غادرت، فانهارت قفص الأضلع
كأطلال خاوية لا ظل لها
وبات القلب صحراء جرداء يفور
في أحشائه نيران الفقد
اصبحت الدروب خالية من خطواتها ،
وانسحب حضورها من كل زاوية في الوجود
فخيم سواد الوحدة على أركان صدري
أضحت ذكرها جرحا لا يلتئم،
ولهيبه يلتهم بقايا الامل بلا رحمة
وكأنك النجمة الذي كان يضيء ليلي
فباتت الروح ركاما ينزف صمتا أسود الاهات
بحتث عنك في كل مكان كالغريق يلهث
بحثا عن نفس خارت في البحار …
فهل أخبرتني أين ألقاك؟
أم أنكِ صرت في طيف لا يدركه البشر؟
في السكون الأخير، حين يغلف الفقد
حضني بلا ود ولا أمل
أدرك أني لن أراك إلا في صدى خاطرة
تنزف ذكراك بلا نهاية ولا انفعال
فتمضي العيون غائرة كجحور بلا قمر،
ويبقى الصمت وحده يجيب دون كلام،
ويختتم الوجد المشتعل بانطفاء أبدي،
حيث لا لقاء ولا رجوع ولا سلام........