ابو مناف البصري
المالكي



قال الله تعالى :
فمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ
فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ
أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ
وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ
وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ
ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ



معنى المباهلة أن يجتمع القوم إذا اختلفوا في شيء
فيقولوا : لعنة الله على الظالم منّا .


اللهم رب السماوات السبع
والأرضين السبع ، ورب العرش العظيم ، إن كان فلان جحد الحق وكفر به فأنزل
عليه حسباناً من السماء وعذاباً أليماً .

كتب رسول الله"صلى الله عليه وآله "
كتاباً إلى أساقفة نجران يدعوهم إلى الإسلام جاء فيه :

الله من ولاية العباد ، فإن أبيتُم فقد أذنتم بحرب ، والسلام )


فبعث إلى رجل من أهل نجران يقال له :
شَرحبيل بن وداعة ـ
كان ذا لب ورأي بنجران ـ
فدفع إليه كتاب رسول الله "صلى الله عليه وآله" فقرأه ،
فقال له الأسقف : ما رأيك ؟

قد علمت ما وعد الله إبراهيم في ذرّية إسماعيل من النبوَّة ،
فما يؤمنك أن يكون هذا الرجل ، وليس لي في النبوَّة رأي ، لو كان أمر من أُمور الدنيا
أشرت عليك فيه وجهدت لك .

فأجابوا مثل ما أجاب شرحبيل ،
فاجتمع رأيهم على أن يبعثوا شرحبيل ، وعبد الله ابنه ، وحبار بن قنص
فيأتوهم بخبر رسول الله"صلى الله عليه وآله"

فسألهم وسألوه
فلم تزل به وبهم المسألة حتّى قالوا
: ما تقول في عيسى ابن مريم ؟
فقال رسول الله"صلى الله عليه وآله"


حاملة إجابة وافية ، قاطعة لأعذار مُؤلِّهِي المسيح
ومُتبنِّيه ، وهي بنفس الوقت دعوة صارخة لمباهلة الكاذبين المصرِّين على كذبهم
فيما يخص عيسى"عليه السلام"
فدعاهم"صلى الله عليه وآله"
إلى اجتماع حاشد ، من أعزِّ الملاصقين من الجانبين
ليبتهل الجميع إلى الله تعالى ، في دعاء قاطع ، أن ينزل لعنته على الكاذبين .

تعالوا ندع أنفسنا جميعاً
وأهلينا الأقارب والبنينا
فنجعل لعنة الله ابتهالاً
على أهل العناد الكاذبينا


وقد احتضن الحسين"عليه السلام"
وأخذ بيد الحسن"عليه السلام"
و فاطمة"عليها السلام" تمشي خلفه
و الإمام علي"عليه السلام"
خلفها ، وهو"صلى الله عليه وآله"



- يا معشر النصارى:-
إنّي لأرى وجوهاً لو شاء الله أن يزيل
جبلاً عن مكانه لأزاله بها ،
فلا تباهلوا فتهلكوا ،
ولم يبق على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة ،
فقالوا : يا أبا القاسم ،
رأينا أن لا نُباهلك ، وأن نقرّك على دينك ونثبت على ديننا .



( فإنِّي أناجزكم )

ا ولا تخفينا ، ولا تردّنا عن ديننا ، على أن نؤدّي إليك في كل عام ألفي حلّة
ألف في صفر وألف في رجب ، وثلاثين درعاً عادية من حديد .

( والذي نَفسِي بيده ، إنّ الهلاك قد تَدَلَّى على أهل نجران ،
ولو لاعنوا لَمُسِخوا قِرَدة وخنازير ، ولاضطَرَم عليهم الوادي ناراً ،
ولاستأْصَلَ الله نجران وأهله
حتّى الطير على رؤوس الشجر ، ولما حال الحول على النصارى كلُّهم حتّى يهلكوا ) .