- إنضم
- 31 يناير 2017
- المشاركات
- 2,557,385
- مستوى التفاعل
- 193,908
- النقاط
- 2,600
هل تشكل العقوبات الرياضية على روسيا سلاحاً ناجعاً؟

جاءت استضافة روسيا لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية 2014 وكأس العالم 2018، ورعاية شركة "غازبروم" للاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا"، بمثابة الأدوات الصلبة لتحسين صورتها عالمياً، حيث أكسبت الرئيس فلاديمير بوتين مكانة بين الشعب الروسي.0 seconds of 0 secondsVolume 0%
وأدّى قرار بوتين بغزو أوكرانيا إلى تدمير وهجه العالمي، فيما يعتقد خبراء أن ذلك قد يكلّفه غالياً على الصعيد الداخلي، إذ جُرّدت سان بطرسبورغ من استضافة نهائي دوري أبطال أوروبا لمصلحة باريس، وتحوم شكوك حول مصير رعاية "غازبروم" ليويفا، المقدَّرة بأربعين مليون يورو سنوياً.
ذلك بخلاف إلغاء جائزة روسيا الكبرى للفورمولا واحد، وفرض اللجنة الأولمبية الدولية حظراً على رفع العلم الروسي وعزف النشيد الوطني، علاوة على الدعوات الجدية لاستبعاد روسيا من تصفيات مونديال 2022، حيث تخوض الملحق الأخير المؤهل الشهر المقبل.
حسب ما يقول مدير التسويق السابق في اللجنة الأولمبية الدولية مايكل باين: "لطالما كان للرياضة تأثير هائل على المجتمع"، وتابع: "المقاطعة الرياضية في جنوب إفريقيا لنظام الفصل العنصري ربما كان لها تأثير مماثل أو أكبر من العقوبات الاقتصادية على فرض تغيير في سياسة النظام".
وقال هيو روبرتسون رئيس اللجنة الأولمبية البريطانية، أن الحظر الرياضي الشامل قد يؤثّر على مكانة بوتين محلياً، مشيراً إلى أن الرياضة مهمة بشكل غير متناسب للأنظمة الاستبدادية، وأضاف: "عدم القدرة على المنافسة سيضرّ روسيا بشدة".
ويرى باين الذي ينسب ‘ليه الفضل في الأولمبية الدولية على مدى عقدين من الزمن في تحويل علامتها التجارية وشؤونها المالية من خلال الرعاية، أن بوتين يخاطر بمكانته بين أبناء شعبه، حيث قال الإيرلندي: "قد لا يهتم بوتين برأي بقية العالم بشخصه، لكن عليه الاهتمام بما يعتقده الشعب الروسي".
وأردف قائلا: "أخسر دعمه (الشعب) فينتهي أمرك، تصرفات المجتمع الرياضي قد تلعب دوراً مؤثراً جدياً تجاه الشعب الروسي".
ولم يخجل نجوم الرياضة الروس من التعبير عن قلقهم من غزو بوتين لأوكرانيا، إذ صدرت أصوات مندّدة من أندي روبليف المتوج الأحد بدورة دبي في كرة المضرب، ولاعب كرة القدم الدولي فيدور سمولوف، ونجم هوكي الجليد المحترف في الولايات المتحدة أليكس أوفيتشكين والدراج بافل سيفاكوف.
وعلق باين قائلاً: "لا يمكن لآراء الرياضيين الروس أمام قاعدة جماهيرهم، سوى أن تعزز شكوك المواطنين تجاه قرارات قيادتهم وتقوّض الدعم المحلي لشن الحرب".
ويقلل تيرينس بيرنز المدير التنفيذي السابق في الأولمبية الدولية الذي لعب أدوراً رئيسة في ملفات خمس مدن نجحت باستضافة الأولمبياد، من أهمية هذا التأثير، حيث قال: "أنتم تفترضون ان الشعب الروسي يرى، يقرأ ويسمع الأخبار الحقيقية".
وتابع: "لا أصدّق هذا الأمر، ستصوّر الحكومة روسيا كأنها ضحية مؤامرة عالمية كبرى تقودها الولايات المتحدة والغرب، عبارة مجازية استُخدمت بنجاعة منذ أيام الاتحاد السوفياتي".
ويعتقد بيرنز أن الرياضيين لسوء الحظ يجب أن يُعاقبوا على سوء تصرّف حكوماتهم، حيث قال: "أعتقد أن روسيا يجب أن تدفع ثمن ما اقترفته، لسوء الحظ يتضمن ذلك الرياضيين أيضاً".
وأضاف: "أناس كثيرون مثلي أنا، يعتقدون أن مساعدتهم على استضافة الأولمبياد وكأس العالم قد تساعد على انفتاح وتحرير المجتمع، تخلق مسارات جديدة لتقدّم شعب روسيا، نحن مخطئون مرّة جديدة".
ويعتقد روبرتسون أن السماح للروس بالتنافس في وقت يعجز الأوكرانيون عن ذلك أمر لا يمكن تصوّره من الناحية الأخلاقية.
وأضاف باين أن الرياضات الفردية ينبغي أن تنظر إلى مشهد أخلاقي أكبر من خسائرها المحتملة نتيجة إنهاء عقود رعاية روسية، حيث قال: "يواجه عالم الرياضة خطر خسارة المزيد بحال عدم الاستجابة، مقارنة مع خسارة راعٍ روسي أو إثنين".
ويوافقه الرأي روبرتسون المشرّع السابق الذي شغل منصب وزير الرياضة والأولمبياد مساهماً بنجاح أولمبياد لندن 2012، حيث قال: "ربما يتعيّن على عالم الرياضة أن يفطم نفسه عن المال الروسي"، وتابع "في الأيام القليلة الماضية، بدا واضحاً أن العقوبات السياسية، الاقتصادية والتجارية ستؤذي الغرب كما روسيا، لكنه ثمن يجب أن نتحمله لتحقيق مصلحة أكبر".
وأتم: "لا يمكن للرياضة الوقوف مكتوفة الأيدي رداً على الغزو الروسي لأوكرانيا، الذي سيؤثر على الرياضة لكن عواقب التقاعس أو المراوغة ستكون أكثر خطورة".