مـرايا

[النبيل]

هاكَ صحوي كنتُ في التيهِ المقيمِ
واستفقتُ الآنَ من حلمٍ عقيمِ

كُنتُ أرعى ظلَّ وهمي مثل طفلٍ
ثم أغراني بريقُ المستقيمِ

كلُّ ما بي كان مرآةَ افتتانٍ
تتغنّى في جراحاتِ النعيمِ

كنتُ أنسى ثم أروي ما نسيتُهْ
كاهنًا في معبدِ الصمتِ القديمِ

فجعيَ العاري يسامرني طويلاً
في مَدى صبري ويغتالِ العزيمِ

كلُّ ما فيَّ احتمالاتُ ارتيابٍ
خُلِفَتْ في داخلي شكلَ الجحيمِ

صوتُ شكّي كان مرآةَ انطفائي
وخطايَ الحُبلى بأوهامِ السقيمِ

 

[النبيل]

يا حُسين،

عادوا إليكَ والدمعُ في الأعينِ
لكنهم… باعوا دمَك في المواسمِ!
نادوك باسمكَ في المواكبِ
ثمّ مشَوا إلى بوّاباتِ الفاسدين،
وهتفوا لك… بأصواتٍ اشتروها من سماسرةِ الصوتِ الحسينِي!
يا حُسين،
هل رأيتَ “عبدَ الله الرضيع” يُحترقُ مرّةً أخرى
في “هايبر ماركت الكوت”،
بين أرففِ الجشعِ، وتكبيراتِ الخداعِ،
ولا أحدٌ هزّ رأسَهُ كما هُزَّت خيمتُكَ في عاشوراء!
هل رأيتَ “زينب” تَصرخُ في مستشفى ابنِ الخطيب
والنارُ تبتلعُ الضعفاءَ،
و”العباس” محاصرٌ في الساحةِ العامة،
ممنوعٌ من الماءِ والدواءِ والحقّ والكلام!
هل مرَّ عليكَ موكبٌ في “الحمدانية”؟
تدوسُ فيه النيرانُ على الفساتين البيضاء،
والضحكاتُ تموتُ قبلَ أن تُعلنَ العُرسَ…
ثم يخرجُ القاتلُ من البابِ الخلفيِّ،
ويُكتبُ في تقاريرِ الدولة: عُطلٌ فنيّ!ك

يا حُسين،
هم لا يقرأونكَ إلا في عاشوراء،
ولا يسمعونكَ إلا على وقعِ “الرادود المشهور”،
ولا يبكونكَ إلا إذا كانت المائدةُ عامرةً،
والمجلسُ مموّلاً،
والصوتُ عاليًا… ولكن بلا صدى!
يا حُسين،
أَتَرانا نستحقُّ دمعتكَ؟
أَتَرانا نستحقُّ أن نلطمَ صدورَنا أمامكَ
ونحنُ مَن صوّتَ للفاجر،
وصمَتَ عن السارق،
وطبَّلَ للقاتل… باسمكَ؟
يا سيّدي،
إن عدتَ اليوم،
لن تجدَ “شمرًا” واحدًا…
بل شُمُرًا يلبسونَ عمائمَ بيضاءَ وسوداء،
ويجلسونَ في صدرِ المجلسِ،
ويُفتونَ أن البكاءَ عليكَ… يُغني عن الثورة!

يا شيعةَ الحسين،
اللطمُ ليس في المجالس فقط،
اللطمُ الحقيقيّ في الشوارعِ التي احترقت،
والبيوتِ التي خُذلت،
والأطفالِ الذين صرخوا: (من لَنا؟)
فلم يجبهم أحدٌ،
لأنّ الجميعَ كان في موكبٍ… أو على “منبرٍ مدفوع”

 

[النبيل]

يقال انه عندما احترقت روما بحريقها الشهير انذاك الذي التهم ثلاثة ارباع المدينة جلس نيرون على شرفة فيلا له فوق تل انتيوم وهو يعزف على قيثارته ويغني عن دمار طروادة
وقع الحريق في ١٨ يوليو من العام ٦٤ ميلادية وفي نفس التاريخ من العام ٢٠٢٥ للميلاد اي بعد ١٩٦١ سنة نرى محافظ واسط يجلس وقدمه فوق الاخرى يراقب كيف يلتهم هذا الفرن الاسمنتي ارواح ٧٠ فردا !!!

يالمفارقة التاريخ ، ويا لسوء حظنا

 

[النبيل]

لا أكتبُ شعرًا لأَنجو منَ القاعِ
أنا الكبيرُ بأخطائي وأوجاعي

 

[النبيل]

چا يمته ؟

 

[ظمأ القمرين]

يقال أن فيهم عطر الجنان
وأنا امتهنت استنشاقها
فلم أعد "غريداً على فننٍ"
كصدح الشيخ الوائلي
والهتني تجارة رابحة هي في ذكر الله
فإليكَ منها التحية إذ أسميتها كعزيزة الغريب



الصورة عفوية دون علم أمها

 

[النبيل]

انا عطشٌ، وسرابٌ، ثمَّ ظلٌّ
وحكمةٌ غامضةٌ تهوي وتزلُّ

وآيةٌ في لحظةِ التنزيلِ كانت
تُحاصرُها نيرانُ زورٍ وغلُّ

وجودي عطشٌ مقيمٌ بكلِّ بئرٍ
وأحملُ في يدي دلواً يُبَلُّ

وأسألُ ما الحقيقةُ، ثم أمشي
كأني في احتمالاتي أُقَلُّ

كأنّي في مرايا الوقتِ وهمٌ،
يُـطيلُ الصمتَ، ثمّ به يَـقُلُّ

وصوتٌ يأخذني حيثُ يدري
بأنّي دونَ انتماءٍ، مُستقِلُّ

يفتش في جروحي عن فتيلٍ
ليُحرِقَ بي الحزنَ المُملَّ

كأنّ الدينَ مرآةٌ تشظّت
بكلّ فقيهٍ يُفـسّرُ ما يُضِلُّ

كأنّ آيةَ التطهيرِ تُتلى
بصوتٍ لا يُـمَسُّ ولا يُـدَلُّ

محجوبةٌ بالتأويل لكن
يقرأُها قلبي ولا يَـكِلُّ

ويدي كأنّها وحيٌ قديمٌ
تُهدى به الآياتُ إن تستدلُّ

يسكبُ في أُذُني صلاةً خاشعةً
تَنبِضُ في صدري دعاءً يُجِلُّ

تأخّرَ عن ليلي، فكانت خطايا
تُقاسمني لغزًا إذا قيلَ يُـحَلُّ

 

[النبيل]

لقد عانيتُ مذ كانتْ خليقتنا
فمتى أفرُّ من الأسرِ والأكفانِ؟

 

[النبيل]

في انتظار غودو