مساءٌ نامت فيه عاطفتي على لحم غربة
جبل تسربت آخر حصاه كجدول يتيم
يضخّ العفو بين أيادِ البؤساء
وهاتف صمتٍ محموم بالسؤال ..
أكان طواف الظل صوتٌ لا صدّ له
أم أن الكُحل الذي طرّز خدي أنا
سقط عن شمسٍ لاتنزوي ..
والليل طويل !
ليست لديّ فكرة عن ..
ماذا يفعل الإنسان
حين تطأ قدماه أماكن كانت تعانقه
بعدما أصبح لا يتبعها !
هل يفتح ذراعيه لأنها بالسابق موطنه
أم ينأى كغريبٍ أصمّ !!
هل يبتسم حين يتذكر طعم الضمّ
أم يطعنه الوقت مخذولًا فيبكي !!
ليست لديّ فكرة عن هؤلاء الذين
وُلِدوا في ذاكرة يتيمة لا أصل لها
مفتونةٌ بخصل شعرٍ بُنيّةٍ ، وحرف !
سليلة العدم ، محقونة بالزهد
هل تستطيع أعينهم النوم ليلًا ..
أم أنّها تلمع في يأس نجماتٍ أضلّت المدار !
كم عدد أناملهم
أعشرٌ هي كما البشر ..
أم ألفٌ وتسع مثلها ليسعوا أنياب الندم ؟!
كيف حال خطاهم ..
ألديهم عناوين مصفوفةٌ بالعبور
أم أنهم عرجى يلقون أقدامهم دون أثر
تهرم به أكتاف القاصدين !!
عذرًا أيها الحمقى
لم أعرفكم طوال ثباتي ..
إلا بعدما سقطتُ مغشيًّا على عشمي
تتجرد تنهيدتي من تهمة الحب .
أظن أنني لن أتبنى أفكاركم
ربما أجد لي منفذًا آخرًا يخرج من البحر ..
وعشر أصابع فقط يكفونني لأسرد كيف نجوت !