"يومياتي تحت ظل الغيم ☁️"

[الغيم]

"ليس كلُّ من غاب عنك رحل،
هناك من يسكنك أكثر من الحضور."

 

[الغيم]

أحيانًا أُمسك نفسي أفتش عنك في وجوه العابرين،
كأنني أبحث عن غيمتي المفقودة بين صحارى ممتدة.

 

[الغيم]

في الغياب، لا يتبخر القلب..
بل يتحوّل إلى غيمة،
تنتظر أول نسمة لتعود تمطر عليك.

 

[الغيم]

تقول لي: "احضن نفسك"،
وكيف لي أن أُحضنني وهي نفسي؟
كيف أُطوّق ذاتي وهي روحي؟
كلّما حاولتُ أن أضمّني،
وجدتُ أنّي في الحقيقة أضمّها..

 

[الغيم]

قالت لي: "احضن نفسك"..
ولم تعلم أنّ نفسي هي هي..
روحي هي روحها..
كلّما ضممتُ صدري لأحتوي ذاتي،
وجدتُ قلبي يلتفّ حولها،
وكأنّي ما خُلقتُ إلا لأحضنها.

 

[الغيم]

"كلما حضنت نفسي.. وجدتني أحضنك."

 

[الغيم]

مَهلاً يا ليلُ.. لا تُطفِئ نجومي،
دعها تسهرُ على وجعي وهمومي،
فكلُّ الطرقاتِ تسافرُ بي إليه،
وكلُّ الهمساتِ تنادي باسمِ عيونه،
مَهلاً يا ليلُ.. لا تُقصيني عن حضنه،
فبينَ ذراعيه يزولُ انكساري وضعفي،
قد سكنتُهُ حبًّا.. وغرقتُ في هواه،
فلا حياةَ لي إن غابَ عن خطاي،
مَهلاً يا ليلُ.. علّني أجدُ الطريق،
فالشوقُ نارٌ.. والقلبُ غريب،
أكتبُهُ دمعًا، وأُناديه أنين،
علَّهُ يسمعني.. ويعودُ حنين.

 

[الغيم]

مررتُ فوق القلوب كما يمرّ الغيم على المدن البعيدة،
أحمل في داخلي رسائل لم تُفتح، وأمنيات ما زالت مُعلّقة بين السماء والأرض.
أحيانًا أُغطي وجه الشمس لأُعطي للعشّاق فسحةً من الحنين،
وأحيانًا أترك المطر ينساب خفيفًا، كدمعةٍ لا يراها أحد غير القلب.

 

[الغيم]

اليوم شعرتُ أني أثقل من السماء نفسها،
مليءٌ بالبوح، لكني أؤجل نزفه خوفًا أن يغرق أحدهم في حزني.ش

 

[الغيم]

القلب يكتشف فجأة حجم الإرهاق الذي كان يخفيه خلف الصبر.
فالسكينة ليست دائمًا شفاءً،
بل مرآة تعكس ما حاولنا إنكاره طويلًا.