العـ عقيل ـراقي
أنا الليلُ

أغلقت الباب
وأغمضت جفنيك
كأنك ترشدنا لمثواك
وتمحو لك المحن..
كانت يداك باردتين
كاليالي الغربة
وشفاهُك تلونت
بلون البحرِ
وصوتُك بات
يأن..
قبل الاغماضة بقليل
رأيتُك تبحثُ
في زوايا الغرفة
عن صوت أمك
او أي شيءٍ
فيه عبق الوطن..
أسدلت عيونك
كأنك توصي
الغربة في الموت
اشد المحن
حسن..
ترجلت أخيراً
وحملت متاع غربتك
لما تركتني وحدي
وانت تعرفُ
كم اكره وحشة الليل
وكُنتُ لروحي
المؤتمن
كيف سأخبرها
انك حجزت
تذكرتك الاخيرة
لكنها لغير أرضٍ
وغير مدفن..
هاتفتك من يومين
وقلتَ لها سأصوم
معكم
أحب يا أمي
( شعثت التمر)
والشاي بعد الافطار
واصعدُ للسطحِ
لأسمع صوت
المؤذن..
اخذت ترزمُ حقائبك
ولم تعرف ستغدو
بلا حقائب
ولا جواز اوسفر
فقط انت وحدك
في تربةٍ صاقعة البردِ
كم كنت تحب ان
تدفئة قدميك
والان البرد يحوطك
والغربةُ بكل قوتها
لك تحتضن..
قبل ساعاتٍ
كنت تتأملُ
ان تعفر جبينك
هناك عند حبيبك
وتقف لتدعو لي
وتزورهُ نيابةً عني
لا تعرف إني سأزورهُ
على قبرك
نيابةً عنك وأسمكَ
أسمه وتبكيه
اعرف ستبكيه
وانت ملفوفاً
بالكفن..
آهٍ كم بكيناهُ معا
وزرناهُ سويةً
حسن..
لاتخف ياصاحبي..
بالامس زرتهُ
واليوم سيزورك
فأني بزيارتهِ اليك
متيقن..
18/03/2023
العـ عقيل ـراقي