بين الناس بطريقة غريبة في التعليقات!
هذا يسب وآخر يشتم، وأخرى تقذف بلا سبب ولا حجة واضحة،
وإن عدت لترى محتوى البوست أصلاً ستجد أن كلاً يغنّي على ليلاه!
فالتعليقات عادة تنقسم برأيي إلى 3 أقسام رئيسية،
مستخدم غاضب يريد أن يفرغ غضبه على العالم،
فيسب ويشتم ويقذف، وتزداد هذه النسبة عند المشاهير،
ولا أعلم السبب،فالقذف وكمية الإهانات تتزايد عند المشاهير
بطريقة مقززة، وكأن المشهور مباح أن يخطئ الآخرون في حقه.
أما عن النوع الثاني فهو النوع "اللي فاهم الإعلان غلط"،
فيعلن عن سلعته وتجارته بطريقة غريبة في التعليقات،
متعدياً على حسابات غيره بدون إذن.
والقسم الأخير الذي يمحور الأشياء ويعيدها إلى الدين،
ويشعرك أن الناس كلهم مصيرهم الهلاك.
لماذا نرى قلة الذوق وعدم الاحترام والسب والشتم
في مواقع التواصل الاجتماعي بهذه الكثرة؟
أعقتد أن الأمر يعود على أن الإنسان يشعر بأن وجوده
في هذا العالم الافتراضي
يسمح له بأن يُظهر الجانب السيء من شخصيته،
ويبرزها للعالم لأن أحداً لا يستطيع محاسبته!
فهل القانون هو فعلاً ما يردع الإنسان عن الخطأ
وقلة الذوق في الحياة الواقعية؟
إذا لم يكن الإنسان نفسه محترِماً للآخرين
ويفعل ذلك فقط من أجل القانون،
فأعتقد أن معنى الإنسانية الحقيقي المتمثل في مكارم الأخلاق قد انتهى.
مايقلقني فعلاً أن مواقع التواصل الاجتماعي مفتوحة للجميع،
وفي متناول يد الجميع،
فإذا نشأ جيل يقرأ هذا السب والشتم ولا يجد من يواجهه
فإننا مقبلون على أجيال لا تحترم وجهات النظر،
ولا تحترم الآخرين، أو الأسوأ من ذلك أن ينشأ جيل متذبذب
له وجهان، وجه خلوق ومؤدب في الحياة الواقعية،
ووجه لا نعرفه ولا يمكننا التعرّف عليه أصلاً في الحياة الافتراضية.
أعتقد أننا نحتاج وقفة قوية للحد من هذا النوع من التعليقات،
لأنها فعلاً تلوثٌ بصريّ يجرح مكارم الأخلاق.
مارأيك عزيزي القارئ، هل توافقني الرأي؟
أنتظر ردك في التعليقات.
مع تحياتي