رد: _ الدورة النحوية في قواعد النحو _
الدرس الثالث:نصب ظرف الزمان وجره :
1 ـ ينصب ظرف الزمان إذا كان دالا على زمان الفعل سواء أكان مبهما أم محدودا " مختصا " ، بشرط أن يتضمن معنى " فى " . نحو : مكث حينا ، وانتظرت مدة ، وحضرت اليوم ، وتأخرت ساعة . ومنه قوله تعالى : { ولات حين مناص } .
* كما يجوز جره إذا سوغه المعنى واقتضاه ، نحو : غادرت المدينة في يوم الجمعة . ومنه قوله تعالى : { وخل المدينة على حين غفلة من أهلها
* فإذا لم يتضمن معنى " في " يعرب حسب موقعه من الجملة
نحو : يوم الجمعة يوم مبارك ، وجاء يوم الخميس .
ومنه قوله تعالى : { وأنذرهم يوم الحسرة }1 ، وقوله تعالى : { يخافون يوما } .
" فيوم " في المثال الأول مبتدأ ، وفى المثال الثاني فاعل ، وفى الآيتين : مفعول به . ويجوز في " يوم الحسرة " أن يكون ظرفا متعلقا بالفعل ، غير أن نصبه على المفعولية ، هو الوجه الأحسن .
2 ـ ظرف المكان لا ينصب منه إلا ما كان مبهما ، أو سبه مبهم ، بشرط أن يتضمن معنى " في " نحو : مشيت أمام الجند ، ووقفت فوق المنبر ، وسرت ميلا .
* كما يجوز جره بالحرف ، نحو : البحر من ورائكم ، ومررت من أمامكم .
ومنه قوله تعالى : { فبشرناها بإسحق ومن وراء إسحق يعقوب }
* أما إذا كان ظرف المكان محدودا وجب فيه الجر . نحو : جلست في المنزل ، وذهبت إلى المدرسة ، وصليت في المسجد
* فذا لم يتضمن معنى " في " أعرب بحسب العوامل الداخلة عليه " حسب موقعه من الجملة " نحو : المنزل واسع ، هذه مدرسة كبيرة ، والميل ثلث الفرسخ ، ورأيت ملعبا واسعا .
* وإذا كانت أسماء المكان مشتقة سواء أكانت مبهمة أم محدودة ، نصبت بشرط أن يكون ناصبها الفعل الذي اشتقت منه . نحو : وقفت موقف الحق ، وجلست مجلس
أهل العلم ، وذهبت مذهب أهل الفضل .
* فإذا كان عامله غير ما اشتق من وجب جره ، نحو : جلست فى مجلس زيد ، ونزلت في منزل أهل الفضل .
ما ينوب عن المفعول فيه
1 ـ المصدر : إذا كان متضمنا معنى الظرف ، دالا على تعيين الوقت ، أو المقدار ، وفى هذه الحالة يكون الظرف مضافا إلى المصدر ، فيحذف الظرف المضاف ، ويقوم المصدر " المضاف إليه " مقامه . نحو : ذهبت إلى عملي طلوع الشمس ، وسافرت خفوق النجم .
فهي في الأصل ذهبت إلى عملي وقت طلوع الشمس ، ووقت خفوق النجم .
ونحو : لقيتك مقدم الحجاج ، أي : زمن قدوم الحجاج . ونحو : أجبتك صلاة المغرب ، أي : وقت صلاتها . ومثله قولهم : فرقته طرفة عين ، أي : مدة طرفة عين . ونزل المطر ركعتين من الصلاة ، وأقمت في البلد راحة مسافر .أي : مدة ركعتين ، ومدة راحة مسافر .ومنه قوله تعالى : { ومن الليل فسبحه وإدبار النجوم }.
* ومثله في ظرف المكان : جلست قرب محمد ، وصليت خلف الإمام ،
ورحلت نحو الشرق ، وسافرت تجاه الشام .
* وقد يكون المصر مؤولا من " ما " المصدرية الزمانية ، والفعل الماضي بعدها ، نحو : سأحمل جميلك ما حييت ، وتأويله : سأحمله حياتي ، أي : مدة حياتي .
ـ ومنه قوله تعالى : { ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلا ما دمت عليه قائما }
وقوله تعالى : { وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم } . والتقدير في الآيتين : لا يؤديه إليك في جميع الأزمنة إلا في مدة دوامك قائما عليه ، وكنت شهيدا عليهم مدة دوامي فيهم .
2 ـ العدد المميز بالظرف ، أو المضاف إليه .
نحو : مشيت ثلاثة أيام ، وقطعت عشرين كيلا .
3 ـ المضاف إليه الدال على الكلية أو ، الجزئية .
ـ نحو : سرت كل الليل ، وارتحت بعض النهار .
وقطعت نصف ميل أو كله أو بعضه أو جميعه أو عامته .
4 ـ صفته ، نحو : صمت قليلا ، ووقفت طويلا ، وجلست غربي الشجرة . والتقدير : صمت وقتا قليلا ، وجلست مكانا غربي الشجرة . ـ ومنه قول الأعشى :
فشك غير طويل ثم قال له اقتل أسيرك إنى مانع جارى
والشاهد : غير طويل ، فغير نائب عن الظرف ، وأصله : فشك زمنا غير طويل .
5 ـ الإشارة إليه ، نحو : سرت ذلك اليوم سيرا متعبا ، وسكنت تلك الجهة .
6 ـ بعض الألفاظ المسموعة :
فمما نُصب نصْب ظروف الزمان لكونها تضمنت معنى " في " بعض الألفاظ التي سمعت عن العرب ، نحو : أحقا أنك مسافر ، والتقدير : أفي الحق أنك مسافر . ونحو : وجهد رأيي أنك مصيب ، أي : في جهد رأيي .
ينقسم الظرف من حيث إعرابه وبنائه إلى قسمين
1 ـ ظروف معربة . 2 ـ ظروف مبنية .
والغالب في الظروف أنها معربة ، تتغير حركة إعرابها بتغيير موقعا من الجملة ، غير أن القليل منها يكون مبنيا . منه ما هو للزمان ، ومنه ما هو للمكان ، ومنه ما هو مشترك .
* ظرف الزمان المبنى : إذا ، إذ ، متى ، أيان ، مذ ومنذ ، بينا وبينما ، أمس ، الآن ، حين ، ريث وريثما ، عوض ، لمّا ، كيف وكيفما .
والمركبات منها : صباح مساء ، أي : كل صباح ، وكل مساء ، وليل ليل ، أي :
كل ليل ، ونهار نهار ، أي : كل نهار ، ويوم يوم ، أي : كل يوم .
* وما يختص بالمكان : حيث ، هنا ، ثَمَّ ، أين .
ومنها ما قطع عن الإضافة لفظا من أسماء الجهات الست وهى
فوق ، تحت ، يمين ، شمال أو يسار ، أمام أو قدام ، خلف أو وراء .
* ومما يشترك بينهما : أنى ، لدى ، لدن ، ومنها قبل وبعد في بعض الأحوال .
أحكام ظروف الزمان المبنية
أولا ـ إذا: ظرف لما يستقبل من الزمان ، متضمن معنى الشرط ، غير جازمة ، وتتعلق بجوابها ، وتختص بالدخول على الجملة الفعلية ، وهى ملازمة الإضافة لها . نحو : إذا حضر الماء بطل التيمم .ـ ومنه قوله تعالى : { وإذا رأيت ثَم رأيت نعيما } . وقوله تعالى : { إذا جاء نصر الله والفتح }والكثير في إذا أن يكون الفعل بعدها ماضوي اللفظ مستقبلي المعنى ، وقد يليها المضارع قليلا .وقد اجتمع الماضي والمضارع بعدها
-ومثال دخولها على الماضي فقط قول زهير بن أبي سلمى :
إذا فزعوا طاروا إلى مستغيثهم طوال الرماح لا ضعاف ولا عزل
ففي جميع الشواهد السابقة تضمنت " إذا " معنى الشرط دون أن يقترن جوابها بالفاء ، وقد يقترن بها كما في قوله تعالى : { إذا اطمأننتم فأقيموا الصلاة } .
* فإن جاء بعدها اسم أو ضمير ، أعرب فاعلا لفعل محذوف يفسره ما بعده ، وهو
وقد تتجرد إذا للظرفية المطلقة ، وهى حينئذ تكون ظرفا دالا على الحال ، غير متضمنة معنى الشرط ، وغالبا ما تكون بعد القسم . نحو قوله تعالى : { والليل إذا يغشى } ، وقوله تعالى : { والنجم إذا هوى } ، وقوله تعالى : { والضحى والليل إذا سجى }وقد اختلف النحاة في تقدير العامل في " إذا " الدالة على الحالية بعد القسم ، فقدره الرضي بمصدر مضاف محذوف ، تقديره : وعظمة الليل ، وعظمة النجم .
ثانيا ـ إذ : ظرف للزمان الماضي بمعنى " حين " ، ويغلب إضافتها إلى الفعل . نحو قوله تعالى : { فلولا إذ جاءهم بأسنا }وقد تأتى اسما للدلالة على الزمن المستقبل ، وحينئذ لا تكون إلا ظرفا للزمان . نحو قوله تعالى : { فسوف يعلمون إذ الأغلال فى أعناقهم }* وتأتى " إذ " مضافا إليه ، وغالبا ما تضاف لكلمة " بعد " ، و " حين " ، و " يوم "و " قبل " ، و " وساعة " . نحو قوله تعالى : { ونرد على أعقابنا بعد إذ هدانا الله }وقد تحذف الجملة كلها ويعوض عنها بالتنوين ، فيلتقي ساكنان ، سكون البناء ، وسكون التنوين ، فيحرك سكون البناء بالكسرة ، لذلك أطلق على تنوينها تنوينالعوض . نحو : قوله تعالى : { وانتم حينئذ تنظرون }
ثالثا ـ متى :
* اسم استفهام مبنى على السكون في محل نصب على الظرفية الزمانية ، متعلق بالفعل ، إذا تلاه فعل ، وتستعمل للزمن الماضي والمستقبل . نحو : متى حضرت ؟ ، متى سافرت ؟
أما إذا تلاه اسم ، فيكون متعلقا بمحذوف خبر مقدم ، والاسم بعده مبتدأ مؤخر
* وتأتى اسم شرط لتعميم الزمان ، يجزم فعلين ، رابطا لجواب الشرط بفعله ، مبنيا على السكون في محل نصب على الظرفية ، نحو : متى تسافر أسافر معك .
رابعا ـ أيان :
ظرف لما يستقبل من الزمان تضمن معنى الاستفهام ، ولا يستعمل إلا في موضع التفخيم ، لأن فيها تعظيم .
ـ نحو قوله تعالى : { يسألونك عن الساعة أيان مرساها
خامسا ـ مذ ومنذ :
ظرفان للزمان ، " مذ " مبنية على السكون ، و " منذ " مبنية على الضم ، وكلاهما في محل نصب على الظرفية الزمانية ، إذا تلاهما جملة فعلية أو اسمية ، ويكون ما بعدهما من الجمل فلا محل جر بالإضافة ، ومنذ أصل ومذ مخففة عنها ، والأغلب أن يليها جملة فعلية . نحو : لم أتخلف مذ وعدتك بالحضور ، ولم أقصر منذ علمتني .
ومنه قول الفرزدق :
ما زال مذ عقدت يداه إزاره فسما فأدرك خمسة الأشبار
ومثال الجملة الاسمية : لم أقصر في واجبى مذ أنا طالب ، ولقد قاطعتني منذ محمد سافر
* وتأتى مذ ومنذ اسمين ، والاسم المفرد بعدهما مرفوع ، إما على الفعلية ، لفعل محذوف ، يقدر بكان أو مضى ، نحو : ما رأيته مذ يوم الجمعة ، أو منذ يومان .
والتقدير : مذ كان يوم الجمعة ، أو منذ كان يومان ، وهما حينئذ ظرفان مضافان إلى جملة حذف صدرها .
أو مرفوعان على الخبرية ، والاسم بعدهما مبتدأ ، والتقدير : بيني وبين لقائه يومان .
* وتأتى مذ ومنذ حرفي جر شبيه بالزائد .
نحو : ما ذهبت إلى عملي مذ يومين ، وما التقيت بمحمد منذ أسبوع .
فإن تلاهما زمن ماض فهما بمعنى " من " نحو : مل شاهدته مذ حلول الصيف ، أو منذ يوم الخميس .
وإن تلاها زمن حاضر ، فهي بمعنى " في " و " إلى " ، فيدخلان على الزمان الذي وقع فيه ابتداء الفعل وانتهاؤه ، نحو : ما رأيته مذ اليوم ، أو منذ يومنا .
فإن كان الزمن الماضي بعدهما معدودا ، فهما حرفا غاية فى المعنى .
نحو : ما رأيته مذ يومين ، أو منذ أربعة أيام .
والتقدير : أمد انقطاع الرؤية يومان ، أو أربعة أيام .
سادسا ـ بينا وبينما :
كلاهما ظرف للزمان ، ملازمان للجملة الاسمية كثيرا ، والفعلية قليلا ، وأصلهما " بين " زيد في الأولى " الألف " وفي الثانية " ما " ، وهما مبنيان على الفتح في محل نصب . نحو : بينا كنت أسير قابلني صديقي ، وبينا أنا جالس مر بي محمد ،
ونحو : بينما نسير في الطريق أبصرنا رجلا ضريرا .
* ومن النحاة من يضيفهما إلى الجملة بعدهما ، ومنهم من يكفهما عن الإضافة ، بسبب ما لحقهما من الزيادة ، وهو الأحسن .
سابعا ـ أمس : يأتي مبنيا ، ويأتي معربا .
* المبني ظرف للزمان ، يقصد به اليوم الذي يسبق يومك هذا ، وهو نكرة مبنى على الكسر . نحو : مضى أمسِ بما فيه ، وأمسِ الفائت لا يعود ، وسافرت أمسِ .
ـ ومنه قول الخنساء :
أراها والها تبكى أخاها عشية رزئه أو غب أمسِ
" فأمسِ " في الأمثلة السابقة نكرة مبنية على الكسر .
* والمعرب ظرف للزمان معناه أحد الأيام الغابرة ، وكذا إذا دخلته " أل " التعريف.
نحو : كل يوم يصبح أمسا ، وبالأمس أقيمت ندوة كبرى . قد يخرج أمس عن ظرفيته ، فيكون مبنيا على الكسر في محل رفع فاعل . ـ ومنه قول الشاعر * :
اليوم أعلم ما يجيء به ومضى بفضل قضائه أمسِ " فأمسِ " اسم زمان مبنى على الكسر ، في محل رفع فاعل للفعل قضى .
* ويأتي في محل نصب مفعول به ، كقول زياد الأعجم :
رأيتك أمس خير بنى معد وأنت اليوم خير منك أمسِ " فأمسِ " الأول اسم زمان مبنى على الكسر ، في محل نصب مفعول به ثان .
* ويأتي في محل جر بأحد أحرف الجر التالية : من ، أو مذ ، أو منذ . نحو : ما رأيته من أمسِ ، أو مذ أمسِ ، أو منذ أمسِ .
ثامنا ـ الآن : ظرف للزمان الحاضر ، مبنى على الفتح فى محل نصب مفعول فيه ، والعامل فيه فعل محذوف ، يفسره المذكور
نحو قوله تعالى : { قالوا الآن جئت بالحق } .
* وقد تخل عليها أحرف الجر التالية : من ، حتى ، إلى ، مذ ، منذ . فتكون مبنية على الفتح في محل جر ، نحو : سأنتظرك من الآن فصاعدا .
ولم أرسل رسالة إلى والدي حتى الآن ، وهذا فراق بيني وبينك مذ الآن .
تاسعا ـ حين :
ظرف للزمان المبهم تضاف إلى الجملة ، وإلى المفرد ، ويجمع على أحيان ، وجمع الجمع أحايين
مثال إضافتها إلى الجملة قوله تعالى : { وسبح بحمد ربك حين تقوم } .
ومثال إضافتها إلى المفرد قوله تعالى : { الله يتوفى الأنفس حين موتها } .
* ويجوز فيها البناء والإعراب ، لكن البناء على الفتح أرجح ، إذا كان المضاف إليه جملة فعلية فعلها مبنى . نحو : خرجت حين حضرت ،
وإن أضيف " حين " إلى حملة صدرها معرب ، كان " حين " معربا ، كأن يضاف إلى جملة فعلية فعلها مضارع غير مبنى ، وهو رأى البصريين .
والكوفيون يجيزون البناء ، والإعراب ، والإعراب أرجح .
نحو : يرهق الإنسان حين يواصل السهر .
عاشرا ـ ريث وريثما :
ظرف مصدري نائب عن ظرف الزمان ، وهو منقول عن الفعل " راث " ريثا إذا أبطأ ، ثم ضمن معنى الزمان ، ويراد به المقدار منه ، ويليه فعل . * فيكون الفعل في محل جر بالإضافة إلى ريث ، وتعرب إن تلاها معرب .
ـ نحو : أمهلني ريث أتدبر أمري ،
فإن تلاها فعل ماض بنيت على الفتح ، لكون الفعل بعدها مبنيا . نحو : انتظرته ريث حضر .
* وغالبا ما يأتي الفعل بعدها مسبوقا " بما " ، أو " أن " المصدريتين ، وحينئذ يصح أن نعرب " ريث " نائبا عن المفعول المطلق ، والمصدر المؤول في محل جر بالإضافة . نحو : انتظر ريثما أحزم حقيبتي ، وانتظر ريث أن أنجز عملي .
" فريث " في المثالين يصح فيها النصب نيابة عن ظرف الزمان ، أو نائبة عن المفعول المطلق ، والمصدر المؤول من ما والفعل ، أو أن والفعل في محل جر مضاف إليه ، غير أن نصبها على الظرفية هو الأكثر ، والأحسن
* ويكثر في " ريثما " مجيئه مستثنى بعد نفى .
نحو : ما انتظرني إلاّ ريثما سجدت ، ومنه الحديث الشريف " فلم يلبث إلا ريثما قلت " .
" فريت " في المثالين السابقين مستثنى منصوب ، وما مصدرية ، والمصدر المؤول من ما والفعل في محل جر بالإضافة .
الحادي عشر ـ قطُّ :
مصدر من الفعل " قطَّ " يقطُّ ، قطُّ بالبناء على الضم ، ظرف لاستغراق ما مضى من الزمان ، ويختص بالنفي والاستفهام ، للدلالة على نفى جميع أجزاء الماضي . نحو : ما زرته قطُّ ، وما فعلته قطُّ ، والتقدير : ما زرته فيما انقطع من عمري . وما يجرى على ألسنة الناس من قولهم : لا أفعله قطُّ ، إنما هو لحن شائع ، لأن " لا " تفيد النفي في المستقبل ، وقط لا تستعمل في الزمن المستقبل .
* تأتى قطْ ساكنة الطاء اسم بمعنى حسْب ، وقد تعرب وهو قليل . نحو : قطْ محمدٍ ريالٌ ، والمعنى : حسبُ محمدٍ ريالٌ . ونحو : قطُ محمدٍ ريالٍ .
وتدخلها الفاء لتزيين اللفظ ، نحو : اشتريت خمسة كتب فقط
* وتأتى اسم فعل مضارع بمعنى : يكفى ، وقد تلحقها نون الوقاية .
نحو : قطني دينارٌ ، وقط محمدا دينار ، وقط ما فعلت . أي : يكفيني دينارٌ ، ويكفى محمدا دينارٌ ، ويكفى ما فعلت .
الثاني عشر ـ عَوْضُ :
ظرف لاستغراق الزمن المستقبل ، مبنى على الضم كقبلُ إذا لم يضف ، ويجوز فيه
البناء على الفتح كأينَ ، والكسر كأمسِ وهو قليل . يختص بالنفي والاستفهام ، للدلالة على نفى جميع أجزاء المستقبل ، أو الاستفهام عن جميع أجزائه .
نحو : لا أفعله عوض . أي : لا أفعله في زمن من الأزمنة المستقبلة .
* وهو معرب إذا أضيف لما بعده ، ويكون منصوبا بالفتحة .
نحو : لا أفعله عوض العائضين .
* ويكون بمعنى الدهر ، أو أبد ، نحو : لا أفعله دهر الداهرين . ونحو : لا أفعله أبد الآبدين ، ولا أفعله عوض الدهر . لأنه منقول عن العوض بمعنى الدهر .
* والعوض في الأصل مصدر عاض من الشيء عوْضا وعِوضا وعياضا ، إذا أعطاه عوضا أي بدلا أو خلفا ، وسمي الدهر بذلك ، لأنه كلما مضى منه جزء عوض منه آخر فلا ينقطع .
الثالث عشر ـ لمَّا :
ظرف للزمان الماضي بمعنى " حين " ، أو " إذ " متضمنة معنى الشرط ، غير جازمة ، مبنية على السكون في محل نصب بجوابها ، وتضاف إلى فعلها الأول .
ويرى بعض النحويين أنها حرف لربط جملتي فعل الشرط وجوابه ، وسموها حرف وجود لوجود ، بمعنى أنها للدلالة على وجود شيء لوجود غيره .
نحو قوله تعالى : { فلما نجاكم إلى البر أعرضتم }
أحكام ظروف المكان المبنية
أولا ـ حيث :
ظرف زمان مبنى على الضم ، يلازم الإضافة إلى الجمل الفعلية ، وهو كثير ، وإلى الجمل الاسمية وهو قليل . مثال الأول : اجلس حيث تشاء ، ومنه قوله تعالى : { واقتلوهم حيث ثقفتموهم }ومثال الثاني : ـ " قف حيث أخوك واقف "
فالاسم بعدها مبتدأ مرفوع ، وما بعده خبره ، والجملة في محل جر بالإضافة .
* فإذا تلا الاسم الواقع بعد حيث فعل مشتمل على ضمير يعود على ذلك الاسم فالقياس نصبه ، أي نصب الاسم الذي يلي حيث ، ويقبح الابتداء به . ـ نحو : حيث محمدا تصادفه فاخبره بزيارتي له .
" فمحمدا " مفعول به لفعل محذوف يفسره ما بعده ، والتقدير : حيث تصادف محمدا .
فإذا تلاها اسم مفرد " ليس بجملة " رفع على أنه مبتدأ حذف خبره . نحو : قف حيث أخوك ، واجلس حيث محمد . والتقدير : حيث أخوك واقف ، وحيث محمد جالس .
* وقد تجر " حيث " بمن ، أو إلى ، فتكون اسما مبنيا على الضم في محل جر .
نحو : كل من حيث يأكل أخوك ، وتقدم من حيث يتقدم محمد . ومثال الجر بإلى : اذهب إلى حيث تشاء . وقد تجر بالإضافة نحو : قف لدن حيث محمد واقف ، ومنه بيت زهير السابق : لدى حيث ألقت ... إلخ .
* أما " حيثما " فهو اسم شرط للمكان يجزم فعلين ، مركب من " حيث " ، و " ما " الزائدة ، وتعرب في محل نصب على الظرفية المكانية ، وجب تعليقها بجوابها . نحو : حيثما تسافرْ تجد من يساعدْك . ـ ومنه قوله تعالى : { وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره }
ثانيا ـ هنا :
اسم إشارة للمكان القريب مبنى على السكون ، نحو : هنا حديقة جميلة . تدخل عليه هاء التنبيه ، نحو : ههنا مدرسة كبيرة . ومنه قوله تعالى { إنا ههنا قاعدون }
* وقد يجر بمن ، وإلى ، نحو : الدخول من هنا ، وذهبت إلى هناك .
* ويجوز أن يكون ظرفا للزمان إن أسير به للزمان .
نحو قوله تعالى { هنالك دعا زكريا ربه
ثالثا ـ ثَمَّ :
اسم ‘شارة للمكان العيد ، مبنى على الفتح ، في محل نصب على الظرفية المكانية ، وهو بمعنى " هنا " و " هناك " ، وقد تجر بمن أو ، إلى .
نحو : ثَمَّ منظر جميل ، وخرجت من ثم ، ووصلت إلى ثم
رابعا ـ أين :
ظرف مكان مبنى على الفتح يفيد الاستفهام ، في محل نصب على الظرفبة المكانية ، ويسأل به عن المكان الذي حل فيه الشيء . نحو : أين محمد ؟ ، وأين سافرت ؟
وإذا سبقت " أين " "بمن " الجارة كانت سؤلا عن مكان وجود الشيء . نحو : من أين لك هذا .
* وإذا سبقت بـ " إلى " كانت سؤلا عن مكان انتهاء الشيء
نحو : إلى أين تسافر هذا الصيف .
* وتأتى أين اسم شرط للمكان تجزم فعلين ، نحو : أين تجلس أجلس بجوارك .
وقد تلحقها " ما " الزائدة للتوكيد ، فيصبحا معا كالكلمة الواحدة .
الدرس الثالث:نصب ظرف الزمان وجره :
1 ـ ينصب ظرف الزمان إذا كان دالا على زمان الفعل سواء أكان مبهما أم محدودا " مختصا " ، بشرط أن يتضمن معنى " فى " . نحو : مكث حينا ، وانتظرت مدة ، وحضرت اليوم ، وتأخرت ساعة . ومنه قوله تعالى : { ولات حين مناص } .
* كما يجوز جره إذا سوغه المعنى واقتضاه ، نحو : غادرت المدينة في يوم الجمعة . ومنه قوله تعالى : { وخل المدينة على حين غفلة من أهلها
* فإذا لم يتضمن معنى " في " يعرب حسب موقعه من الجملة
نحو : يوم الجمعة يوم مبارك ، وجاء يوم الخميس .
ومنه قوله تعالى : { وأنذرهم يوم الحسرة }1 ، وقوله تعالى : { يخافون يوما } .
" فيوم " في المثال الأول مبتدأ ، وفى المثال الثاني فاعل ، وفى الآيتين : مفعول به . ويجوز في " يوم الحسرة " أن يكون ظرفا متعلقا بالفعل ، غير أن نصبه على المفعولية ، هو الوجه الأحسن .
2 ـ ظرف المكان لا ينصب منه إلا ما كان مبهما ، أو سبه مبهم ، بشرط أن يتضمن معنى " في " نحو : مشيت أمام الجند ، ووقفت فوق المنبر ، وسرت ميلا .
* كما يجوز جره بالحرف ، نحو : البحر من ورائكم ، ومررت من أمامكم .
ومنه قوله تعالى : { فبشرناها بإسحق ومن وراء إسحق يعقوب }
* أما إذا كان ظرف المكان محدودا وجب فيه الجر . نحو : جلست في المنزل ، وذهبت إلى المدرسة ، وصليت في المسجد
* فذا لم يتضمن معنى " في " أعرب بحسب العوامل الداخلة عليه " حسب موقعه من الجملة " نحو : المنزل واسع ، هذه مدرسة كبيرة ، والميل ثلث الفرسخ ، ورأيت ملعبا واسعا .
* وإذا كانت أسماء المكان مشتقة سواء أكانت مبهمة أم محدودة ، نصبت بشرط أن يكون ناصبها الفعل الذي اشتقت منه . نحو : وقفت موقف الحق ، وجلست مجلس
أهل العلم ، وذهبت مذهب أهل الفضل .
* فإذا كان عامله غير ما اشتق من وجب جره ، نحو : جلست فى مجلس زيد ، ونزلت في منزل أهل الفضل .
ما ينوب عن المفعول فيه
1 ـ المصدر : إذا كان متضمنا معنى الظرف ، دالا على تعيين الوقت ، أو المقدار ، وفى هذه الحالة يكون الظرف مضافا إلى المصدر ، فيحذف الظرف المضاف ، ويقوم المصدر " المضاف إليه " مقامه . نحو : ذهبت إلى عملي طلوع الشمس ، وسافرت خفوق النجم .
فهي في الأصل ذهبت إلى عملي وقت طلوع الشمس ، ووقت خفوق النجم .
ونحو : لقيتك مقدم الحجاج ، أي : زمن قدوم الحجاج . ونحو : أجبتك صلاة المغرب ، أي : وقت صلاتها . ومثله قولهم : فرقته طرفة عين ، أي : مدة طرفة عين . ونزل المطر ركعتين من الصلاة ، وأقمت في البلد راحة مسافر .أي : مدة ركعتين ، ومدة راحة مسافر .ومنه قوله تعالى : { ومن الليل فسبحه وإدبار النجوم }.
* ومثله في ظرف المكان : جلست قرب محمد ، وصليت خلف الإمام ،
ورحلت نحو الشرق ، وسافرت تجاه الشام .
* وقد يكون المصر مؤولا من " ما " المصدرية الزمانية ، والفعل الماضي بعدها ، نحو : سأحمل جميلك ما حييت ، وتأويله : سأحمله حياتي ، أي : مدة حياتي .
ـ ومنه قوله تعالى : { ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلا ما دمت عليه قائما }
وقوله تعالى : { وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم } . والتقدير في الآيتين : لا يؤديه إليك في جميع الأزمنة إلا في مدة دوامك قائما عليه ، وكنت شهيدا عليهم مدة دوامي فيهم .
2 ـ العدد المميز بالظرف ، أو المضاف إليه .
نحو : مشيت ثلاثة أيام ، وقطعت عشرين كيلا .
3 ـ المضاف إليه الدال على الكلية أو ، الجزئية .
ـ نحو : سرت كل الليل ، وارتحت بعض النهار .
وقطعت نصف ميل أو كله أو بعضه أو جميعه أو عامته .
4 ـ صفته ، نحو : صمت قليلا ، ووقفت طويلا ، وجلست غربي الشجرة . والتقدير : صمت وقتا قليلا ، وجلست مكانا غربي الشجرة . ـ ومنه قول الأعشى :
فشك غير طويل ثم قال له اقتل أسيرك إنى مانع جارى
والشاهد : غير طويل ، فغير نائب عن الظرف ، وأصله : فشك زمنا غير طويل .
5 ـ الإشارة إليه ، نحو : سرت ذلك اليوم سيرا متعبا ، وسكنت تلك الجهة .
6 ـ بعض الألفاظ المسموعة :
فمما نُصب نصْب ظروف الزمان لكونها تضمنت معنى " في " بعض الألفاظ التي سمعت عن العرب ، نحو : أحقا أنك مسافر ، والتقدير : أفي الحق أنك مسافر . ونحو : وجهد رأيي أنك مصيب ، أي : في جهد رأيي .
ينقسم الظرف من حيث إعرابه وبنائه إلى قسمين
1 ـ ظروف معربة . 2 ـ ظروف مبنية .
والغالب في الظروف أنها معربة ، تتغير حركة إعرابها بتغيير موقعا من الجملة ، غير أن القليل منها يكون مبنيا . منه ما هو للزمان ، ومنه ما هو للمكان ، ومنه ما هو مشترك .
* ظرف الزمان المبنى : إذا ، إذ ، متى ، أيان ، مذ ومنذ ، بينا وبينما ، أمس ، الآن ، حين ، ريث وريثما ، عوض ، لمّا ، كيف وكيفما .
والمركبات منها : صباح مساء ، أي : كل صباح ، وكل مساء ، وليل ليل ، أي :
كل ليل ، ونهار نهار ، أي : كل نهار ، ويوم يوم ، أي : كل يوم .
* وما يختص بالمكان : حيث ، هنا ، ثَمَّ ، أين .
ومنها ما قطع عن الإضافة لفظا من أسماء الجهات الست وهى
فوق ، تحت ، يمين ، شمال أو يسار ، أمام أو قدام ، خلف أو وراء .
* ومما يشترك بينهما : أنى ، لدى ، لدن ، ومنها قبل وبعد في بعض الأحوال .
أحكام ظروف الزمان المبنية
أولا ـ إذا: ظرف لما يستقبل من الزمان ، متضمن معنى الشرط ، غير جازمة ، وتتعلق بجوابها ، وتختص بالدخول على الجملة الفعلية ، وهى ملازمة الإضافة لها . نحو : إذا حضر الماء بطل التيمم .ـ ومنه قوله تعالى : { وإذا رأيت ثَم رأيت نعيما } . وقوله تعالى : { إذا جاء نصر الله والفتح }والكثير في إذا أن يكون الفعل بعدها ماضوي اللفظ مستقبلي المعنى ، وقد يليها المضارع قليلا .وقد اجتمع الماضي والمضارع بعدها
-ومثال دخولها على الماضي فقط قول زهير بن أبي سلمى :
إذا فزعوا طاروا إلى مستغيثهم طوال الرماح لا ضعاف ولا عزل
ففي جميع الشواهد السابقة تضمنت " إذا " معنى الشرط دون أن يقترن جوابها بالفاء ، وقد يقترن بها كما في قوله تعالى : { إذا اطمأننتم فأقيموا الصلاة } .
* فإن جاء بعدها اسم أو ضمير ، أعرب فاعلا لفعل محذوف يفسره ما بعده ، وهو
وقد تتجرد إذا للظرفية المطلقة ، وهى حينئذ تكون ظرفا دالا على الحال ، غير متضمنة معنى الشرط ، وغالبا ما تكون بعد القسم . نحو قوله تعالى : { والليل إذا يغشى } ، وقوله تعالى : { والنجم إذا هوى } ، وقوله تعالى : { والضحى والليل إذا سجى }وقد اختلف النحاة في تقدير العامل في " إذا " الدالة على الحالية بعد القسم ، فقدره الرضي بمصدر مضاف محذوف ، تقديره : وعظمة الليل ، وعظمة النجم .
ثانيا ـ إذ : ظرف للزمان الماضي بمعنى " حين " ، ويغلب إضافتها إلى الفعل . نحو قوله تعالى : { فلولا إذ جاءهم بأسنا }وقد تأتى اسما للدلالة على الزمن المستقبل ، وحينئذ لا تكون إلا ظرفا للزمان . نحو قوله تعالى : { فسوف يعلمون إذ الأغلال فى أعناقهم }* وتأتى " إذ " مضافا إليه ، وغالبا ما تضاف لكلمة " بعد " ، و " حين " ، و " يوم "و " قبل " ، و " وساعة " . نحو قوله تعالى : { ونرد على أعقابنا بعد إذ هدانا الله }وقد تحذف الجملة كلها ويعوض عنها بالتنوين ، فيلتقي ساكنان ، سكون البناء ، وسكون التنوين ، فيحرك سكون البناء بالكسرة ، لذلك أطلق على تنوينها تنوينالعوض . نحو : قوله تعالى : { وانتم حينئذ تنظرون }
ثالثا ـ متى :
* اسم استفهام مبنى على السكون في محل نصب على الظرفية الزمانية ، متعلق بالفعل ، إذا تلاه فعل ، وتستعمل للزمن الماضي والمستقبل . نحو : متى حضرت ؟ ، متى سافرت ؟
أما إذا تلاه اسم ، فيكون متعلقا بمحذوف خبر مقدم ، والاسم بعده مبتدأ مؤخر
* وتأتى اسم شرط لتعميم الزمان ، يجزم فعلين ، رابطا لجواب الشرط بفعله ، مبنيا على السكون في محل نصب على الظرفية ، نحو : متى تسافر أسافر معك .
رابعا ـ أيان :
ظرف لما يستقبل من الزمان تضمن معنى الاستفهام ، ولا يستعمل إلا في موضع التفخيم ، لأن فيها تعظيم .
ـ نحو قوله تعالى : { يسألونك عن الساعة أيان مرساها
خامسا ـ مذ ومنذ :
ظرفان للزمان ، " مذ " مبنية على السكون ، و " منذ " مبنية على الضم ، وكلاهما في محل نصب على الظرفية الزمانية ، إذا تلاهما جملة فعلية أو اسمية ، ويكون ما بعدهما من الجمل فلا محل جر بالإضافة ، ومنذ أصل ومذ مخففة عنها ، والأغلب أن يليها جملة فعلية . نحو : لم أتخلف مذ وعدتك بالحضور ، ولم أقصر منذ علمتني .
ومنه قول الفرزدق :
ما زال مذ عقدت يداه إزاره فسما فأدرك خمسة الأشبار
ومثال الجملة الاسمية : لم أقصر في واجبى مذ أنا طالب ، ولقد قاطعتني منذ محمد سافر
* وتأتى مذ ومنذ اسمين ، والاسم المفرد بعدهما مرفوع ، إما على الفعلية ، لفعل محذوف ، يقدر بكان أو مضى ، نحو : ما رأيته مذ يوم الجمعة ، أو منذ يومان .
والتقدير : مذ كان يوم الجمعة ، أو منذ كان يومان ، وهما حينئذ ظرفان مضافان إلى جملة حذف صدرها .
أو مرفوعان على الخبرية ، والاسم بعدهما مبتدأ ، والتقدير : بيني وبين لقائه يومان .
* وتأتى مذ ومنذ حرفي جر شبيه بالزائد .
نحو : ما ذهبت إلى عملي مذ يومين ، وما التقيت بمحمد منذ أسبوع .
فإن تلاهما زمن ماض فهما بمعنى " من " نحو : مل شاهدته مذ حلول الصيف ، أو منذ يوم الخميس .
وإن تلاها زمن حاضر ، فهي بمعنى " في " و " إلى " ، فيدخلان على الزمان الذي وقع فيه ابتداء الفعل وانتهاؤه ، نحو : ما رأيته مذ اليوم ، أو منذ يومنا .
فإن كان الزمن الماضي بعدهما معدودا ، فهما حرفا غاية فى المعنى .
نحو : ما رأيته مذ يومين ، أو منذ أربعة أيام .
والتقدير : أمد انقطاع الرؤية يومان ، أو أربعة أيام .
سادسا ـ بينا وبينما :
كلاهما ظرف للزمان ، ملازمان للجملة الاسمية كثيرا ، والفعلية قليلا ، وأصلهما " بين " زيد في الأولى " الألف " وفي الثانية " ما " ، وهما مبنيان على الفتح في محل نصب . نحو : بينا كنت أسير قابلني صديقي ، وبينا أنا جالس مر بي محمد ،
ونحو : بينما نسير في الطريق أبصرنا رجلا ضريرا .
* ومن النحاة من يضيفهما إلى الجملة بعدهما ، ومنهم من يكفهما عن الإضافة ، بسبب ما لحقهما من الزيادة ، وهو الأحسن .
سابعا ـ أمس : يأتي مبنيا ، ويأتي معربا .
* المبني ظرف للزمان ، يقصد به اليوم الذي يسبق يومك هذا ، وهو نكرة مبنى على الكسر . نحو : مضى أمسِ بما فيه ، وأمسِ الفائت لا يعود ، وسافرت أمسِ .
ـ ومنه قول الخنساء :
أراها والها تبكى أخاها عشية رزئه أو غب أمسِ
" فأمسِ " في الأمثلة السابقة نكرة مبنية على الكسر .
* والمعرب ظرف للزمان معناه أحد الأيام الغابرة ، وكذا إذا دخلته " أل " التعريف.
نحو : كل يوم يصبح أمسا ، وبالأمس أقيمت ندوة كبرى . قد يخرج أمس عن ظرفيته ، فيكون مبنيا على الكسر في محل رفع فاعل . ـ ومنه قول الشاعر * :
اليوم أعلم ما يجيء به ومضى بفضل قضائه أمسِ " فأمسِ " اسم زمان مبنى على الكسر ، في محل رفع فاعل للفعل قضى .
* ويأتي في محل نصب مفعول به ، كقول زياد الأعجم :
رأيتك أمس خير بنى معد وأنت اليوم خير منك أمسِ " فأمسِ " الأول اسم زمان مبنى على الكسر ، في محل نصب مفعول به ثان .
* ويأتي في محل جر بأحد أحرف الجر التالية : من ، أو مذ ، أو منذ . نحو : ما رأيته من أمسِ ، أو مذ أمسِ ، أو منذ أمسِ .
ثامنا ـ الآن : ظرف للزمان الحاضر ، مبنى على الفتح فى محل نصب مفعول فيه ، والعامل فيه فعل محذوف ، يفسره المذكور
نحو قوله تعالى : { قالوا الآن جئت بالحق } .
* وقد تخل عليها أحرف الجر التالية : من ، حتى ، إلى ، مذ ، منذ . فتكون مبنية على الفتح في محل جر ، نحو : سأنتظرك من الآن فصاعدا .
ولم أرسل رسالة إلى والدي حتى الآن ، وهذا فراق بيني وبينك مذ الآن .
تاسعا ـ حين :
ظرف للزمان المبهم تضاف إلى الجملة ، وإلى المفرد ، ويجمع على أحيان ، وجمع الجمع أحايين
مثال إضافتها إلى الجملة قوله تعالى : { وسبح بحمد ربك حين تقوم } .
ومثال إضافتها إلى المفرد قوله تعالى : { الله يتوفى الأنفس حين موتها } .
* ويجوز فيها البناء والإعراب ، لكن البناء على الفتح أرجح ، إذا كان المضاف إليه جملة فعلية فعلها مبنى . نحو : خرجت حين حضرت ،
وإن أضيف " حين " إلى حملة صدرها معرب ، كان " حين " معربا ، كأن يضاف إلى جملة فعلية فعلها مضارع غير مبنى ، وهو رأى البصريين .
والكوفيون يجيزون البناء ، والإعراب ، والإعراب أرجح .
نحو : يرهق الإنسان حين يواصل السهر .
عاشرا ـ ريث وريثما :
ظرف مصدري نائب عن ظرف الزمان ، وهو منقول عن الفعل " راث " ريثا إذا أبطأ ، ثم ضمن معنى الزمان ، ويراد به المقدار منه ، ويليه فعل . * فيكون الفعل في محل جر بالإضافة إلى ريث ، وتعرب إن تلاها معرب .
ـ نحو : أمهلني ريث أتدبر أمري ،
فإن تلاها فعل ماض بنيت على الفتح ، لكون الفعل بعدها مبنيا . نحو : انتظرته ريث حضر .
* وغالبا ما يأتي الفعل بعدها مسبوقا " بما " ، أو " أن " المصدريتين ، وحينئذ يصح أن نعرب " ريث " نائبا عن المفعول المطلق ، والمصدر المؤول في محل جر بالإضافة . نحو : انتظر ريثما أحزم حقيبتي ، وانتظر ريث أن أنجز عملي .
" فريث " في المثالين يصح فيها النصب نيابة عن ظرف الزمان ، أو نائبة عن المفعول المطلق ، والمصدر المؤول من ما والفعل ، أو أن والفعل في محل جر مضاف إليه ، غير أن نصبها على الظرفية هو الأكثر ، والأحسن
* ويكثر في " ريثما " مجيئه مستثنى بعد نفى .
نحو : ما انتظرني إلاّ ريثما سجدت ، ومنه الحديث الشريف " فلم يلبث إلا ريثما قلت " .
" فريت " في المثالين السابقين مستثنى منصوب ، وما مصدرية ، والمصدر المؤول من ما والفعل في محل جر بالإضافة .
الحادي عشر ـ قطُّ :
مصدر من الفعل " قطَّ " يقطُّ ، قطُّ بالبناء على الضم ، ظرف لاستغراق ما مضى من الزمان ، ويختص بالنفي والاستفهام ، للدلالة على نفى جميع أجزاء الماضي . نحو : ما زرته قطُّ ، وما فعلته قطُّ ، والتقدير : ما زرته فيما انقطع من عمري . وما يجرى على ألسنة الناس من قولهم : لا أفعله قطُّ ، إنما هو لحن شائع ، لأن " لا " تفيد النفي في المستقبل ، وقط لا تستعمل في الزمن المستقبل .
* تأتى قطْ ساكنة الطاء اسم بمعنى حسْب ، وقد تعرب وهو قليل . نحو : قطْ محمدٍ ريالٌ ، والمعنى : حسبُ محمدٍ ريالٌ . ونحو : قطُ محمدٍ ريالٍ .
وتدخلها الفاء لتزيين اللفظ ، نحو : اشتريت خمسة كتب فقط
* وتأتى اسم فعل مضارع بمعنى : يكفى ، وقد تلحقها نون الوقاية .
نحو : قطني دينارٌ ، وقط محمدا دينار ، وقط ما فعلت . أي : يكفيني دينارٌ ، ويكفى محمدا دينارٌ ، ويكفى ما فعلت .
الثاني عشر ـ عَوْضُ :
ظرف لاستغراق الزمن المستقبل ، مبنى على الضم كقبلُ إذا لم يضف ، ويجوز فيه
البناء على الفتح كأينَ ، والكسر كأمسِ وهو قليل . يختص بالنفي والاستفهام ، للدلالة على نفى جميع أجزاء المستقبل ، أو الاستفهام عن جميع أجزائه .
نحو : لا أفعله عوض . أي : لا أفعله في زمن من الأزمنة المستقبلة .
* وهو معرب إذا أضيف لما بعده ، ويكون منصوبا بالفتحة .
نحو : لا أفعله عوض العائضين .
* ويكون بمعنى الدهر ، أو أبد ، نحو : لا أفعله دهر الداهرين . ونحو : لا أفعله أبد الآبدين ، ولا أفعله عوض الدهر . لأنه منقول عن العوض بمعنى الدهر .
* والعوض في الأصل مصدر عاض من الشيء عوْضا وعِوضا وعياضا ، إذا أعطاه عوضا أي بدلا أو خلفا ، وسمي الدهر بذلك ، لأنه كلما مضى منه جزء عوض منه آخر فلا ينقطع .
الثالث عشر ـ لمَّا :
ظرف للزمان الماضي بمعنى " حين " ، أو " إذ " متضمنة معنى الشرط ، غير جازمة ، مبنية على السكون في محل نصب بجوابها ، وتضاف إلى فعلها الأول .
ويرى بعض النحويين أنها حرف لربط جملتي فعل الشرط وجوابه ، وسموها حرف وجود لوجود ، بمعنى أنها للدلالة على وجود شيء لوجود غيره .
نحو قوله تعالى : { فلما نجاكم إلى البر أعرضتم }
أحكام ظروف المكان المبنية
أولا ـ حيث :
ظرف زمان مبنى على الضم ، يلازم الإضافة إلى الجمل الفعلية ، وهو كثير ، وإلى الجمل الاسمية وهو قليل . مثال الأول : اجلس حيث تشاء ، ومنه قوله تعالى : { واقتلوهم حيث ثقفتموهم }ومثال الثاني : ـ " قف حيث أخوك واقف "
فالاسم بعدها مبتدأ مرفوع ، وما بعده خبره ، والجملة في محل جر بالإضافة .
* فإذا تلا الاسم الواقع بعد حيث فعل مشتمل على ضمير يعود على ذلك الاسم فالقياس نصبه ، أي نصب الاسم الذي يلي حيث ، ويقبح الابتداء به . ـ نحو : حيث محمدا تصادفه فاخبره بزيارتي له .
" فمحمدا " مفعول به لفعل محذوف يفسره ما بعده ، والتقدير : حيث تصادف محمدا .
فإذا تلاها اسم مفرد " ليس بجملة " رفع على أنه مبتدأ حذف خبره . نحو : قف حيث أخوك ، واجلس حيث محمد . والتقدير : حيث أخوك واقف ، وحيث محمد جالس .
* وقد تجر " حيث " بمن ، أو إلى ، فتكون اسما مبنيا على الضم في محل جر .
نحو : كل من حيث يأكل أخوك ، وتقدم من حيث يتقدم محمد . ومثال الجر بإلى : اذهب إلى حيث تشاء . وقد تجر بالإضافة نحو : قف لدن حيث محمد واقف ، ومنه بيت زهير السابق : لدى حيث ألقت ... إلخ .
* أما " حيثما " فهو اسم شرط للمكان يجزم فعلين ، مركب من " حيث " ، و " ما " الزائدة ، وتعرب في محل نصب على الظرفية المكانية ، وجب تعليقها بجوابها . نحو : حيثما تسافرْ تجد من يساعدْك . ـ ومنه قوله تعالى : { وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره }
ثانيا ـ هنا :
اسم إشارة للمكان القريب مبنى على السكون ، نحو : هنا حديقة جميلة . تدخل عليه هاء التنبيه ، نحو : ههنا مدرسة كبيرة . ومنه قوله تعالى { إنا ههنا قاعدون }
* وقد يجر بمن ، وإلى ، نحو : الدخول من هنا ، وذهبت إلى هناك .
* ويجوز أن يكون ظرفا للزمان إن أسير به للزمان .
نحو قوله تعالى { هنالك دعا زكريا ربه
ثالثا ـ ثَمَّ :
اسم ‘شارة للمكان العيد ، مبنى على الفتح ، في محل نصب على الظرفية المكانية ، وهو بمعنى " هنا " و " هناك " ، وقد تجر بمن أو ، إلى .
نحو : ثَمَّ منظر جميل ، وخرجت من ثم ، ووصلت إلى ثم
رابعا ـ أين :
ظرف مكان مبنى على الفتح يفيد الاستفهام ، في محل نصب على الظرفبة المكانية ، ويسأل به عن المكان الذي حل فيه الشيء . نحو : أين محمد ؟ ، وأين سافرت ؟
وإذا سبقت " أين " "بمن " الجارة كانت سؤلا عن مكان وجود الشيء . نحو : من أين لك هذا .
* وإذا سبقت بـ " إلى " كانت سؤلا عن مكان انتهاء الشيء
نحو : إلى أين تسافر هذا الصيف .
* وتأتى أين اسم شرط للمكان تجزم فعلين ، نحو : أين تجلس أجلس بجوارك .
وقد تلحقها " ما " الزائدة للتوكيد ، فيصبحا معا كالكلمة الواحدة .