حسين شكران الاكوش
Well-Known Member
وظيفتنا في زمن الغيبة: بين الانتظار الواعي والتمهيد الرسالي
بقلم؛ الاستاذ حسين شكران الاكوش العقيلي
في زمنٍ غابت فيه شمس الإمامة خلف سُحب الغيبة، لا ينطفئ النور في القلوب، ولا تجفّ الأنهار في ضمير الأمة. بل تبدأ المسؤولية الكبرى: هل يمكن للإيمان أن يحيا بلا حضور مادي؟ وهل يُثمر الولاء بلا لقاء؟ وهل نستطيع أن نُمهد لعدالة الإمام ونحن في غيابه؟
ليست غيبته غيابًا عن الحياة، بل دعوة لحضورٍ أعمق، وأكثر عطاءً واستعدادًا. نحن رُسل الانتظار، وروّاد الإصلاح، وممهّدو الطريق.
أولًا: الوظيفة الإيمانية – الانتظار كعبادة ووعي
الانتظار في قاموس أهل البيت (ع) عبادة لا تقل عن الصلاة والصيام، لأنه حركة روحية نحو الإصلاح:
- معرفة الإمام معرفة وجودية تتجاوز المعلومات نحو الارتباط الروحي والمبدئي به.
- الثبات رغم الغياب، كما جاء في الحديث الشريف: "لا يثبت على القول بإمامته إلا من امتحن الله قلبه للإيمان."
- الدعاء له والتوسل به تجديد دائم للعهد وللولاء.
- البراءة من أعدائه لا تكتمل الولاية إلا بها، لأنها تُعبّر عن الالتزام بمشروعه، لا بشخصه فقط.
ثانيًا: الوظيفة العلمية والفكرية – مواجهة التضليل والتأسيس للوعي
في زمن الغيبة، تنتشر الشبهات، وتكثر الادعاءات، ويُساء فهم الدين، وهنا تظهر ضرورة الوعي:
- نشر الفكر المهدوي بأساليب معاصرة تعيد ربط الناس بمشروع الإمام العالمي.
- تفنيد المدعين والمشاهدات الموهومة كما ورد في توقيع الإمام للشيخ السمري: "من ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كاذب مفتر."
- التحذير من التوقيتات والانحرافات الفكرية التي تُغيب الوعي وتحول الانتظار إلى خرافة.
- إحياء المعرفة المهدوية في الخطاب الثقافي والعلمي من خلال التأليف، والنقاش، والمناهج التربوية.
ثالثًا: الوظيفة التربوية – إعداد جيل النصرة
التمهيد الحقيقي يبدأ ببناء الإنسان، وتربية الجيل الذي يحمل راية الإمام ويفهم مشروعه:
- غرس قيم العدل والصبر والتضحية في الناشئة، لترسيخ الهوية المهدوية.
- إدماج المفاهيم المهدوية في التربية الأسرية والمناهج الدراسية، ليُصبح الإمام حاضرًا في العقل والسلوك.
- تحفيز الشباب على دراسة الغيبة بعمق فكري وواقعي ليعيشوا الانتظار كبناء لا كحلم.
رابعًا: الوظيفة العملية – التمهيد بالمبادرات الواقعية
لا يكفي الحنين، بل يجب أن يتحول إلى مشاريع تُعبّر عن حضور الإمام في حياتنا:
- إطلاق مبادرات إصلاحية باسم الإمام المهدي (عج) في دعم المظلومين، ومحاربة الفساد.
- تأسيس مؤسسات ثقافية وتربوية تحمل مشروعه لا اسمه فقط.
- العمل على وحدة الأمة ومحاربة التفرقة لأنها إحدى غايات ظهوره المبارك.
خامسًا: الوظيفة الشعائرية – الإحياء الواعي لأمره
الشعائر وسيلة للتربية والارتباط، لا مجرد مظاهر:
- إحياء ليلة النصف من شعبان وزيارة آل ياسين بمضمون رسالي.
- إدماج القيم المهدوية في إحياء المناسبات ليكون كل احتفال خطوة نحو الإصلاح.
- الدعاء له في كل مناسبة روحية أو اجتماعية ليبقى حيًا في الضمير، لا غائبًا في الظاهر.
سادسًا: الوظيفة الشعورية – الحزن لفراقه والاشتياق إليه
الغيبة تُورث ألمًا لا يُداويه إلا الوعي واليقين:
- الأنين لفراقه عبادة كما ورد: "نَفَسُ المهموم لنا تسبيح، وهمّه لأمرنا عبادة."
- إحياء مشاعر الاشتياق في المجتمع عبر الأدب، الشعر، والفن الملتزم.
- الربط بين غيبته وغربة الحسين (ع) لتكون الشعائر بوابة للفهم والوعي.
سابعًا: الوظيفة القلبية – التصدّق عنه بنية السلامة والظهور
من مظاهر المحبة الصادقة أن يتصدّق المؤمن عن إمامه:
- التصدّق ولو بدرهم يوميًا إعلان حبّ صامت عميق.
- ربط الصدقة بالدعاء لتعزيز الرابطة الروحية.
- تشجيع الناس على تخصيص صدقة دورية عنه كجزء من الثقافة الشعبية التمهيدية.
ثامنًا: الوظيفة التعبدية – خدمة الإمام كقُربة
الخدمة لا تكون فقط باللقاء، بل بكل عمل يُرضيه ويُمهّد له:
- الدعوة إليه ونشر فضائله هي من أرقى أنواع الخدمة.
- الابتعاد عن الذنوب التي تُحزنه لأنه إمامٌ حاضرٌ بروحه في كل لحظة.
- الالتزام بمكارم الأخلاق كأننا نخدمه بسلوكنا، لا بلساننا فقط.
تاسعًا: الوظيفة الدفاعية – الذبّ عن دينه ونصرة أوليائه
نصرة الإمام تعني نصرة من يُمهّد له ويُطبّق مشروعه:
- الوقوف بوجه الظلم والانحراف والتشويه بسلاح الكلمة، والعقل، والوعي.
- نصرة المؤمنين المستضعفين لأنهم جنوده في الغيبة.
- حماية الفكرة المهدوية من التحريف بالحجّة والبيان.
ختاما ان الغيبة دعوةٌ للحضور
حيث إن الإمام (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) حاضرٌ في الضمير، في القيم، في كل حركة إصلاحية. والغيبة ليست غيابًا عن الواقع، بل اختبارٌ لقدرتنا على الحضور في غيابه.
وظيفتنا أن نُمهّد، لا أن نُنتظر فقط، أن نكون صورةً ناطقةً عن مشروعه، أن نحيا مهدويًّا، ولو لم نَرَ المهديّ.
بقلم؛ الاستاذ حسين شكران الاكوش العقيلي
في زمنٍ غابت فيه شمس الإمامة خلف سُحب الغيبة، لا ينطفئ النور في القلوب، ولا تجفّ الأنهار في ضمير الأمة. بل تبدأ المسؤولية الكبرى: هل يمكن للإيمان أن يحيا بلا حضور مادي؟ وهل يُثمر الولاء بلا لقاء؟ وهل نستطيع أن نُمهد لعدالة الإمام ونحن في غيابه؟
ليست غيبته غيابًا عن الحياة، بل دعوة لحضورٍ أعمق، وأكثر عطاءً واستعدادًا. نحن رُسل الانتظار، وروّاد الإصلاح، وممهّدو الطريق.
أولًا: الوظيفة الإيمانية – الانتظار كعبادة ووعي
الانتظار في قاموس أهل البيت (ع) عبادة لا تقل عن الصلاة والصيام، لأنه حركة روحية نحو الإصلاح:
- معرفة الإمام معرفة وجودية تتجاوز المعلومات نحو الارتباط الروحي والمبدئي به.
- الثبات رغم الغياب، كما جاء في الحديث الشريف: "لا يثبت على القول بإمامته إلا من امتحن الله قلبه للإيمان."
- الدعاء له والتوسل به تجديد دائم للعهد وللولاء.
- البراءة من أعدائه لا تكتمل الولاية إلا بها، لأنها تُعبّر عن الالتزام بمشروعه، لا بشخصه فقط.
ثانيًا: الوظيفة العلمية والفكرية – مواجهة التضليل والتأسيس للوعي
في زمن الغيبة، تنتشر الشبهات، وتكثر الادعاءات، ويُساء فهم الدين، وهنا تظهر ضرورة الوعي:
- نشر الفكر المهدوي بأساليب معاصرة تعيد ربط الناس بمشروع الإمام العالمي.
- تفنيد المدعين والمشاهدات الموهومة كما ورد في توقيع الإمام للشيخ السمري: "من ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كاذب مفتر."
- التحذير من التوقيتات والانحرافات الفكرية التي تُغيب الوعي وتحول الانتظار إلى خرافة.
- إحياء المعرفة المهدوية في الخطاب الثقافي والعلمي من خلال التأليف، والنقاش، والمناهج التربوية.
ثالثًا: الوظيفة التربوية – إعداد جيل النصرة
التمهيد الحقيقي يبدأ ببناء الإنسان، وتربية الجيل الذي يحمل راية الإمام ويفهم مشروعه:
- غرس قيم العدل والصبر والتضحية في الناشئة، لترسيخ الهوية المهدوية.
- إدماج المفاهيم المهدوية في التربية الأسرية والمناهج الدراسية، ليُصبح الإمام حاضرًا في العقل والسلوك.
- تحفيز الشباب على دراسة الغيبة بعمق فكري وواقعي ليعيشوا الانتظار كبناء لا كحلم.
رابعًا: الوظيفة العملية – التمهيد بالمبادرات الواقعية
لا يكفي الحنين، بل يجب أن يتحول إلى مشاريع تُعبّر عن حضور الإمام في حياتنا:
- إطلاق مبادرات إصلاحية باسم الإمام المهدي (عج) في دعم المظلومين، ومحاربة الفساد.
- تأسيس مؤسسات ثقافية وتربوية تحمل مشروعه لا اسمه فقط.
- العمل على وحدة الأمة ومحاربة التفرقة لأنها إحدى غايات ظهوره المبارك.
خامسًا: الوظيفة الشعائرية – الإحياء الواعي لأمره
الشعائر وسيلة للتربية والارتباط، لا مجرد مظاهر:
- إحياء ليلة النصف من شعبان وزيارة آل ياسين بمضمون رسالي.
- إدماج القيم المهدوية في إحياء المناسبات ليكون كل احتفال خطوة نحو الإصلاح.
- الدعاء له في كل مناسبة روحية أو اجتماعية ليبقى حيًا في الضمير، لا غائبًا في الظاهر.
سادسًا: الوظيفة الشعورية – الحزن لفراقه والاشتياق إليه
الغيبة تُورث ألمًا لا يُداويه إلا الوعي واليقين:
- الأنين لفراقه عبادة كما ورد: "نَفَسُ المهموم لنا تسبيح، وهمّه لأمرنا عبادة."
- إحياء مشاعر الاشتياق في المجتمع عبر الأدب، الشعر، والفن الملتزم.
- الربط بين غيبته وغربة الحسين (ع) لتكون الشعائر بوابة للفهم والوعي.
سابعًا: الوظيفة القلبية – التصدّق عنه بنية السلامة والظهور
من مظاهر المحبة الصادقة أن يتصدّق المؤمن عن إمامه:
- التصدّق ولو بدرهم يوميًا إعلان حبّ صامت عميق.
- ربط الصدقة بالدعاء لتعزيز الرابطة الروحية.
- تشجيع الناس على تخصيص صدقة دورية عنه كجزء من الثقافة الشعبية التمهيدية.
ثامنًا: الوظيفة التعبدية – خدمة الإمام كقُربة
الخدمة لا تكون فقط باللقاء، بل بكل عمل يُرضيه ويُمهّد له:
- الدعوة إليه ونشر فضائله هي من أرقى أنواع الخدمة.
- الابتعاد عن الذنوب التي تُحزنه لأنه إمامٌ حاضرٌ بروحه في كل لحظة.
- الالتزام بمكارم الأخلاق كأننا نخدمه بسلوكنا، لا بلساننا فقط.
تاسعًا: الوظيفة الدفاعية – الذبّ عن دينه ونصرة أوليائه
نصرة الإمام تعني نصرة من يُمهّد له ويُطبّق مشروعه:
- الوقوف بوجه الظلم والانحراف والتشويه بسلاح الكلمة، والعقل، والوعي.
- نصرة المؤمنين المستضعفين لأنهم جنوده في الغيبة.
- حماية الفكرة المهدوية من التحريف بالحجّة والبيان.
ختاما ان الغيبة دعوةٌ للحضور
حيث إن الإمام (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) حاضرٌ في الضمير، في القيم، في كل حركة إصلاحية. والغيبة ليست غيابًا عن الواقع، بل اختبارٌ لقدرتنا على الحضور في غيابه.
وظيفتنا أن نُمهّد، لا أن نُنتظر فقط، أن نكون صورةً ناطقةً عن مشروعه، أن نحيا مهدويًّا، ولو لم نَرَ المهديّ.