ابن الانبار
::اصدقاء المنتدى و اعلى المشاركين ::
واقعة عاكف بك في مدينة الحلة ، قراءة جديدة . الاستاذ الدكتور كريم مطر حمزه الزبيدي مقدمة عندما يصل الانسان الى حالة من اليأس يستنجد بأي انسان اخر ينقذه مما هو فيه ، دون أي اهتمام بسلوكه ، وهكذا معظم الشعب العراقي يتصور القادم الجديد افضل مما هو فيه ، ولكنه يصطدم بواقع مرير للقادم الجديد ويترحم على سابقه . في هذه الصفحات اعالج حالة لجزء من المجتمع العراقي ، المجتمع الحلي ، وقف ضد العثمانيين في عامي 1915-1916 بعد ان ذاق جورهم لسنوات طويلة متأملا الحصول على الحرية ، ومستغلا الوجود البريطاني في العراق لتحقيق طموحه ، فهل كانت توجهاته صحيحة ام الطريق الذي سلكه ضرورة لا يوجد بديلا عنها ؟. يعالج الباحث واقعة عاكف برؤية جديدة يقحم بها الاحتلال البريطاني كونه احد الاسباب المحركة للواقعة ، ويبدو ان الامل الذي بني على البريطانيين كان من اسباب تعجيل ثورة الحليين على العثمانيين عام 1915 ، كما هي من اسباب نكبتهم على يد قوات عاكف بك عام 1916 . واقعة عاكف بك عام 1916: منذ اندلاع الحرب العالمية الاولى ، توغلت القوات البريطانية في عمق الأراضي العراقية منطلقة من اقصى الجنوب (1). وكان الانهيار السريع للقوات العثمانية اثر كبير في ارتفاع معنوياً القادة العسكريين البريطانيين للتقدم شمالاً بقيادة الجنرال طاوزند واشتبك الطرفان البريطاني والعثماني في معركة حامية بالقرب من الكوت في 27 أيلول 1915(2). استعد العثمانيون بقيادة –نور الدين- لملاقاة البريطانيين قرب المدائن ، تمكن العثمانيون توجيه ضربة قوية لخصمهم اضطر خلالها إلى الانسحاب نحو الكوت بعد أن كبدوهم خسائر فادحة في الأرواح والمعدات بلغت في 22 تشرين الثاني 1915 حوالي (4511) قتيل(3). انسحبت القوات البريطانية يوم 25 تشرين الثاني مستغلةً ظلام الليل(4) . لقد عدَّ العثمانيون انسحاب البريطانيين نحو الجنوب نصراً عظيماً لهم لتمكنهم من محاصرة العدو داخل مدينة –الكوت- في 7 كانون الأول والذي استمر زهاء خمسة اشهر اضطر البريطانيون إلى الاستسلام في 29 نيسان 1916(5). أن نشوة النصر الذي رفع معنويات الجيش العثماني عقب الانتصار في معركة الكوت دفع العثمانيين التفكير بالانتقام من خصومهم في المدن العراقية المجاورة وهذا يعني الانتقام من أهل الحلة جزاءً بما فعلوه بالجيش العثماني في عام 1915 .