أعہشہقہ أنہفہاسہكہ
Well-Known Member
نزول عيسى ابن مريم عليه السلام
من أمارات الساعة العظام وأشراطها الكبار نزول عيسى ابن مريم عليه السلام آخر الزمان من السماء ، وقد دلت نصوص الكتاب والسنة على أنه ينزل قبل قيام الساعة فيقتل الدجال ويكسر الصليب ويحكم بالقسط ويقضي بشريعة النبي صلى الله عليه وسلم ، ويحيي من شأنها ما تركه الناس ، ثم يمكث ما شاء الله أن يمكث ثم يموت ويصلى عليه ويدفن .
والكلام على عيسى عليه السلام يتضمن عدة مسائل :
المسألة الأولى : الأدلة على نزوله من الكتاب والسنة :
ورد في القرآن الكريم ثلاث آيات تدل على نزول عيسى عليه السلام :
الآية الأولى : قوله تعالى :
وإنه لعلم للساعة
سورة الزخرف ، الآية : 61 . . أي أن نزول عيس عليه السلام قبل القيامة علامة على قرب الساعة ، ويدل على هذا : القراءة الأخرى ( وإنه لعلم للساعة ) بفتح العين واللام ، أي خروجه علم من أعلام الساعة وشرط من شروطها وأمارة على قرب قيامها . وروى الإمام أحمد والحاكم عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في تفسير هذه الآية
وإنه لعلم للساعة
قال : هو خروج عيسى ابن مريم عليه السلام قبل يوم القيامة
.
وهذا المعنى مروي عن عدد من أئمة التفسير واختاره - الحافظ ابن كثير وغيره
انظر : تفسير ابن كثير ( 4 / 131 - 132 ) ، وأيضا : تفسير الطبري ( 25 / 90 ) . .
الآية الثانية : قوله تعالى :
فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما منا بعد وإما فداء حتى تضع الحرب أوزارها
سورة محمد ، الآية : 4 . .
- ص 112 - قال البغوي - رحمه الله - في تفسير هذه الآية : معنى الآية : " أثخنوا المشركين بالقتل والأسر حتى يدخل أهل الملل كلها في الإسلام ، ويكون الدين كله لله ، فلا يكون بعده جهاد ولا قتال ، وذلك عند نزول عيسى ابن مريم عليهما السلام "
تفسير البغوي ( 4 / 179 ) . .
والآية الثالثة : قوله تعالى :
وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا
سورة النساء ، الآية : 159 . .
قرر كثير من المفسرين أن الضميرين في ( به ) ، و ( موته ) لعيسى ابن مريم عليه السلام
انظر : تفسير الطبري ( 6 / 21 ) ، وتفسير البغوي ( 1 / 497 ) ، وتفسير ابن كثير ( 1 / 577 ) . .
وقد روى ابن جرير الطبري - رحمه الله - عن أبي مالك - رحمه الله - في قوله تعالى :
وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته
قال : " ذلك عند نزول عيسى ابن مريم عليه السلام ، لا يبقى أحد من أهل الكتاب إلا ليؤمن به "
تفسير ابن جرير الطبري . ( 6 / 18 ) . .
يقول الحافظ ابن كثير - رحمه الله - : " ولا شك أن هذا هو الصحيح ؛ لأنه المقصود من سياق الآي في تقرير بطلان ما ادعته اليهود من قتل عيسى وصلبه ، وتسليم من سلم لهم من النصارى الجهلة ذلك ، فأخبر الله أنه لم يكن الأمر كذلك ، وإنما شبه لهم ، فقتلوا الشبه وهم لا يتبينون ذلك ، فأخبر الله أنه رفعه إليه ، وأنه باق حي ، وأنه سينزل قبل يوم القيامة ، كما دلت عليه الأحاديث المتواترة التي سنوردها إن شاء الله قريبا ، فيقتل مسيح الضلالة ، ويكسر الصليب ويقتل الخنزير ، ويضع الجزية ، يعني : لا يقبلها من أحد من أهل الأديان ، بل لا يقبل إلا الإسلام أو السيف ، فأخبرت هذه الآية الكريمة أنه - ص 113 - يؤمن به جميع أهل الكتاب حينئذ ولا يتخلف عن التصديق به واحد منهم "
تفسير ابن كثير : ( 1 / 514 ) . .
وأما الأدلة من السنة المطهرة على نزوله فهي كثيرة جدا منها : حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
البخاري أحاديث الأنبياء (3264) ، مسلم الإيمان (155) ، الترمذي الفتن (2233) ، أبو داود الملاحم (4324) ، ابن ماجه الفتن (4078) ، أحمد (2/483). والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما عدلا ، فيكسر الصليب ، ويقتل الخنزير ، ويضع الجزية ، لا يقبلها من كافر ، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد ، حتى تكون السجدة الواحدة خير من الدنيا وما فيها
أخرجه البخاري في صحيحه : كتاب الأنبياء ( 4 / 143 ) ، ومسلم في صحيحه : كتاب الإيمان ( 1 / 135 ) . .
ثم يقول أبو هريرة رضي الله عنه : اقرأوا إن شئتم :
وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا
سورة النساء ، الآية : 159 . .
ومنها حديث جابر رضي الله عنه : قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم :
مسلم الإيمان (156) ، أحمد (3/384). " لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة " ، قال : " فينزل عيسى ابن مريم عليه السلام فيقول أميرهم : تعال صل لنا ، فيقول : لا ، إن بعضكم على بعض أمراء ، تكرمة الله لهذه الأمة
أخرجه مسلم : كتاب الإيمان ، ( 1 / 137 ) . .
ومنها حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
البخاري أحاديث الأنبياء (3258) ، مسلم الفضائل (2365) ، أبو داود السنة (4675) ، أحمد (2/406). الأنبياء إخوة لعلات
أمهاتهم شتى ودينهم واحد ، وإني أولى الناس بعيسى ابن مريم ؛ لأنه لم يكن بيني وبينه نبي ، وإنه نازل ، فإذا رأيتموه فاعرفوه : رجل مربوع إلى الحمرة والبياض ، عليه ثوبان ممصران
الممصران : تثنية ممصر ، والممصر من الثياب الذي فجه صفرة خفيفة . النهاية لابن الأثير ( 4 / 336 ) . كأن رأسه يقطر ، وإن لم يصبه بلل ، فيدق الصليب ، ويقتل الخنزير ، ويضع الجزية ، ويدعو الناس إلى الإسلام ، ويهلك الله - ص 114 - في زمانه الملل كلها إلا الإسلام ، ويهلك الله في زمانه المسيح الدجال ، ثم تقع الأمنة على الأرض ، حتى ترتع الأسود مع الإبل ، والنمار مع البقر ، والذئاب مع الغنم ، ويلعب الصبيان بالحيات لا تضرهم ، فيمكث أربعين سنة ، ثم يتوفى ، ويصلي عليه المسلمون
إلى غير ذلك من الأحاديث الكثيرة .
قال الحافظ ابن كثير - رحمه الله - معلقا على أحاديث نزول عيسى عليه السلام : " فهذه أحاديث متواترة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من رواية أبي هريرة وابن مسعود ، وعثمان بن أبي العاص ، والنواس بن سمعان ، وعبد الله بن عمرو بن العاص ، ومجمع بن جارية ، وأبي سريحة حذيفة بن أسيد رضي الله عنهم ، وفيها دلالة على صفة نزوله ومكانه ، وأنه بالشام ، بل بدمشق عند المنارة الشرقية ، وأن ذلك يكون عند الإقامة لصلاة الصبح . . . فيقتل الخنزير ويكسر الصليب ويضع الجزية فلا يقبل إلا الإسلام كما تقدم في الصحيحين ، وهذا إخبار من النبي صلى الله عليه وسلم بذلك ، وتقرير وتشريع وتسويغ له على ذلك في ذلك الزمان ، حيث تنزاح عللهم ، وترتفع شبههم من أنفسهم ، ولهذا كلهم يدخلون في دين الإسلام متابعة لعيسى عليه السلام وعلى يديه ، ولهذا قال تعالى :
وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا
سورة النساء ، الآية : 159 . . وهذه الآية كقوله تعالى :
وإنه لعلم للساعة
سورة الزخرف ، الآية : 61 . وقرئ " لعلم بالتحريك ، أي أمارة ودليل على اقتراب الساعة ، وذلك لأنه ينزل بعد خروج المسيح الدجال فيقتله الله على يديه ويبعث الله في أيامه يأجوج ومأجوج فيهلكهم الله ببركة دعائه "
تفسير ابن كثير ( 1 / 519 ، 520 ) . .
- ص 115 - وقد أجمعت الأمة على نزول عيسى عليه السلام علما من أعلام الساعة ، ولم يخالف في ذلك إلا من شذ ممن لا يلتفت إليه ولا يعتد بخلافه
انظر : الشريعة للآجري ص ( 381 ) . والشرح والإبانة ( 241 ) ، وشرح العقيدة الطحاوية : ( 505 ) . .
قال السفاريني - رحمه الله - : " أجمعت الأمة على نزوله ، ولم يخالف فيه أحد من أهل الشريعة ، وإنما أنكر ذلك الفلاسفة والملاحدة ، ممن لا يعتد بخلافه ، وقد انعقد إجماع الأمة على أنه ينزل ويحكم بهذه الشريعة المحمدية ، وليس ينزل بشريعة مستقلة عند نزوله من السماء ، وإن كانت قائمة به وهو متصف بها "
لوامع الأنوار البهية : ( 1 / 94 - 95 ) . .
.
من أمارات الساعة العظام وأشراطها الكبار نزول عيسى ابن مريم عليه السلام آخر الزمان من السماء ، وقد دلت نصوص الكتاب والسنة على أنه ينزل قبل قيام الساعة فيقتل الدجال ويكسر الصليب ويحكم بالقسط ويقضي بشريعة النبي صلى الله عليه وسلم ، ويحيي من شأنها ما تركه الناس ، ثم يمكث ما شاء الله أن يمكث ثم يموت ويصلى عليه ويدفن .
والكلام على عيسى عليه السلام يتضمن عدة مسائل :
المسألة الأولى : الأدلة على نزوله من الكتاب والسنة :
ورد في القرآن الكريم ثلاث آيات تدل على نزول عيسى عليه السلام :
الآية الأولى : قوله تعالى :


وهذا المعنى مروي عن عدد من أئمة التفسير واختاره - الحافظ ابن كثير وغيره

الآية الثانية : قوله تعالى :

- ص 112 - قال البغوي - رحمه الله - في تفسير هذه الآية : معنى الآية : " أثخنوا المشركين بالقتل والأسر حتى يدخل أهل الملل كلها في الإسلام ، ويكون الدين كله لله ، فلا يكون بعده جهاد ولا قتال ، وذلك عند نزول عيسى ابن مريم عليهما السلام "

والآية الثالثة : قوله تعالى :

قرر كثير من المفسرين أن الضميرين في ( به ) ، و ( موته ) لعيسى ابن مريم عليه السلام

وقد روى ابن جرير الطبري - رحمه الله - عن أبي مالك - رحمه الله - في قوله تعالى :

يقول الحافظ ابن كثير - رحمه الله - : " ولا شك أن هذا هو الصحيح ؛ لأنه المقصود من سياق الآي في تقرير بطلان ما ادعته اليهود من قتل عيسى وصلبه ، وتسليم من سلم لهم من النصارى الجهلة ذلك ، فأخبر الله أنه لم يكن الأمر كذلك ، وإنما شبه لهم ، فقتلوا الشبه وهم لا يتبينون ذلك ، فأخبر الله أنه رفعه إليه ، وأنه باق حي ، وأنه سينزل قبل يوم القيامة ، كما دلت عليه الأحاديث المتواترة التي سنوردها إن شاء الله قريبا ، فيقتل مسيح الضلالة ، ويكسر الصليب ويقتل الخنزير ، ويضع الجزية ، يعني : لا يقبلها من أحد من أهل الأديان ، بل لا يقبل إلا الإسلام أو السيف ، فأخبرت هذه الآية الكريمة أنه - ص 113 - يؤمن به جميع أهل الكتاب حينئذ ولا يتخلف عن التصديق به واحد منهم "

وأما الأدلة من السنة المطهرة على نزوله فهي كثيرة جدا منها : حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

ثم يقول أبو هريرة رضي الله عنه : اقرأوا إن شئتم :

ومنها حديث جابر رضي الله عنه : قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم :

ومنها حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :



قال الحافظ ابن كثير - رحمه الله - معلقا على أحاديث نزول عيسى عليه السلام : " فهذه أحاديث متواترة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من رواية أبي هريرة وابن مسعود ، وعثمان بن أبي العاص ، والنواس بن سمعان ، وعبد الله بن عمرو بن العاص ، ومجمع بن جارية ، وأبي سريحة حذيفة بن أسيد رضي الله عنهم ، وفيها دلالة على صفة نزوله ومكانه ، وأنه بالشام ، بل بدمشق عند المنارة الشرقية ، وأن ذلك يكون عند الإقامة لصلاة الصبح . . . فيقتل الخنزير ويكسر الصليب ويضع الجزية فلا يقبل إلا الإسلام كما تقدم في الصحيحين ، وهذا إخبار من النبي صلى الله عليه وسلم بذلك ، وتقرير وتشريع وتسويغ له على ذلك في ذلك الزمان ، حيث تنزاح عللهم ، وترتفع شبههم من أنفسهم ، ولهذا كلهم يدخلون في دين الإسلام متابعة لعيسى عليه السلام وعلى يديه ، ولهذا قال تعالى :



- ص 115 - وقد أجمعت الأمة على نزول عيسى عليه السلام علما من أعلام الساعة ، ولم يخالف في ذلك إلا من شذ ممن لا يلتفت إليه ولا يعتد بخلافه

قال السفاريني - رحمه الله - : " أجمعت الأمة على نزوله ، ولم يخالف فيه أحد من أهل الشريعة ، وإنما أنكر ذلك الفلاسفة والملاحدة ، ممن لا يعتد بخلافه ، وقد انعقد إجماع الأمة على أنه ينزل ويحكم بهذه الشريعة المحمدية ، وليس ينزل بشريعة مستقلة عند نزوله من السماء ، وإن كانت قائمة به وهو متصف بها "

.