أرى البُعْدَ لم يُخْطِرْ سواكم على بالي
وإن قَرّبَ الأخطارَ من جسدي البالي
فيا حبّذا الأسقامُ في جَنبِ طاعتي
أوامِرَ أشواقي وعصيانِ عُذّالي
ويا ما ألذّ الذلّ في عِزّ وَصْلِكُمْ
وإن عَزّ ما أحلى تقَطُّعَ أوصالي
نأيْتُمْ فحالي بَعدكُمْ ظَلّ عاطِلاً
وما هوَ مِمّا ساء بل سَرّكُمْ حالي
بَلَيْتُ بِهِ لمّا بُليتُ صَبابةً
أبَلّتْ فلي منها صُبَابَةُ إبلال
صَبْتُ على عيني بتَغْميضِ جَفْنِها
لِزَورَةِ زُورِ الطّيف حيلةَ مُحتال
فما أسعَفَتْ بالغُمضِ لكِن تعَسّفت
عليّ بدَمْعٍ دائمِ الصّوبِ هَطّال
فيا مُهْجَتي ذوبي على فَقْدِ بَهْجَتي
لِتَرْحَالِ آمالي ومَقْدَمِ أوجالي
وضِنّي بدَمْعٍ قد غَنَيْتُ بفَيْضِ ما
جرَى من دمي إذ طُلّ ما بينَ أطلال
ومَنْ لي بأن يرضى الحبيبُ وإن علا النْ
نَحِيبُ فإبْلالي بَلائي وبَلْبَالي
فما كَلَفِي في حُبّهِ كُلْفَةً لهُ
وإن جَلّ ما ألْقَى من القيل والقال