أداة تخصيص استايل المنتدى
إعادة التخصيصات التي تمت بهذا الستايل

- الاعلانات تختفي تماما عند تسجيلك
- عضــو و لديـك مشكلـة فـي الدخول ؟ يــرجى تسجيل عضويه جديده و مراسلـة المديــر
او كتابــة مــوضـــوع فــي قســم الشكـاوي او مـراسلــة صفحتنـا على الفيس بــوك

رسـائل

النبيل

العابث الاخير في هــذآ القرن
إنضم
29 أبريل 2020
المشاركات
12,203
مستوى التفاعل
25,861
النقاط
115
الإقامة
في المـرايا
الموقع الالكتروني
www.facebook.com
عزيزي @وسـام

أكتب إليك من العاصمة، كان النهارُ اليوم فظًّا للغاية، كما هي نهاراتنا في الصيف، أنزعجُ من الصيف بغرابة، لكن ليلة اليوم لابأس فيها، بعض هواء لذيذ، كأنهُ قبلةٌ من فمِ حبيبةٌ في مكانٍ يمنع فيه ذلك، أنظر سماءُ بغداد، نهرُها دجلة، تلك التي قبل أن نعرفها معرفة العين، تخيلناها في دراستنا ونحن فتيانا، يا دجلة الخير يا نبعًا أفارقهُ"! حتى ونحن بعد مجرد أطفالٌ، نطمح لأحلامٌ كبيرة، يفزعنا الجواهري بغربتهِ ويخلق فينا قلقٌ مريب ، كيف لطفلٍ حالمٌ أن يتربى على مثل ذلك
يا دجلة الخير : قد هانت مطامحنا
حتى لأدنى طِماحِ غيرُ مضمون!
أحب بغداد، كأنها أمٌ لا ترفضُ أطفالها ، رغم كثرة المدعيّن بأنهم منها، تحتضنهم رغم ذلك ، تدافع عنهم، تموت لإجلهم، أضعُ في رأسي سماعتي التي أعتبرها بقيمة الحبيب الذي إذ تذكرتهُ فقدت لذة أصوات الآخرين قربي ، أسمع فيها صوتٌ أحبه، يُغني مُعلقتهِ "أعبر على جفوني بحلم" كررتُها مرتان، وهذهِ مرةٌ ثالثة، أسمعها وأنا أكتب إليك :

أحب من لا يتنكر حبه، ذلك الذي وإن هشمَّ الدهر أحلامه يقول " أنتَ العزيز"، أغبطُ هذا التقديم في كلمات الأغنية، فأنت تعلن مكانة الأخر عندك ثمَّ تبدأ معهُ خُلجات روحك لتقول " أنتَ العزيز : أتغيرت".

يتصارع في رأسي قولاً لأستاذي وأنا أسمع سعدون يلتجأ إلى الأحلام ( أعبر على جفوني بحلم) ثم أبتسم مع القادم (بس) وهذا شرطٌ!، (بس كون عينك سالمة) هنا يهمس لي أستاذي قائلاً "قيمة كل شيء هي قيمة الحاجة إليه، فتراب شبرٍ من الساحل هو في نظر الغريق أثمن من كل ذهب الأرض.

أحدهم كان يُناظر القمر كل ليلة، لا يرى فيه شيء ما، كما الأغلبية، لكنه أحب، حينها نظر إلى القمر وقال ‏" أمّا قبل حبّها… فكنتُ أراكَ أيّها القمَر بنظراتٍ لا تحمل أفكارًا"!

ثمَّ "خليك عاشق بالاسم" يتوسلُ المحبُ هُنا، لكي يبقى مجرد ذكرى، أسمٌ يحمي فؤادهُ من غربة الليل والأيام، هي فكرة التوحيدي في أن يكون أنتِ أنا وأنا أنتِ!

"ولو بدلتنا بغير حب ما نبدلك"! هذهِ تحتاج لطمةُ جبهةٍ لا حروفٌ مكتوبة.

ثمَّ فيَّ شغفٌ لسلخ كل النص، فأنا مولعٌ بذلك ، لكني جشعٌ إذ فعلت ذلك، فأنت بروحك العاشقة، تطلب في النص غير ما تطلبهُ روحي، فأنتَ تعيء بأن قيمة الغناء العظيم في أن لكل إنسان فيه شأن، بعضهم يسمعهُ لأجل البكاء، أخرٌ لأجل الإمتاع، أو مثلنا لأجل أن نُعذب أرواحنا.

ثم أعلم، بأني أشعر بأنك عطاشٌ بشدة لعناقٍ من أحداهنّ، ليتها تفعل ذلك لأجلك ولكن ‏"آهٍ من لَيْتَ، إنها أكبَر عِلَلِ الدّنيا"

عناقٌ أيها الولد الطليق.
 

النبيل

العابث الاخير في هــذآ القرن
إنضم
29 أبريل 2020
المشاركات
12,203
مستوى التفاعل
25,861
النقاط
115
الإقامة
في المـرايا
الموقع الالكتروني
www.facebook.com
مرحبا عزيزتي درة

ماتت أمُّ رفيقٍ ليَّ قبل مدة ، أعرفُ عظيم قيمتها لديه، فأحترتُ وأنا بعيدًا عنه، أأكتبُ لهُ تعزية، لستُ ماهرٌ في ذلك، أعيء لا قيمة التعزية عند فقد "الحجية" ، قُلتُ لأكتب لهُ عبارتي الدافئة "لابأس"، فأنا أحب تلك المفردة بغرابة، استشعرها مثل غريقٌ يقبضُ على قصبة، بإفلاتها يبلعهُ الماء ، لكني أمتنعتُ عن ذلك، ثمَّ بمودةٍ وجلادة أرسلتُ لهُ أغنية، أغنية فقط في يوم وفاة أمّه!.

ذمّني عن ذلك صباح اليوم الأخر، ظنَّ بأني أستخفُ بحزنه، لم أكتب شيئًا حينها، ثمَّ بعد مدة من الزمن، كنتُ وهوَ ، نختلسُ مجلسًا بعيدًا عن عيون الناس، نسمع ذات الأغنية! ، هوَ يبكي ويرسلُ آهاتهِ في العدم ، وأنا أقول له " أبكي يا ولد، بارك الله في حزنك "، شعرتُ بالسعادة حينها، هذا ما كنت أرجوه عندما أرسلت له الأغنية، أن يتقيأ حزنه!، أن يشعر بقيمة الفقد!.

مثلُ قليلٌ من الناس، أرى في بعض الأغاني عزاءات تُعادل كثيرًا من أحضان الكاذبين ، فأي العزاءات لمن يفقد أمّه غير يا " ست الحبايب، يا حبيبة"!.

سرّني رفيقٌ مرة، بعد أن قرأ لي كتابةً طويلةً عن أمّي، طلب مني اختصارًا، يرى بأن الكتابة الطويلة مثل ما أفعل الأن، فعلٌ شاذ، من يقرأ!؟، يظن بأني أكتب لكي يقرأ من الناس الكثير ، كأنما يتهمني بأني أجهل كيف أجذب من أُريد بالكتابة إذ شئت ذلك، لا يعلم ما تعني الكتابة لنا!، لا يفهم كيف للكتابة أن تُرهقك، تهجم عليك وأنت غير مرحبٌ ولا راضٍ، أوه، لا يعيء قيمة ذلك، إلاَّ من أضناهُ رأسه.

بدأت أختصر لهُ ماكتبت، وإذا بي أكتب إليه ( فأعلم أني لا أُحبُّ فيها شيئاً معيناً أستطيع أن أُشير إليه بهذا أو هذه أو ذلك أو تلك، ولا "بهؤلاء" كلها .. إنَّما أحبها لأنها هي هي، كما هي هي!) فأجدني منهبرًا من نفسي بما تذكرت، كيف تلبست فيَّ روح الأستاذ وأنا بعد تلميذٌ صغيرٌ بين يديه!

ثمَّ إني لا أريد أن أكتب لك حديثٌ ذو شجون، لكني مع أن لا تنهرُ قلمك إذا سعى في أمر، دعهُ حرًا، نعم، قد يكون سببًا في قتلك أو شتمك أو الإشارة إليك بالسوء، فأنت قلمٌ وقلمكَ أنتَ! ، مؤذِ القلمُ فيما يختار من الطرق، مثلُ قلمك، يهرب من أسهلها، مترجلٌ على الوعرِ منها، وحدها تلك الأقلام من تظمأ وتُترك وحدها، رغم كثرة ميحمل الماء، لا أحدِ يحب الحقيقة يا رجل!، القومُ للإوهام تطمح ومن الحقائق تفرّ، ولا كؤوس على الطريق، فبارك الله ذلك القلم العطشُ إلى الحقيقة، "وحدها لا شريك لها "كما يحسن الرصافي فيها وصفا .

قبل يومان ذهبت محزونًا بذئيًا عند ابي، أشكو لهُ خوفاً من تقدم العمر، يُرعبني كوني أكبر يا درة، أتُغادرنا الأيام بهذهِ العِجالةِ، أين أحلامنا، أهدافنا، طموحتنا، أينها يا سيّدتي أينها!؟، ابي هذا ملجأً عقيم، تذهب إليه باكيًا، تسمع منه بكاءً أكبر!؛ ثمَّ كِلانا يلوذ بوحدتهِ!.... فأين السبيل؟

أني لأعلم بأن في روحكِ ثُقل الأيام، فأنتِ تُعقلينالأشياء أيضا، صراعٌ مديد بين قلبكِ وعقلكِ مثلنا نحن الذين حطمتنا عقولنا ودكتنا دكا ، حتى بدأنا نحاول الهروب منها ، اشتقنا أن يكون القلب سيدنا لا العقل، فقد فقدنا البهجة بحق ونحن ما زلنا بعد شُداخَا!

ثمَّ عناقٌ ايتها الفتاة النبيلة
 

الذين يشاهدون الموضوع الآن 1 ( الاعضاء: 0, الزوار: 1 )