_*الــــكاتب والمفكر السياسي*__*أبو ســـــــــكينة النــــــــــعمي*_
نريد معلما" ينطلق من حيث انطلق رسول الله(صلوات الله عليه واله) في تعليمه وتوجيهه وتربيته، فرسول الله هو الاسوة والقدوة ((لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ...))
نريد معلما" يحمل النموذج القراني ويستشعر المسؤولية الملقاة على عاتقه.
نريد معلما" صبورا" على جهل من يعلمهم ، يأخذ بأيديهم درجة"درجة، لا يهينهم، ولا يعيرهم ، ولا يستخف أو يهزأ بأي سؤال يصدر عنهم.
نريد معلما" يعي أهمية الدورات الصيفية وان يؤادي مسؤوليته بكل جد واهتمام ويدرك الواقع ويكون على بصيره
نريد معلما" أن يهتم بالطلاب وان يكون جاد" ويخاف الله في النشئ الذي بين يدية ويتقي الله..
نريد معلما" عملي ولديه الاهتمام بتربية الجيل تربية إيمانية.
نريد معلما" له علاقه مع الله قوية وإيمان بمبدأ الولاية.
نريد معلما" يكون لدية حاله اليقظة والانتباء والوعي والإدراك الصحيح
نريد معلما" بأن يطور قدرات وخبرات طلابه في المجال العملي.
نريد معلما" يعلم طلابه كيفية التفكير، لا أن يفكر عنهم..
ونريده أن يدربهم على كيفية الوصول إلى المعلومات، لا أن يحشو عقولهم بها...
نريده ـ وكما يقول المثل ـ أن يعلمهم صيد السمك لا أن يطعمهم سمكا"...
نريد معلما" يخاطب طلابه على قدر عقولهم، وبما يتناسب معها، كما كان رسول الله، وهو القائل((أمرني ربي بمداراة الناس))..
نريد معلما" حانيا"رحيما" عطوفا" يحب طلابه فيحبون العلم من خلاله، كما أحب الناس رسول الله من حنوه ورحمته، وهو الذي قال الله عنه: ((فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ...)).
من نعم الله على المرء أن يمر في حياته معلم مميز، يترك بصمة" إيجابية على مسار مستقبله، بابتسامته وبشاشة وجهه، وسعة صدره، حتى ولو كان يعاني من الهموم ما يحاصره ويثقل أيامة..
وكم من فرد" هجر التعلم وترك المدرسة أو فر منها بسبب معلم أو ناظر أو مدير عامله بقسوة، بحجة الحزم تارة ، أو قلة الصبر التي يبررها بالتعب وكثرة المسؤوليات تارة أخرى!..
إن من ينصب نفسه للتعليم ، يجب أن يتحلى بالعدل والمساواة، يجب أن يعدل بين الطلاب، هذا حقهم عليه؛ يعدل في التشجيع والاهتمام، وحتى في النظره، تماما كما كان رسول الله يقسم لحظاته بين أصحابه، ينظر إلى هذا وإلى ذاك بالسوية.
والمعلم الحق هو من لا يقصر لا يهمل ولا يستخف بطلابه الذين وضعوا مستقبلهم بين يديه، أو التخلى عن مسئوليته فالاستخفاف والتقصير والاهمال والتخلي خيانة، والأمانة تقتضي أن يستعد كأقصى ما يكون الاستعداد والبحث.
إن من حق كل طالب على معلمة أن يحضر لمادته جيدا" قبل أن يدخل الصف ، وليس تحضير اللحظات الأخيرة، بل تحضيرا" مسؤولا...
والمعلم لا يمكن إلا أن يكون كريما"، يعطي بكل حب، لايبخل، يعطي بلاحساب، لانه يعتبر أن علمه هو مسؤوليته، ومن مسؤوليته أن ينشره، وقد ورد في الحديث: ((لكل شيء زكاة، وزكاة العلم نشره))..
وورد ايضا ((العلم يزكو على الإنفاق وينمو))، ومن أفضل الصدقة، أن يتعلم المرء العلم ثم يعلمه..
وكثيرا"ما نواجه هذه المشكلة، عندما يغلق من يملك علما" على علمه، ولا يعطيه لمن يحتاج إليه، فالموظف القديم يبخل بتعريف الموظف الجديد بعمله ومجرياته، خشية أن يسبقه، وصاحب المهنة لا يتحدث عن أسباب نجاحه ليستفيد منها المبتدئ ، والمبرر هذا سر المهنة.. وينسى هذا الإنسان أن العلم تداول.. وأن الله يبارك العلم بنشره وإفاضته على الناس..
والتواضع هو ما يحتاجه المعلم،بحيث كلما ازداد علما" ازداد تواضعا" فلا يدعي أنه يعرف كل شيء، بل يعتبر، كما أراد الله له، أن ما وصل إليه ليس كافيا"((..وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً)) وأن يقول دائما" كما كان رسول الله(صلوات الله عليه واله) يقول: (( ...وَقُل رَّب ِّ زِدْنِي عِلْماً))..
