أداة تخصيص استايل المنتدى
إعادة التخصيصات التي تمت بهذا الستايل

- الاعلانات تختفي تماما عند تسجيلك
- عضــو و لديـك مشكلـة فـي الدخول ؟ يــرجى تسجيل عضويه جديده و مراسلـة المديــر
او كتابــة مــوضـــوع فــي قســم الشكـاوي او مـراسلــة صفحتنـا على الفيس بــوك

مجمع الحكَــم و العــبَــر

#7oo7a ツ

Well-Known Member
إنضم
15 أكتوبر 2014
المشاركات
226
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
Space
رد: مجمع الحكَــم و العــبَــر

أنـَّنـَا كثيـرًا مـا نقـرأ .. !
وكثيـرًا مـا نسـمـع .. !
ولكـن قليـلاً مـا نعمـل .. !
وإن حتى عمِلنـا فقليـلاً مـا نُخلـص .. !
فلـنُـعِـد مراجعـة أنفُـسِـنا .. !
قبـل توقُّـف أنفـاسِـنـا .. !
 

#7oo7a ツ

Well-Known Member
إنضم
15 أكتوبر 2014
المشاركات
226
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
Space
رد: مجمع الحكَــم و العــبَــر

علق سيد قطب تعليقا نفيساً على قوله تعالى:
{والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيماً}
فقال رحمه الله:
وتكشف الآية الواحدة القصيرة عن حقيقة ما يريده الله للناس بمنهجه وطريقته، وحقيقة ما يريده بهم الذين يتبعون الشهوات، ويحيدون عن منهج الله - وكل من يحيد عن منهج الله إنما يتبع الشهوات - فليس هنالك إلا منهج واحد هو الجد والاستقامة والالتزام ، وكل ما عداه إن هو إلا هوى يتبع ، وشهوة تطاع ، وانحراف وفسوق وضلال!
فماذا يريد الله بالناس ، حين يبين لهم منهجه ، ويشرع لهم سنته؟ إنه يريد أن يتوب عليهم . يريد أن يهديهم . يريد أن يجنبهم المزالق . يريد أن يعينهم على التسامي في المرتقى الصاعد إلى القمة السامقة .
وماذا يريد الذين يتبعون الشهوات ، ويزينون للناس منابع ومذاهب لم يأذن بها الله ، ولم يشرعها لعباده؟ إنهم يريدن لهم أن يميلوا ميلاً عظيماً عن المنهج الراشد ، والمرتقى الصاعد والطريق المستقيم .
وفي هذا الميدان الخاص الذي تواجهه الآيات السابقة : ميدان تنظيم الأسرة؛ وتطهير المجتمع؛ وتحديد الصورة النظيفة الوحيدة ، التي يحب الله أن يلتقي عليها الرجال والنساء؛ وتحريم ما عداها من الصور ، وتبشيعها وتقبيحها في القلوب والعيون . . في هذا الميدان الخاص ما الذي يريده الله وما الذي يريده الذين يتبعون الشهوات؟
فأما ما يريده الله فقد بينته الآيات السابقة في السورة .
وفيها إرادة التنظيم ، وإرادة التطهير ، وإرادة التيسير ، وإرادة الخير بالجماعة المسلمة على كل حال .
وأما ما يريده الذين يتبعون الشهوات فهو أن يطلقوا الغرائز من كل عقال : ديني ، أو أخلاقي ، أو اجتماعي، يريدون أن ينطلق السعار الجنسي المحموم بلا حاجز ولا كابح ، من أي لون كان .
السعار المحموم الذي لا يقر معه قلب ، ولا يسكن معه عصب ، ولا يطمئن معه بيت ، ولا يسلم معه عرض ، ولا تقوم معه أسرة .
يريدون أن يعود الآدميون قطعاناً من البهائم ، ينزو فيها الذكران على الإناث بلا ضابط إلا ضابط القوة أو الحيلة أو مطلق الوسيلة!
كل هذا الدمار ، وكل هذا الفساد ، وكل هذا الشر باسم الحرية ، وهي - في هذا الوضع - ليست سوى اسم آخر للشهوة والنزوة!
وهذا هو الميل العظيم الذي يحذر الله المؤمنين إياه ، وهو يحذرهم ما يريده لهم الذين يتبعون الشهوات .
وقد كانوا يبذلون جهدهم لرد المجتمع المسلم إلى الجاهلية في هذا المجال الأخلاقي ، الذي تفوقوا فيه وتفردوا بفعل المنهج الإلهي القويم النظيف .
وهو ذاته ما تريده اليوم الأقلام الهابطة والأجهزة الموجهة لتحطيم ما بقي من الحواجز في المجتمع دون الانطلاق البهيمي ، الذي لا عاصم منه ، إلا منهج الله ، حين تقره العصبة المؤمنة في الأرض إن شاء الله .
واللمسة الأخيرة في التعقيب تتولى بيان رحمة الله بضعف الإنسان ، فيما يشرعه له من منهج وأحكام . والتخفيف عنه ممن يعلم ضعفه ، ومراعاة اليسر فيما يشرع له ، ونفي الحرج والمشقة والضرر والضرار .
{ يريد الله أن يخفف عنكم ، وخلق الإنسان ضعيفاً }.
فرحم الله سيداً وغفر لنا وله

 

#7oo7a ツ

Well-Known Member
إنضم
15 أكتوبر 2014
المشاركات
226
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
Space
رد: مجمع الحكَــم و العــبَــر

{{ إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم }}

من أحب تصفيةالأحوال ، فليجتهد في تصفية الأعمال . قال تعالى) :و أن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقاً.( ( الجن 16 ) .

و قالالنبي صلى الله عليه و سلم فيما يروي عن ربه عز وجل" : لو أن عباديأطاعوني لسقيتهم المطر بالليل ، و أطلعت عليهم الشمس بالنهار ، و لم أسمعهم صوتالرعد"( رواه أحمد 359/2). و قال صلى الله عليه و سلم:"البر لا يبلى، و الإثم لا ينسى ، و الديان لا ينام ، و كما تدين تدان." ( مسند أحمد – الزهد 142 ) .

و قالأبو سليمان الداراني:(من صفى صفي له ، و من كدر كدرعليه ، و من أحسن في ليله كوفىء في نهاره ، و من أحسن في نهاره كوفىء في ليله ) . وكان شيخ يدور في المجالس ، و يقول : من سره أن تدوم له العافية ، فليتق الله عز وجل . و كان الفضيل بن عياض ، يقول : ( إني لأعصي الله ، فأعرف ذلك في خلق دابتي ، وجاريتي ) .
اعلم ـ وفقك الله ـ أنه لا يحس بضربة مبنج ، و إنما يعرف الزيادة منالنقصان المحاسب لنفسه و متى رأيت تكديراً في حال فاذكر نعمة ما شكرت ، أو زلة قدفعلت ، و احذر من نفار النعم ، و مفاجأة النقم ، و لا تغتر بسعة بساط الحلم ، فربما عجلانقباضه . و قد قال الله عز وجل:{إن الله لا يغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}.( الرعد 11 ) وكانأبو عليالروذبارييقول : ( من الاغترار أن تسىء ، فيحسن إليك ، فتترك التوبة ،توهما أنك تسامح في العقوبات) .من كتاب صيد الخاطر لابن الجوزي ص 16 .
 

#7oo7a ツ

Well-Known Member
إنضم
15 أكتوبر 2014
المشاركات
226
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
Space
رد: مجمع الحكَــم و العــبَــر

من جميل شعر عنترة :
لا تَسْقِني مَاءَ الحَيَاةِ بِذِلّةِ بَل # # فاسقِنِي بِالعِزِّ كأسَ الحَنظَلِ
 

#7oo7a ツ

Well-Known Member
إنضم
15 أكتوبر 2014
المشاركات
226
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
Space
رد: مجمع الحكَــم و العــبَــر

قال الإمامُ أحمدُ رحمه الله ( الفُتُـوَّةُ تركُ ما تشتَهي لِمـَا تَخَـافُ )
قال الإمام القرطبي رحمه الله
start.gif
قال علماؤنا لما كثر الباطل في الأسواق وظهرت فيها المناكر:

كُـره دخولها لأرباب الفضل والمقتدى بهم في الدين تنزيها لهم عن البقاع التي يعصى الله فيها
end.gif

ولو أنَّ أهل العِلْمِ صانوه صانهم ** ولو عظَّموهُ في القلوبِ لعَظَّمَا

 

#7oo7a ツ

Well-Known Member
إنضم
15 أكتوبر 2014
المشاركات
226
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
Space
رد: مجمع الحكَــم و العــبَــر

قواعد السعادة السبع . . .؟ ؟ ؟






لا تكره أحدا مهما أخطأ في حقك(1)



لا تقلق أبدا(2)



عش في بساطة مهما علا شأنك(3)



توقع خيرا مهما كثر البلاء(4)



أعطي كثيرا و لو حرمت(5)



ابتسم ولو القلب يقطر دما(6)



لا تقطع دعاءك لأخيك بظهر الغيب(7)







هدية متواضعة لكل من أحببت في الله...
إذا كنت تريد الجنة [ فالزم الصلاة ] ..
وإذا كنت تريد الغنى [ فالزم الاستغفار ] ..
وإذا كنت تريد المحبة [ فالزم الابتسامة ] ..
وإذا كنت تريد السعادة [ فالزم القرآن ]
وأذا تريد الثواب فارسلها واكسب الثواب



اللهم يا عزيز يا جبار اجعل قلوبنا تخشع من تقواك واجعل عيوننا تدمع من خشياك واجعلنا يا رب من أهل التقوى وأهل المغفرة





يا رب الذي يقرأ هذا الدعاء اجعله مع حبيبك ورسولك المصطفى محمد صلى الله عليه و على اله وسلم تسليما كثيرا

 

#7oo7a ツ

Well-Known Member
إنضم
15 أكتوبر 2014
المشاركات
226
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
Space
رد: مجمع الحكَــم و العــبَــر

(( المحنة العظمى أن أمرك كله بيد من لا يبالي بوجودك ولا عدمك ، كم أهلك قبلك مثلك؟
{قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الأَرْضِ جَمِيعًا } )).ا.هـ مجموع رسائل الحافظ ابن رجب الحنبلي (1/369)
قال ابن مسعود رضي الله عنه
frown.gif
(ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون ،وبنهاره إذا الناس مفطرون ،وبحزنه إذا الناس يفرحون ، وببكائه إذا الناس يضحكون ، وبصمته إذا الناس يخوضون ، وبخشوعه إذا الناس يختالون ، وينبغي لحامل القرآن أن يكون باكياً محزوناً حكيماً حليماً سكيناً ، ولا ينبغي لحامل القرآن أن يكون جافياً ولا غافلاً ولا سخاباً ولا صياحاً ولا حديداً)) الفوائد (ص:192)
 

#7oo7a ツ

Well-Known Member
إنضم
15 أكتوبر 2014
المشاركات
226
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
Space
رد: مجمع الحكَــم و العــبَــر

بسم الله الرحمن الرحيم
نص نفيس عن ابن القيم في سنة الابتلاء
مناسب جداً للحال الحاضرة التي نعيشها ولكأنما يوصّف الواقع
أرجو أن لا تستطلها .. ففيها عزاء وتقوية لقلوب المؤمنين
قال ـ رحمه الله ـ في كتابه زاد المعاد (3/12-17):
وأكمل الخلق عند الله من كمل مراتب الجهاد كلها، والخلق متفاوتون في منازلهم عند الله تفاوتهم في مراتب الجهاد؛ ولهذا كان أكمل الخلق وأكرمهم على الله ـ خاتم أنبيائه ورسله ـ فإنه كمّل مراتب الجهاد، وجاهد في الله حق جهاده، وشرع في الجهاد من حين بعث إلى أن توفاه الله ؛ فإنه لما نزل عليه {يا أيها المدثر قم فأنذر وربك فكبر وثيابك فطهر} شمّر عن ساق الدعوة، وقام في ذات الله أتمّ قيام، ودعا إلى الله ليلاً ونهاراً وسراً وجهارا ولما نزل عليه: {فاصدع بما تؤمر} فصدع بأمر الله لا تأخذه فيه لومة لائم، فدعا إلى الله الصغير والكبير، والحر والعبد، والذكر والأنثى، والأحمر والأسود والجن والإنس.
ولما صدع بأمر الله، وصرح لقومه بالدعوة وناداهم بسب آلهتهم وعيب دينهم، ونالوه ونالوهم بأنواع الأذى ـ وهذه سنة الله عز وجل في خلقه ـ كما قال تعالى: {ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك}، وقال: {وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن}، وقال: {كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون أتواصوا به بل هم قوم طاغون}، فعزى سبحانه نبيه بذلك، وأن له أسوة بمن تقدمه من المرسلين، وعزّى أتباعه بقوله: {أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب}، وقوله: {الم ، أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا ساء ما يحكمون من كان يرجو لقاء الله فإن أجل الله لآت وهو السميع العليم ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه إن الله لغني عن العالمين والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنكفرن عنهم سيئاتهم ولنجزينهم أحسن الذي كانوا يعملون ووصينا الإنسان بوالديه حسنا وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون والذين آمنوا وعملوا الصالحات لندخلنهم في الصالحين ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله ولئن جاء نصر من ربك ليقولن إنا كنا معكم أوليس الله بأعلم بما في صدور العالمين}.
فليتأمل العبد سياق هذه الآيات وما تضمنته من العبر وكنوز الحكم، فإن الناس إذا أرسل إليهم الرسل بين أمرين: إمّا أن يقول أحدهم آمنا، وإمّا ألا يقول ذلك، بل يستمر على السيئات والكفر.
فمن قال: آمنا، امتحنه ربه، وابتلاه وفتنه، والفتنة الابتلاء والاختبار ليتبين الصادق من الكاذب ومن لم يقل آمنا فلا يحسب أنه يعجز الله ويفوته ويسبقه فإنه إنما يطوي المراحل في يديه.

وكيف يفر المرء عنه بذنبه *** إذا كان تطوى في يديه المراحل؟
فمن آمن بالرسل وأطاعهم عاداه أعداؤهم، وآذوه فابتلي بما يؤلمه، وإن لم يؤمن بهم ولم يطعهم عوقب في الدنيا والآخرة، فحصل له ما يؤلمه، وكان هذا المؤلم له أعظم ألماً، وأدوم من ألم أتباعهم، فلا بد من حصول الألم لكل نفس آمنت أو رغبت عن الإيمان، لكن المؤمن يحصل له الألم في الدنيا ابتداء ثم تكون له العاقبة في الدنيا والآخرة والمعرض عن الإيمان تحصل له اللذة ابتداء ثم يصير إلى الألم الدائم. وسئل الشافعي رحمه الله: أيما أفضل للرجل أن يمكن أو يبتلى؟ فقال: لا يمكن حتى يبتلى.
والله تعالى ابتلى أولي العزم من الرسل، فلما صبروا مكنهم، فلا يظن أحد أنه يخلص من الألم البتة وإنما يتفاوت أهل الآلام في العقول فأعقلهم من باع ألما مستمرا عظيما بألم منقطع يسير وأشقاهم من باع الألم المنقطع اليسير بالألم العظيم المستمر.
فإن قيل كيف يختار العاقل هذا؟
قيل الحامل له على هذا النقد والنسيئة ، و النفس موكلة بحب العاجل: "من أرضى الناس بسخط الله لم يغنوا عنه من الله شيئاً"، {كلا بل تحبون العاجلة وتذرون الآخرة}، {إن هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون وراءهم يوماً ثقيلاً} وهذا يحصل لكل أحد، فإن الإنسان مدني بالطبع، لا بد له أن يعيش مع الناس، والناس لهم إرادات وتصورات فيطلبون منه أن يوافقهم عليها فإن لم يوافقهم آذوه وعذبوه وإن حصل له الأذى والعذاب تارة منهم وتارة من غيرهم، كمن عنده دين وتقى، حل بين قوم فجار ظلمة، ولا يتمكنون من فجورهم وظلمهم إلا بموافقته لهم أو سكوته عنهم، فإن وافقهم أو سكت عنهم سلم من شرهم في الابتداء ثم يتسلطون عليه بالإهانة والأذى أضعاف ما كان يخافه ابتداء لو أنكر عليهم وخالفهم وإن سلم منهم فلا بد أن يهان ويعاقب على يد غيرهم، فالحزم كل الحزم في الأخذ بما قالت عائشة أم المؤمنين لمعاوية : "من أرضى الله بسخط الناس كفاه الله مؤنة الناس ومن أرضى الناس بسخط الله لم يغنوا عنه من الله شيئاً".
ومن تأمل أحوال العالم رأى هذا كثيراً فيمن يعين الرؤساء على أغراضهم الفاسدة، وفيمن يعين أهل البدع على بدعهم هربا من عقوبتهم، فمن هداه الله وألهمه رشده ووقاه شر نفسه امتنع من الموافقة على فعل المحرم، وصبر على عدوانهم، ثم تكون له العاقبة في الدنيا والآخرة، كما كانت للرسل وأتباعهم كالمهاجرين والأنصار ومن ابتلي من العلماء والعباد وصالحي الولاة والتجار وغيرهم .

ولما كان الألم لا محيص منه البتة عزى الله - سبحانه - من اختار الألم اليسير المنقطع على الألم العظيم المستمر بقوله: {من كان يرجو لقاء الله فإن أجل الله لآت وهو السميع العليم} فضرب لمدة هذا الألم أجلاً لا بد أن يأتي وهو يوم لقائه، فيلتذ العبد أعظم اللذة بما تحمل أجله وفي مرضاته، وتكون لذته وسروره وابتهاجه بقدر ما تحمل من الألم في الله ولله، وأكد هذا العزاء والتسلية برجاء لقائه؛ ليحمل العبد اشتياقه إلى لقاء ربه ووليه على تحمل مشقة الألم العاجل، بل ربما غيبه الشوق إلى لقائه عن شهود الألم والإحساس به، ولهذا سألَ النبيُّ ج ربه الشوق إلى لقائه، فقال: ـ في الدعاء الذي رواه أحمد وابن حبان ـ : "اللهم إني أسألك بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني إذا كانت الحياة خيرا لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة وأسألك كلمة الحق في الغضب والرضى وأسألك القصد في الفقر والغنى وأسألك نعيما لا ينفد وأسألك قرة عين لا تنقطع وأسألك الرضى بعد القضاء وأسألك برد العيش بعد الموت وأسألك لذة النظر إلى وجهك وأسألك الشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة اللهم زينا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين".
فالشوق يحمل المشتاق على الجد في السير إلى محبوبه، ويقرب عليه الطريق، ويطوي له البعيد، ويهون عليه الآلام والمشاق، وهو من أعظم نعمة أنعم الله بها على عبده، ولكن لهذه النعمة أقوال وأعمال هما السبب الذي تنال به، والله سبحانه سميع لتلك الأقوال عليم بتلك الأفعال وهو عليم بمن يصلح لهذه النعمة ويشكرها ويعرف قدرها ويحب المنعم عليه قال تعالى: {وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا أليس الله بأعلم بالشاكرين} فإذا فاتت العبد نعمة من نعم ربه فليقرأ على نفسه: {أليس الله بأعلم بالشاكرين}.
ثم عزاهم تعالى بعزاء آخر، وهو: أن جهادهم فيه إنما هو لأنفسهم وثمرته عائدة عليهم وأنه غني عن العالمين، ومصلحة هذا الجهاد ترجع إليهم لا إليه سبحانه، ثم أخبر أنه يدخلهم بجهادهم وإيمانهم في زمرة الصالحين.
ثم أخبر عن حال الداخل في الإيمان بلا بصيرة، وأنه إذا أوذي في الله جعل فتنة الناس له كعذاب الله، وهي أذاهم له ونيلهم إياه بالمكروه، والألم الذي لا بد أن يناله الرسل وأتباعهم ممن خالفهم، جعل ذلك في فراره منهم، وتركه السبب الذي ناله، كعذاب الله الذي فر منه المؤمنون بالإيمان، فالمؤمنون لكمال بصيرتهم فروا من ألم عذاب الله إلى الإيمان وتحملوا ما فيه من الألم الزائل المفارق عن قريب، وهذا لضعف بصيرته فر من ألم عذاب أعداء الرسل إلى موافقتهم ومتابعتهم، ففر من ألم عذابهم إلى ألم عذاب الله، فجعل أَلَم فتنة الناس في الفرار منه بمنزلة ألم عذاب الله، وغبن كل الغبن إذ استجار من الرمضاء بالنار، وفر من ألم ساعة إلى ألم الأبد، وإذا نصر الله جنده وأولياءه قال: إني كنت معكم، والله عليم بما انطوى عليه صدره من النفاق.
والمقصود أن الله سبحانه اقتضت حكمته أنه لا بد أن يمتحن النفوس ويبتليها:
فيظهر بالامتحان طيبها من خبيثها،
ومن يصلح لموالاته وكراماته ومن لا يصلح،
وليمحص النفوس التي تصلح له،
ويخلصها بكير الامتحان، كالذهب الذي لا يخلص ولا يصفو من غشه إلا بالامتحان، إذ النفس في الأصل جاهلة ظالمة، وقد حصل لها بالجهل والظلم من الخبث ما يحتاج خروجه إلى السبك والتصفية، فإن خرج في هذه الدار، وإلا ففي كير جهنم، فإذا هذب العبد ونقي أذن له في دخول الجنة.

انتهى كلام هذا الإمام الرباني ، فرحمه الله وغفر له


 

#7oo7a ツ

Well-Known Member
إنضم
15 أكتوبر 2014
المشاركات
226
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
Space
رد: مجمع الحكَــم و العــبَــر

ومن المؤسف أن قدرة عقولنا على إدراك السلبيات أكبر من قدرتها على إدراك الإيجابيات
د/ عبدالكريم بكار
 

#7oo7a ツ

Well-Known Member
إنضم
15 أكتوبر 2014
المشاركات
226
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
Space
رد: مجمع الحكَــم و العــبَــر

اكتم حسناتك، ولا تباهر؛ كما تكتم سيئاتك، ولا تجاهر

 

الذين يشاهدون الموضوع الآن 1 ( الاعضاء: 0, الزوار: 1 )