ليست لديّ فكرة عن ..
ماذا يفعل الإنسان
حين تطأ قدماه أماكن كانت تعانقه
بعدما أصبح لا يتبعها !
هل يفتح ذراعيه لأنها بالسابق موطنه
أم ينأى كغريبٍ أصمّ !!
هل يبتسم حين يتذكر طعم الضمّ
أم يطعنه الوقت مخذولًا فيبكي !!
ليست لديّ فكرة عن هؤلاء الذين
وُلِدوا في ذاكرة يتيمة لا أصل لها
مفتونةٌ بخصل شعرٍ بُنيّةٍ ، وحرف !
سليلة العدم ، محقونة بالزهد
هل تستطيع أعينهم النوم ليلًا ..
أم أنّها تلمع في يأس نجماتٍ أضلّت المدار !
كم عدد أناملهم
أعشرٌ هي كما البشر ..
أم ألفٌ وتسع مثلها ليسعوا أنياب الندم ؟!
كيف حال خطاهم ..
ألديهم عناوين مصفوفةٌ بالعبور
أم أنهم عرجى يلقون أقدامهم دون أثر
تهرم به أكتاف القاصدين !!
عذرًا أيها الحمقى
لم أعرفكم طوال ثباتي ..
إلا بعدما سقطتُ مغشيًّا على عشمي
تتجرد تنهيدتي من تهمة الحب .
أظن أنني لن أتبنى أفكاركم
ربما أجد لي منفذًا آخرًا يخرج من البحر ..
وعشر أصابع فقط يكفونني لأسرد كيف نجوت !
بالغتُ كثيرًا في توهّم نسيانك
لدرجة أني إشتقتك أكثر مما كنتُ أذكرك
أحببتكَ أكثر مما كنت
أيكون صراع ذاكرتي في تخطيك
مميت لهذه الدرجة
أم أنك مُقيمٌ بي
حدّ أنني أقع بك حتى ..
وأنا أنساك !
يا ربّ ..
رأيتُ آثار رحمتك في كل شئون حياتي
ماعادت يدي خائبة أبدًا
تعطيني قبل السؤال
وتجود عليّ بأكثر مما سألت
يا ربّ ..
أنا لستُ أهلًا لتبلغني رحمتك
لكن رحمتك أهلًا لتبلغني
فأسألك ألَّا تقطعها عني لحظة .
قلبي الذي تلقى السهام مستبسلًا لمحبته ..
بكى اليوم سنواتٍ بناها بطوب النبض
أخلص لعمارتها حتى كادت خفقاته
أن تفزّ بأصوات من إنتمى إليهم
آثر الشرود بخراب غيابهم
ولا أن يُلمَّ بعمار أرضٍ سواهم
بكى حزنًا كمن لا يسع الكون تخبطه
كطفل زجّت به فوضى المدن لغير مأواه
ويعزّ عليه .. يكويه صوت أمه !
اليوم لم تسعفه اللغة رغم إيمانه بطبطبتها
حتى الوقت أنَّ بثبات سقوطه
مغشيّ على طمأنينته .
اليوم أنا وقلبي بكينا ..
قلة الحيلة وطول الصبر
ماضٍ ضَيِّمٍ ، وأعين حاقدة كم أذتنا
صفوف حرمانٍ بيد طائلة .. تعيث
بكينا كمجروحٍ مكبل .. بجور ذنب لم يقترفه .. ومسافة
كـ غارق بالنجاة لطالما استجدى تركه أن ينجو ولو لمرة واحدة بغرق الوصال ..
اليوم أنا وقلبي بعد أن واسينا أنفسنا .. عرفنا كيف للحكايا أن تُحيّك بالذنوب
كيف تصوِّبك لنار الإقصاء
كيف للقاضي الذي لطالما
ظننته يبصر بعدالته مقلتيك ..
يخبرك بقسوة أن عينكَ أجرمَت ..
ولم تكُن يومًا دليل محبة ، أو براءة !