أداة تخصيص استايل المنتدى
إعادة التخصيصات التي تمت بهذا الستايل

- الاعلانات تختفي تماما عند تسجيلك
- عضــو و لديـك مشكلـة فـي الدخول ؟ يــرجى تسجيل عضويه جديده و مراسلـة المديــر
او كتابــة مــوضـــوع فــي قســم الشكـاوي او مـراسلــة صفحتنـا على الفيس بــوك

ممر الأرواح بالأدب ...

النبيل

الابن المدلل لقبيلة الجن
إنضم
29 أبريل 2020
المشاركات
18,981
مستوى التفاعل
27,169
النقاط
115
الإقامة
في المـرايا
الموقع الالكتروني
www.facebook.com
المشاركة اليوم من قسم المدونات ....

مشاركة في الموضوع 'مـرايا' https://www.f-iraq.com/vb/threads/مـرايا.258944/post-5075877

في هذا النص، لا يتحدث الكاتب @النبيل عن الانتحار بقدر ما يتحدث عن خسارة المعنى.
إنه لا يريد أن يموت، بل يريد أن يتوقف عن الدوران في يومٍ لا يتغير.
اختياره ليوم الثلاثاء ليس عبثًا؛ فهو يومٌ بلا لونٍ، لا يحمل كآبة الاثنين ولا خفة الجمعة، كأنه مساحة رمادية في المنتصف، تُشبه تلك الفجوة التي تتسلل إلى أرواحنا حين نفقد الدهشة.

النبيل لا يصرخ، بل يهمس.
يكتب وكأنه يخاف أن يوقظ شيئًا نائمًا في داخله، أو أن يُسمِعَ العالم ما يختبئ بين سطور صمته.
هو يعرف أنّ التعب لا يأتي من الحياة، بل من التكرار، من تلك الأيام التي لا تنبض بشيء سوى الواجب والاعتياد.
وحين يقول: «أود لو أنني أبقى في السرير إلى وقت متأخر»، فإننا لا نقرأ كسلاً بل تعبًا وجوديًا، رغبة في أن يتوقف الزمن قليلًا كي يلتقط أنفاسه المرهقة من الركض وراء اللاشيء.

ثم يأتي الهامش، لا كملاحظة بل كاعتراف مؤجل:
«لأنكِ لو كنتِ موجودة...»
هنا ينكسر الصمت، ويطلّ الضوء.
تتحوّل اللغة من رمادٍ إلى دفء، ومن انطفاءٍ إلى اشتعالٍ خافت.
كأنّ حضور “هي” ليس حبًا فحسب، بل نجاة — نجاة من الموت، من الغياب، من تلوّث العالم.
النبيل يجعل الوجود الإنسانيّ مشروطًا بالآخر، وكأن الحبّ هو الأوكسجين الذي يمنح الحياة معناها الحقيقي.

بهذا يصبح النص مرآة مزدوجة:
مرآة تُظهر هشاشة الإنسان حين يفقد الدفء، ومرآة أخرى تعكس قدرته على البقاء حين يتذكّر أن للحياة وجهًا آخر، ولو كان غائبًا.


ولعلّ في هذا النص ما يذكّرنا بأن الإنسان لا يُهدَّد بالموت حين يتوقّف قلبه، بل حين يفقد المعنى الذي يجعله يستيقظ كل صباح.
إن الثلاثاء الذي يراه الكاتب يومًا رماديًّا، هو في الحقيقة استعارة لكل يومٍ تغيب فيه الدهشة، وكل صباحٍ لا يجيء فيه صوتٌ يوقظ فينا الرغبة بالعيش.
وربما لذلك، لم يكن النص عن الانتحار بقدر ما كان عن الحياة المؤجلة، عن الأمل الذي يختبئ في هامش صغير، في جملةٍ لم تكتمل، في شخصٍ لو عاد، لتبدّل الهواء، وتغيّر العالم قليلًا.
الى الان لم يكن الثلاثاء يوم عادي ولم يكن الحلم بالغياب سوى محاولة لتفسير التعب و الهروب منه وقد التقطت ذلك بصفاء يندر
دهشت من هذا الوعي الذي قرأ الصمت لغة ورأى في الهامش حياة مؤجلة تنتظر ان تتكامل بجملة واحدة او بوجود شخص واحد

اشكرك على هذه القراءة التي احيت النص كما لو انها تضع ؏ــلىٰ صدره قبلة نجاة
كنت الضوء الذي مر من بين السطور فصار للحزن ملامح انسانية وللتعب سبب نبيل للبقاء
 

الجور ي

الjo هسيس بين يقظة وغيم
طاقم الإدارة
وسام المحاور فذ
إنضم
26 يونيو 2023
المشاركات
121,958
مستوى التفاعل
120,297
النقاط
2,508
من قسم المدونات ...

مشاركة في الموضوع 'مشنقة الحروف في ليلة زفاف الكلمة' https://www.f-iraq.com/vb/threads/مشنقة-الحروف-في-ليلة-زفاف-الكلمة.224257/post-5072953
@۩♥ هيبة ملك ♥۩
"فقارب الورق لا يُبحر فيه"،
فهي ليست حكمة عابرة، بل كشف فلسفي عن طبيعة الوجود الإنساني حين يُبنى على الوهم.
القارب الورقي ليس رمزًا للضعف فحسب، بل رمزٌ للرغبة في الخلاص دون ثمن، لتلك الغفلة التي يتزيّن بها الإنسان وهو يظن أن النية وحدها تكفي للإبحار، وأن الكلمات قادرة على إنقاذه من الغرق.

الورق لا يحتمل البحر، لأن الفكر المجرد لا يحتمل التجربة.
ففي أعماق الإنسان، كما يقول من تأملوا جوهر الإرادة، لا شيء أثقل من مواجهة الحقيقة العارية.
القارب الورقي هو محاولة العقل للهروب من الإرادة، من الألم، من الوعي الثقيل بأن كل شيء زائل.
إنه ترف الضعفاء الذين يصنعون لأنفسهم قوارب من اللغة كي لا يمسّهم طين الواقع.

لكن البحر لا يرحم الورق، كما لا يرحم الوجود من يخدعه بالأمل.
فالماء هو الحقيقة الصلبة، والورق هو الحلم الهشّ.
وحين يلتقيان، لا ينجو الحلم، بل يُبتلّ حتى يذوب.
وهكذا يذوب كل ما لم يُختبر، كل ما لم يُصنع من الألم، من الصبر، من التجربة التي لا تتزيّن.

إنّ القارب الورقي لا يُبحر لأن الإرادة لا تسكنه.
هو جميل في شكله، لكنه ميت في جوهره، كابتسامةٍ خالية من الشعور.
وفي عمق هذا القول تتجلى فكرة شوبنهاور الخفية: أن الجمال بلا جوهر، كالسعادة بلا وعي، وهمٌ لا يقدر على عبور أي بحر.

فمن أراد الإبحار، عليه أن يبني قاربًا من الإرادة، لا من الورق،
ومن أراد النجاة، عليه أن يتصالح مع الموج، لا أن يهرب منه.
لأن الحقيقة، في نهاية الأمر، لا تُكتب
بل تُعاش.
 

الجور ي

الjo هسيس بين يقظة وغيم
طاقم الإدارة
وسام المحاور فذ
إنضم
26 يونيو 2023
المشاركات
121,958
مستوى التفاعل
120,297
النقاط
2,508
انتقائي اليوم من قسم المقهى الأدبي
من موضوع المتألق @وهج الحروف🔥

مشاركة في الموضوع 'فوضى الحواس...' https://www.f-iraq.com/vb/threads/فوضى-الحواس.249918/post-5023054

أريد أن أختبئ مني، أن أغلق الباب على نفسي، على هذا الزحام الذي يترنح في حواسي، الزحام الذي لا يهدأ، الذي يصرخ في صمت العيون ويضحك في صدى الصمت. أبحث عن زاوية صغيرة، ركنٍ بلا صدى، بلا رائحة ذكريات، بلا ضوء يذكّرني بما كنت وما سأكون.
مشاعري، تلك المشاعر التي تملك سلطة فوق العالم، تتلوى في فوضاها، تطحنني، ترميني على شاطئ خيالاتي، حيث الرؤى مضطربة، تتكدس في مهادها، تحلم بي كما أحلم بها، وتضحك كأنها تعرف كل شيء عني، بينما أنا لا أعرف شيئًا عن نفسي، عن هذا الكائن الذي يحملني ويؤلمني في آن واحد.

تمامًا كما توماس في رواية "لا شيء يُحتمل خفته" لميلان كونديرا"، الذي يبحث عن الخفة في عالم ثقيل، عن الهروب من ذاته، عن الاختباء من ذاكرته، عن لحظة صمتٍ مطلقة لا يعرف البشر. توماس يعلم أن الهروب ليس من الناس، بل من الداخل، من ذلك الجزء في النفس الذي يصر على الوجود في صورته الموجعة، على أن كل محاولة للاختباء هي مواجهة مع الذات نفسها.

وهكذا، بين فوضى المشاعر وتيه الرؤى، بين الزحام والصمت، أظل مختبئًا، مختبئًا من نفسي، وفي هذا الاختباء أجد نوعًا من الوضوح، نوعًا من الحقيقة التي لا يقولها أحد، الحقيقة التي تقول .....

لا أحد يهرب من ذاته، ولا أحد ينجو من الداخل، ولا شيء يشبه ما نكون عليه عندما نختبئ من حواسنا، إلا اللحظة نفسها، اللحظة التي تختفي فيها كل الأسماء وكل الأصوات، ويبقى فقط أنا، وأنا، وأنا.

نص رغم قصره،الا أن له ثقلًا ندر وجوده .
 

الذين يشاهدون الموضوع الآن 1 ( الاعضاء: 0, الزوار: 1 )