وليدٌ جميل ياجوري
ينبؤنا ان للجمال أوانه قد تاخذ من جرفه الايام .
فالوجه الصبوح يخبو ، والضحكة المجلجلة تخفت.
وتبقى للروح الكلمة الفصل هي التي تتقافز على حبال الزمن. وتحيد بعض المتغيرات الشكليه لتحيلها الى عنفوان
يبعث على الحياة . .
احييك
وابارك لك هذا الوليد.
الجمال، حين يولد، لا يولد بريئًا. إنه يعرف منذ اللحظة الأولى أنه محكوم بالفناء، لكنه يتظاهر بالحياة كي يخدع الزمن للحظة، كي يمنحنا وهماً يمكن العيش فيه.
فالوجه، مهما أشرق، يحمل في طياته ظلّ أفوله، والضحكة، مهما علت، تخبئ في جوفها صمتًا قادمًا، يشبه حنينًا لا يُقال.
لكن ثمة ما يتجاوز اللحم والعصب، ما لا يهرم ولا يذبل. تلك الروح التي تتكلم حين يصمت الجسد، وتُصرّ على أن تمنح الكلمات نَفَسًا من أبديّتها الخاصة.
هي التي تُعيد صياغة ما تفتته الأيام، وتحوّل الذبول إلى نوع آخر من النضارة، كأن الموت نفسه يصبح جزءًا من اكتمال المعنى، لا نقيضًا له.
الروح حين تكتب، لا تبحث عن البقاء، بل عن شكل من الفهم، عن لحظة صفاءٍ تُبرّر هذا المرور السريع بين غبار البداية وغبار النهاية.
وهكذا، كل ولادةٍ من الكلمة ليست احتفالًا بالخلق، بل محاولة ناعمة لمراوغة العدم، لمصافحته دون خوف.
كعبق البيلسان، بتلك المروج، وكتنفس الموج على صخور الهمس، مرورك كان بمنتهى الجمال ...